القدس: إصابة العشرات في ليلة ثانية من المصادمات

ضباط إسرائيليون أثناء المواجهات بالقدس

صدر الصورة، EPA

اندلعت اشتباكات لليلة الثانية على التوالي بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في القدس، ما أدى إصابة العشرات.

ورشق متظاهرون الشرطة بالحجارة وأشعلوا النيران في منطقة باب العامود في البلدة القديمة، ورد الضباط الإسرائيليون بإطلاق قنابل صاعقة وبخراطيم المياه.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 90 فلسطينيا على الأقل أصيبوا، نقل 14 منهم إلى المستشفى.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ضابطا واحدا على الأقل أصيب في المواجهات مساء السبت.

يأتي هذا بعد يوم من إصابة أكثر من 200 فلسطيني و17 ضابطا إسرائيليا في بعض من أسوأ أعمال العنف في محيط المسجد الأقصى منذ سنوات، بحسب الشرطة والعاملين في الإسعاف.

ويتصاعد التوتر منذ أسابيع بشأن خطة إسرائيلية تستهدفإجلاء فلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح بالقدس، الذي يطالب مستوطنون بالسيطرة عليه.

وأعربت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط - المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة - يوم السبت عن "قلقها العميق" بشأن العنف المتصاعد.

إطلاق صاروخ من غزة

جانب من الاشتباكات

صدر الصورة، Reuters

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وفي تطور منفصل يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن فصائل فلسطينية أطلقت صاروخا من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس على مناطق إسرائيلية.

وغرد الجيش الإسرائيلي على تويتر قائلا إنه رد بغارة جوية على موقع عسكري لحماس في جنوب غزة.

ولم يقدم الجيش تفاصيل إضافية عن الموقف، لكن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن سقوط الصاروخ في منطقة مفتوحة ولم يتسبب في أية أضرار.

واندلعت اشتباكات يوم السبت عند باب العامود في القدس بعد أن صلى عشرات الآلاف في المسجد الأقصى في ليلة القدر.

وفي وقت سابق السبت، حاولت السلطات الإسرائيلية منع مصلين من التوجه إلى المسجد، إذ أوقفت حافلات تقلهم على بعد عشرات الكيلومترات خارج القدس، كما تم اعتقال عدد من الفلسطينيين بعد اشتباكات الجمعة.

وقال محمود المربوع (27 عاما) لوكالة رويترز "لا يريدوننا أن نصلي. هناك قتال كل يوم وكل يوم هناك اشتباكات. كل يوم هناك متاعب".

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها كانت توقف فقط أولئك الذين يخططون للمشاركة في أعمال شغب. واندلعت مشاجرات بين بعض ركاب الحافلات والشرطة، وأظهرت لقطات مصورة ضباطا إسرائيليين يطلقون قنابل صاعقة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الحكومة تتحرك بمسؤولية لضمان الحفاظ على النظام والقانون.

مصلون في المسجد الأقصى

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، توجه آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى للصلاة مساء السبت

وندد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، بما وصفه بـ"هجمات إسرائيل الآثمة".

وقال مفوض الشرطة الإسرائيلية، ياكوف شبتاي، في وقت سابق السبت إن السلطات نشرت المزيد من الضباط في القدس.

وأضاف شبتاي في بيان "سيتم الحفاظ على الحق في الاحتجاج ولكن سيتم الرد على أعمال الشغب بحزم وبدون تسامح. أدعو الجميع إلى التصرف بمسؤولية وضبط النفس".

كما قال الجيش الإسرائيلي إنه عزز قواته في الضفة الغربية وبالقرب من قطاع غزة، حيث أطلق فلسطينيون بالونات حارقة عبر الحدود، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأراضي الإسرائيلية.

دعوات الى التهدئة

وكانت مواجهات الجمعة أثارت إدانات دولية ودعوات إلى التهدئة.

وتقول الأمم المتحدة إن على إسرائيل إلغاء أي عمليات إجلاء واتباع "أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة" ضد المتظاهرين.

ودعت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي إلى التدخل لمنع أي عمليات إجلاء قسرية.

وبجانب دعوات التهدئة صدرت إدانات عربية ودولية لما يجري في القدس ومنع الفلسطينيين من الصلاة. وخرجت بيانات من السعودية والأردن ومصر والكويت وتركيا وغالبية الدول الإسلامية للتنديد بالاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى.

ما هي أسباب اندلاع المواجهات؟

فلسطينيون ينقلون امرأة مصابة إلى مكان آمن

صدر الصورة، Reuters

تحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ حرب 1967، وتعتبر مدينة القدس بكاملها عاصمتها، وهو الأمر الذي لم تعترف به الغالبية العظمى من دول العالم.

ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المستقلة في المستقبل.

تصاعدت التوترات بسبب التهديد بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

وستعقد المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الاثنين جلسة استماع في قضية طويلة الأمد بشأن حي الشيخ جراح.

وتظاهر نحو 300 شخص يوم السبت أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول دعما للفلسطينيين في القدس.

ونظمت المظاهرة منظمة غير حكومية موالية للحكومة، كانت أشرفت على أسطول للسفن حاول كسر الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة في عام 2010.