تخطي إلى المحتوى الرئيسي
حوار

مخاوف من "حرب مع حزب الله" في لبنان بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل

بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته إيران ليل السبت الأحد على إسرائيل، يبدو أنه بات من الصعب استبعاد فرضية رد إسرائيلي. بالنسبة لنائبة رئيس معهد أبحاث ودراسات الشرق الأوسط في البحر الأبيض المتوسط ​​ والأستاذة في معهد العلوم السياسية بباريس، أنييس لوفالوا، ترجح أن "الخيار الأكثر واقعية" هو "حرب مفتوحة مع حزب الله" في لبنان. فهي عملية قد تمكن إسرائيل من الرد دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران.

This handout picture released by the Israeli Army shows the head of the military, Lieutenant General Herzi Halevi (C), attending a situational assessment with members of the General Staff Forum at the
صورة نشرتها الحكومة الإسرائيلية تظهر قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي وهو يحضر اجتماعا في وزارة الدفاع بتل أبيب في 14 نيسان/أبريل 2024. © أ ف ب
إعلان

على الرغم من إعادة فتح المدارس في إسرائيل، واستئناف الحركة الجوية في إيران، يبقى الهدوء السائد يوم الإثنين 15 نيسان/أبريل في المنطقة غير مطمئن، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته طهران خلال ليل السبت الأحد ضد إسرائيل وتهديد الدولة العبرية بالرد، في ظل دعوات إلى ضبط النفس خشية اتساع نطاق التصعيد في المنطقة وتزامنا مع الحرب المستمرة منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

هذا، وأكد مسؤول عسكري أمريكي أن طهران تمتلك أحد البرامج الباليستية الأكثر تقدما في الشرق الأوسط، وقد أطلقت نهاية هذا الأسبوع حوالي مئة صاروخ باليستي متوسط ​​المدى وأكثر من 30 صاروخ كروز وما لا يقل عن 150 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل. وبحسب السلطات الإسرائيلية، تم اعتراض "99%" منها، بمساعدة كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، التي قامت بذلك انطلاقا من قاعدتها الجوية بالأردن.

بالنسبة لإيران يعتبر هذا الهجوم عملية "دفاع عن النفس" بعد الغارة التي استهدفت قنصليتها بدمشق في الأول من نيسان/أبريل الماضي، وحمّلت إسرائيل مسؤوليتها.

وقد أودت هذه الغارة بحياة سبعة عناصر من الحرس الثوري. وفي اليوم التالي، توعّد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بـ"معاقبة" إسرائيل.

ردود فعل دولية

أثار الهجوم الإيراني سلسلة من الإدانات الدولية، إضافة إلى دعوات لضبط النفس. إذ صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الأحد قائلا "الرئيس كان واضحا: لا نريد التصعيد. لا نسعى إلى حرب مع إيران".

وبدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "ستبذل كل ما في وسعها لتجنب سعير الحرب"، في حين حثّت لندن وبرلين إسرائيل على الالتزام بعدم التصعيد.

أما موسكو، حليفة النظام الإيراني، فقالت "نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوترات في المنطقة وندعو جميع دول المنطقة إلى ضبط النفس."

ومنذ الهجوم الإيراني، اجتمعت حكومة الحرب الإسرائيلية مرتين لمناقشة الرد المحتمل، فيما أكد الجيش الإسرائيلي مجددا تصميمه على مواصلة عملياته ضد حركة حماس في غزة.

ويجزم الخبراء العسكريون، أن الرد الإسرائيلي يبدو من الصعب أن لا يحصل، ولو أن الشكل الذي قد يتخذه لا يزال غير واضح. وقال الثلاثاء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري لصحافيين في قاعدة جولس العسكرية بينما كان يستعرض بقايا صاروخ إيراني تم اعتراضه "لا يمكننا ان نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع من العدوان، إيران لن تنجو من هذا العدوان".

في السياق، وبالنسبة لنائبة رئيس معهد أبحاث ودراسات الشرق الأوسط في البحر الأبيض المتوسط والأستاذة في معهد العلوم السياسية بباريس، أنييس لوفالوا، التي حاورتها فرانس24، ترجّح الكفّة نحو إطلاق عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في لبنان ضد مجموعة حزب الله الموالية لإيران.

ويشار إلى أن التوترات الإسرائيلية اللبنانية تشهد توترا متصاعدا. فقد أكدت إسرائيل إصابة أربعة من جنودها داخل الأراضي اللبنانية الإثنين كما وجه مسؤولون لبنانيون أصابع الاتهام  للموساد في مقتل محمّد سرور الذي تتهمه واشنطن بتسهيل نقل أموال من إيران إلى حركة حماس. وأعلن الثلاثاء مصدر مقرب من حزب الله مقتل قيادي ميداني من الحزب في ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان.

