اخبار وتقارير

السبت - 12 ديسمبر 2020 - الساعة 07:36 م بتوقيت اليمن ،،،




فيما تنتفخ أوداج وتلمع خدود مسؤولين يتحدثون من على شاشات التلفزيون من فنادق حول العالم باسم الشرعية التي يشغلون وظائفها ويستلمون بالدولار مرتباتها، تزدحم شوارع المدن اليمنية بموظفي القطاعات الحكومية الذين تنحت الحرب آثارها في وجوهم، في ظل فقر مطبق ومرتبات تدفع كل أشهر مرة، ويليهم أفراد أكثر وجعاً هم “المتقاعدون”.

وأينما ولَّيت وجهك ستجد متقاعدين من مختلف القطاعات الحكومية أثقلت النكبة الاقتصادية وانهيار العملة ظهورهم، والذين نهبت الذراع الإيرانية مؤسسات الضمان الخاصة بهم، التي امتلكت المليارات التي استقطعت من مرتبات الموظفين، وحين أسقط الحوثي الدولة أمّم كل حقوق موظفيها فلم يدفع المرتبات ولا حتى مستحقات الضمان المتراكمة.

متقاعدون في مبنى البريد العام في عدن، التقاهم "نيوزيمن" وسألهم عن أوضاعهم المالية، فوصفوها بأنها «لا تطاق»، مؤكدين أن معاشاتهم لم تعد تلبي متطلبات الحياة الكريمة بعد الارتفاعات المتتالية في أسعار السلع والخدمات أخيراً بعد تدهور الريال اليمني ووصوله إلى الحضيض، وتالياً صعوبة الحصول على احتياجاتهم برواتبهم الزهيدة.

قالت عيشة الخولاني لـ"نيوزيمن" (مواطنة متقاعدة راتبها التقاعدي لا يتجاوز الـ30 ألف ريال) متسائلة عن كيفية وفائها بتكاليف معيشتها، لافتة إلى أن أقاربها يقدمون لها بعض المساعدات المعيشية بطريقة غير مباشرة من خلال زيارتهم، داعية الحكومة للاهتمام بأوضاعهم المعيشية.

وتفصيلاً، حكت منى عبدالرحيم، متقاعدة من القطاع التعليمي، أنها وبعد 35 عاماً في مهنة التدريس، لا يتجاوز راتبها الخمسين ألفاً، لا يواكب هذا المبلغ صرفياتها المحدودة من مأكل ومشرب حيث هناك ارتفاع جنوني في الأسعار بسبب انهيار الريال اليمني.

فيما تساءل الضرير "أبو محمد"، عن الطريقة التي تمكنه من إكمال حياته بكرامة على الرغم من حصوله على راتب زهيد يقدر بـ33 ألف ريال.

ووفقاً للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة فإن الحياة اليومية تزداد صعوبة على الملايين من الأشخاص المحاصرين في الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن نطاق المساعدات الغذائية توسع من مليون شخص، إلى 13 مليون شخص حالياً. وهناك تخوفات من تجاوز الريال حاجز الألف مقابل الدولار إذا استمر الانهيار بهذه الطريقة، وعدم وجود خطط إنقاذ عاجل.