أسواق جدة تزدحم بالمتسوقين والزائرين مع اقتراب العيد. (واس)
أسواق جدة تزدحم بالمتسوقين والزائرين مع اقتراب العيد. (واس)
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
تمثّل الأسواق الشعبية قيمة ثقافية وحضارية تمتاز بها مدينة جدة، ومن بين شوارعها العتيقة ومبانيها حديثة الطراز التي جمعت مختلف الجنسيات، تبرز هذه الأسواق الشعبية لتظهر روح الانفتاح الثقافي في جدة، وهي وجهات للتسوق خلال ما تبقى من أيام الشهر الفضيل ودخول موسم عيد الفطر المبارك.

وتشكِّل أسواق جدة التاريخية عنصر جذب سياحي لكثير من زوار محافظة جدة، وتتجلى فيها لمسات الحياة الاجتماعية والتجارة التقليدية، تحمل شيئاً من بقايا الأمس والحنين إلى الماضي؛ فهي تضم العديد من الأسواق الأثرية والتراثية التي جعلت من جدة مركزاً تاريخياً للتجارة والتسوق؛ منها سوق شارع الذهب، وسوق الندى، وسوق البدو.


وبحسب جولة (واس) داخل سوق (الندى)؛ الذي يعود تاريخه إلى 150 عاماً، وكانت بدايته داخل أسوار مدينة جدة القديمة، واشتهر بمطاعم ذائعة الصيت تقدم الأكلات الشعبية التي تشتهر بها جدة التاريخية، وكذلك يتميز هذا السوق عن باقي أسواق جدة أنه الوحيد الذي يعرض جميع أنواع الأكلات الشعبية والسلع الغذائية الطازجة، إلى جانب كل ما يبحث عنه المتسوقون من ملابس وأحذية وأغطية رأس وعباءات وأقمشة في أكثر من 500 منفذ تجاري، إضافة إلى عشرات البسطات على جانبي طريق السوق الرئيسي.

وعلى امتداد مسافة لا تزيد على ألف متر يقع سوق (الندى)، وتحديداً من مسجد الباشا شمالاً وحتى عمارة الملكة، وكان، في يوم من الأيام، من أهم أسواق جدة القديمة، ورغم مساحة السوق المحدودة إلا أنه يزخر بالعديد من النشاطات التجارية، فكانت تنتشر فيه أماكن الحلاقين والمكتبات، وعدد من دكاكين الخرازين والصناعات الجلدية ومطاعم الأسماك، إضافة إلى عدة أحواش لبيع فحم الحطب الذي كان له سوق رائج في الماضي، وكان يأتي به أبناء البادية من المناطق المجاورة لجدة وبيعه داخل السوق، الذي ما زال يحتضن بعض هذه المحلات حتى يومنا هذا، وتعد هي الصورة الوحيدة المتبقية من تاريخه التي تذكرنا بالسوق قديماً. أما سوق (شارع الذهب) فبدأت قصته قبل 57 عاماً في مطلع عام 1381هـ عندما بدأ العمل على توسعة وفتح شوارع جديدة بمنطقة البلد بمحافظة جدة، واقتضى ذلك الأمر أن يتم هدم عدد كبير من المباني القديمة في تلك المرحلة.

وانتقلت جولة (واس) بعد ذلك إلى طرقات وأزقة منطقة البلد وتحديداً سوق (البدو)؛ الذي يقع في المنطقة التاريخية، ويعود تاريخه لأكثر من 140 عاماً مضت، واشتهر بتوفير السلع المتنوعة من احتياجات أهل البادية، وترجع تسميته إلى سكان البادية القادمين إلى المنطقة، وكانوا ينيخون جمالهم على مداخل السوق في الماضي لبيع منتجاتهم من الحليب والسمن، وكانوا يشترون منه ما يحتاجونه من الحبوب والهيل والذهب والفضة والمعادن. ويتميز سوق (البدو) عن غيره من الأسواق التاريخية بجدة بأنه مسقوف بمظلات، ويتكون من ممر رئيسي، وتتفرع منه ممرات أصغر، وعلى جانبي كل الممرات تقع دكاكين كثيرة تصطف إلى جانب بعضها وتشهد حركة كثيفة من المتسوقين الذين يقصدونه خصيصاً لشراء بعض السلع التي يعرضها الباعة فيه.