وكتب الشاب الجزائري في منشوره، “عندما تأتي والدتك لزيارتك في مكتبك لأول مرة منذ 5 سنوات .فهذا أفضل من مروري في France2 أوTF1. توقيع 10 شراكات مع شركات كبرى”.

 

ويضيف أنه قام بجولة مع أمه حول مكاتبه الأربعة. وقدمها لفريقه المكون من 10 موظفين بفخر أكبر مما لو كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصيًا.

وبنبرة متأثرة يقول، نظرت إليه أمه قائلة: “أنا فخورة بك وبأخيك”.

 

ويختم منشوره بفقرة يعبر من خلالها عن امتنانه كفرنسي من أصل جزائري لكل ما قدمته له فرنسا وعن فخره الكبير بأصوله الجزائرية. كما يشرح عادة تقبيل المغاربة ليد آبائهم وأمهاتهم فيما الجزائريون يقبلون الرأس.

 

وفي خطوة مفاجئة، علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قائلا “بعد مشاهدة منشورك، يمكنني أن أخبرك أننا نتقاسم فخر والدتك. أحسنت أنت وفريقك”.

 

أثر كبير

 

و أكد مراد عتيق أن المنشور سحبه إلى ضفة أخرى لم تكن في الحسبان.

ويتابع، “هي صورة بسيطة التقطتها أختي بعدسة هاتفها الخاص لكن صداها كان كبيرا. فقد وصلتني أكثر من ألف رسالة في أقل من عشرة أيام بعد منشوري الذي تفاعل معه نحو 60 ألف معجب.

 

وأضاف مراد “وسعت من شبكة علاقاتي المهنية، فتواصل معي مستثمرون واقترحوا توسيع مجال عملي. وصنعت صداقات جديدة مع صحفيين أعجبوا بالمنشور ومشواري المهني، كما اكتسبت حب واحترام الناس، خصوصا من الجزائر”.

مراد الموعود بمقابلة الرئيس الفرنسي، يملك مقاولة مشتركة مع أخيه في باريس. تعمل في مجال التكنولوجيا الجديدة والبرمجة والروبوتات والإلكترونيات.

ويحكي مراد أنه كان في بدايته أستاذ رياضيات فيما أخوه مهندس في الروبوتات، درس في مدارس خاصة وعامة. وبعد عشر سنوات من العمل قرر الأخوان إنشاء مقاولتهما الخاصة.

ويسترسل في هذا الشأن، “اليوم نشغل معنا عشرة موظفين، لدينا فرع في إفريقيا وآخر في لوكسمبورغ. دربنا حوالى 100 ألف شاب وشابة في مجال عملنا، ولا نزال نطور من نفسنا يوما بعد يوم”.

ويعزو مراد سبب نجاحه إلى تضحيات أمه ومتابعتها له ولإخوته منذ الصغر، “أنا لا أنفي عن أمهات العالم صفة التضحية. لكن هذا لا يمنع من أن أرى في أمي المرأة التي أفنت حياتها في تربيتنا دون كلل أو شكوى.

 

تحثنا على النجاح وتكون الحضن والوطن عندما نسقط. لا تلومنا على فشل بل تلملم شتاتنا وتزرع فينا الثقة بالنفس. اليوم أنا وأخي أصحاب مقاولة، أختي طبيبة وثانية خياطة، وأخي مستشار تأمينات وآخر مهندس معلوميات. هذا النجاح لم يأت عبثا بل من مدرسة اسمها أمي”.