حوار:

فرانس 24: بعدما كانت إيران تعرب عن عدائها لإسرائيل عبر حلفائها الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، اختارت هذه المرة شن هجوم مباشر على إسرائيل. لماذا هذه المجازفة؟

أنييس لوفالوا: بالإضافة إلى الهجوم على القنصلية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، نفذت إسرائيل عمليات أخرى في الآونة الأخيرة ضد الحرس الثوري، خاصة في سوريا، لذلك كان على إيران أن ترد بشكل مباشر لترسيخ مصداقيتها وإظهار أن هذه الاغتيالات المستهدفة لم تعد مقبولة بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

من جهة أخرى شكلت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول ضربة لمصداقية إسرائيل بشأن التفوّق العسكري. وهو ما قد يدفع دولة كإيران للمرور إلى مرحلة التنفيذ وإبراز أن إسرائيل ليست ذات حصانة مطلقة، حتى ولو كان تفوقها أمرا لا نقاش فيه.

لكن تجب الإشارة إلى أن رد فعل إيران ظل في نهاية الأمر مدروسا بعناية. فقد كانت حسابات طهران تهدف لتكون الأضرار محدودة. وهي طريقة لتحذير إسرائيل من أنها لا تستطيع الاستمرار في هجوماتها دون أن يكون هناك رد فعل. لكن في الوقت ذاته تحاول إيران تجنب التصعيد في المنطقة، لأنه أمر لا يريده النظام إطلاقا.

هل ذلك يعني أن إيران، التي تمتلك أحد أحدث برامج الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، قادرة على تنفيذ هجمات ذات نطاق أوسع؟

إذا كانت لإيران نية حقيقية في التصعيد، فلديها إمكانيات للذهاب أبعد من ذلك. برأيي، هذا يعني أن إيران لا تريد الذهاب أبعد مما حدث. فالإيرانيون ذوو خبرة استراتيجية ويعرفون جيدا حدود ما يمكن تنفيذه لتجنب حدوث خشيتهم الأكبر، وهو أن يدمر الأمريكيون والإسرائيليون المنشآت النووية التي يعملون بصبر على إنشائها منذ سنوات.

على الرغم من هذه المجازفة الإيرانية المدروسة، يبدو أن الرد الإسرائيلي لا يمكن تفاديه. ما الشكل الذي يمكن أن يتخذه هذا الرد؟

من الواضح أن إسرائيل سترد عاجلا أم آجلا، خاصة مع الحكومة التي تتولى السلطة حاليا. من الأرجح أن الاختيار الأكثر واقعية هو شن حرب مفتوحة ضد حزب الله في لبنان، وهو الهجوم الذي يحلم به نتانياهو وجزء من الجيش الإسرائيلي، لأن هذه الميليشيا تظل أقرب حليف لإيران وبحوزتها ترسانة أكبر بكثير من تلك التي تمتلكها حركة حماس.

اقرأ أيضاما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات إيران النووية؟

ويميل وزير الدفاع الإسرائيلي إلى هذا الاختيار أيضا. فهو قد يسمح، وفق وجهة نظره، بعودة الإسرائيليين الذين غادروا شمال البلاد بسبب تهديد حزب الله الذي يخيم عليهم وهو تهديد يقف أيضا وراء تفاقم غضب جزء من الشعب الإسرائيلي ضد الحكومة. إنه رهان مهم بالنسبة لإسرائيل.

الهجوم على حزب الله يتيح الرد دون المخاطرة بمهاجمة الأراضي الإيرانية بشكل مباشر. وهو أمر يجنب أيضا الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة، التي لا تريد ردا إسرائيليا في إيران.

هل سيشكل القرار الذي ستتخذه إسرائيل اختبارا لسلطة الرئيس الأميركي جو بايدن؟

بالتأكيد. لقد رأينا جليا في الأسابيع الأخيرة أن العلاقة بين نتانياهو وبايدن كانت صعبة. الرئيس الأمريكي كان واضحا جدا بشأن رفضه لرد إسرائيلي في إيران. إنه اختبار لقدرة بايدن في الضغط القوي على نتانياهو. والهجوم على إيران لا يمكن أن يتم دون موافقة أمريكية، لأن إسرائيل تحتاج إلى الدعم العسكري الأمريكي لتنفيذ مثل هذه العملية.

ولكن لا يتوقع أن تتحرك الولايات المتحدة إذا شنت إسرائيل هجوما ضد حزب الله في لبنان وستتركها تفتح جبهة ثانية. من جهة أخرى، يمكن خشية صفقة بين الأميركيين والإسرائيليين بشأن غزة.

فإذا نجحت الولايات المتحدة في إقناع إسرائيل بعدم شن هجوم على الأراضي الإيرانية بشكل مباشر، فقد لا يتمكن بايدن من ممارسة نفس الضغوط  التي يفرضها حاليا على نتانياهو لمنعه من تنفيذ هجوم بري على مدينة رفح.

النص الفرنسي: غريغوار سوفاج / النص العربي: فارس بوشية

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.