تخطي إلى المحتوى الرئيسي

المسجد الأقصى موقع مقدس ومصدر توتر في القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عقود

مع اندلاع أعمال عنف دامية ومواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية المحتلة وامتدادها إلى باحات المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. يطرح سؤال عن أهمية هذا المكان المقدس لدى المسلمين واليهود على السواء، ولماذا يدوم التوتر حوله طيلة عقود رغم المحاولات الأممية لوضع الأطر القانونية لإدارته؟.  

المسجد الأقصى في القدس
المسجد الأقصى في القدس © رويترز
إعلان

   يمتد المسجد الأقصى وباحته ومسجد قبة الصخرة على مساحة 14 هكتارا في وسط مدينة القدس القديمة التي احتلت إسرائيل قسمها الشرقي في 1967 ثم ضمته بينما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المقبلة. وقد بدأ بناؤه في القرن السابع بعد فتح القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. ويشكل المسجد، الذي تشهد باحاته في القدس القديمة تجددا للمواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين والتي أوقعت مئات الجرحى، مصدر توتر شديد بين المسلمين واليهود منذ عقود.

ويعتبر المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية. فيما يعتقد اليهود أنه بني على موقع معبد يهودي (الهيكل) دمره الرومان سنة 70 ميلادية ولم يبق من آثاره سوى الحائط الغربي المعروف بحائط المبكى أو البراق.

للمزيد - لماذا تصر إسرائيل على أن تكون القدس الشرقية جزءاً من عاصمتها؟

   ويطلق اليهود على المسجد الأقصى اسم جبل الهيكل ويعتبر أكثر المواقع قداسة لدى اليهود إلى حد أن حاخامية اليهود المتزمتين حرمت على أتباعها الدخول إليه خشية أن يدوسوا "قدس الأقداس"، الجزء الأكثر قدسية في الهيكل.

   مواجهات كثيرة

   تؤكد إسرائيل أنها لا تريد تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967. وتسمح القواعد الضمنية هذه للمسلمين بالوصول إلى الحرم القدسي ساعة أرادوا فيما حددت مواعيد معينة لليهود للوصول إلى باحاته لكن من دون إمكانية الصلاة فيها. إلا أن مجموعات من القوميين المتطرفين اليهود الراغبين في إعادة بناء الهيكل، ينتهكون بانتظام هذا التحريم.

إلى أين التصعيد؟

   ويتسبب ذلك بتوتر متكرر مع المصلين المسلمين الذين يخشون محاولة إسرائيل تغيير قواعد الدخول إلى الموقع الذي يشرف عليه الأردن إسوة بكل المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. وتشرف على إدارة المسجد الأقصى وباحاته هيئة الوقف الإسلامية المستقلة عن الإدارة الإسرائيلية لكن الشرطة الإسرائيلية تراقب منافذه عبر مركز في الموقع. وتدقق الشرطة الإسرائيلية بالزوار غير المسلمين المتوجهين إلى باحة المسجد الأقصى عبر باب المغاربة. 

   وغالبا ما يكون الموقع مسرحا لتوترات شديدة. ففي 1996 أثار قرار إسرائيلي بفتح نفق تحت الباحة يؤدي إلى حي المسلمين، اضطرابات دامية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة أسفرت عن سقوط أكثر من ثمانين قتيلا في غضون ثلاثة أيام.

   وفي 28 أيلول/سبتمبر 2000 اعتبر الفلسطينيون الزيارة التي قام بها زعيم اليمين الإسرائيلي حينها أرييل شارون إلى باحة المسجد الأقصى، استفزازية. وغداة الزيارة وقعت مواجهات دامية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة متظاهرين بالرصاص. وشكلت الشرارة التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

   في تموز/يوليو 2017 قُتل فلسطينيان في مواجهات مع القوات الإسرائيلية قرب القدس بعد أعمال عنف استمرت أسبوعا إثر قرار السلطات الإسرائيلية نصب بوابات إلكترونية عند مداخل الحرم القدسي.

   في آب/أغسطس 2019، أسفرت مواجهات  بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين في باحة المسجد الأقصى عن سقوط عشرات الجرحى خلال مناسبات دينية يهودية ومسلمة مهمة.

   ويشهد الموقع مواجهات عنيفة بدأت الأسبوع الماضي بين مصّلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وأسفرت عن أكثر من 300 جريح غالبيتهم من الفلسطينيين. 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.