ثمة جهود رسمية ومجتمعية لمكافحة البطالة، ومساعدة ذوي الدخل المحدود لتحسين أوضاعهم المعيشية.

لكن ما قد يحقق نجاحاً مستداماً ومضطرداً، هي المشاريع النابعة من ثقافة وهوية المجتمع والقائمة على الجمع بين الإبداع والابتكار وأصالة التراث والفلكلور الشعبي، وبين الحداثة واحتياجات العصر.

ولعل هذا ما نجح معرض فنون وتزيين الكعك، في تحقيقه، خلال نسخته الثالثة التي نظمتها منظمة "جلوبل شيبرز"، في مدينة عدن اليمنية، بمشاركة 25 من صانعات الكعك والحلويات.

تقول رئيسة منظمة "جلوبل شيبرز - عدن"، هبة فيهم حيدر، لـ"العين الإخبارية": "إن معرض عدن الثالث لفنون الكيك كان فريداً ومتميزاً عن المعرضين السابقين، كونه اعتمد هذا العام على الطابع الفلكلوري والشعبي لمدينة عدن".

وهو ما انعكس على الأشكال والتصاميم التي عكست صورة الطابع التراثي العدني، وركزت على إبراز الموروث الشعبي والهوية العدنية، وفق تصريح حيدر.

وأضافت أن معرض تزيين الكعك وفنونه ليس ترفا أو فكرة هامشية، لكنه يحمل الكثير من العون والمساعدة لذوات الدخل المحدود من النسوة في مدينة عدن، والأسر التي تشتغل على هذا النوع من الحرف و"العمل البيتي"، بحسب وصفها.

وأشارت حيدر إلى أن منظمة "جلوبل شيبرز" منبثقة من منتدى الاقتصاد العالمي، وتستهدف المشاريع الناشئة لمكافحة البطالة.

وعن فكرة المعرض، ذكرت رئيسة المنظمة أنها نبعت من انتشار المشاريع الصغيرة على السوشيال ميديا، والتي تعتبر وسائل لعرض أعمال النسوة ومنتجاتهنّ، والتواصل معَ عملاءهنّ أيضًا، فجاءت الفكرة بإنشاء معرض خاص لكي يتمكن أغلب الناس من مشاهدة الأعمال والمنتجات؛ والربط أيضًا بين صانعات الكعك والعملاء.

وأشارت إلى أن هذا المعرض السنوي، هو الوحيد المختص في إظهار فنون صناعة الكعك في اليمن، وتشارك في إقامته 25 من صانعات الكعك، بأشكاله وأنواعه المختلفة، حيث يأتي المعرض انعكاسًا لتطور فن صناعة الحلوى في المدينة، وتوسع أشكاله وأنواعه، مع نمو تجارته.

وعن طريقة الاختيار، أشارت رئيسة منظمة "جلوبال شيبرز"، إلى الإعلان عن قبول طلبات الاشتراك في المعرض، عبر روابط صفحات السوشيال ميديا للمشاريع القائمة، أو صور من الأعمال المنفذة تحت التأسيس أو الخاصة بالمبتدئات، وخضعت جميعها للمنافسة والتقييم من قبل خبراء في هذا المجال.

واختيرت عقب ذلك 25 صانعة للمشاركة في المعرض الثالث، للظهور في أبهى حلة تنافسية؛ بما لديهنّ من إمكانيات تجعلهنّ يرتقين إلى هذا المستوى من الابتكار والإبداع، في أصعب الظروف المحيطة.

ونوهت حيدر بذات الصدد؛ بأنَّ: "المشاركات لم يدرسن المجال بل تخصصن فيه بمجهودهن الذاتي والمنهي، وهدفهنّ السامي هو معرفة أسرار الصناعة، وذلك لا يدعو إلا للفخر والاعتزاز بهنّ، مع احترام مجهودهنّ الجبار".

وتضمن المعرض عروضًا وفقرات غنائية متعلقة بفن الكعك، عكست الموروث الشعبي لمدينة عدن وثقافتها وطقوس الأعراس والأعياد التاريخية والتراثية.

وتعتبر "جلوبل شيبرز - عدن" هي أول منظمة تهتم بفن الكعك وزينته، الذي انخرطت فيه الكثير من الفتيات لمكافحة البطالة والحد منها.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية