الشيخ محمد بن زايد وبيضة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح
في إحدى خطاباته ، قال الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، بنبرة غاضبة ، ان اليمنيين اذا ارتفعت الأسعار ، يوجهون اللوم عليه ، حتى لو ارتفع سعر طبق البيض أوالطماطم أو الملح ، فإن الاتهام يوجه اليه مباشرة ، وقد كان في القاعة صحفي جريء رد على الرئيس ، ما دمت انت الرئيس فانت المسؤول عن كل شيء ، واذا كنت ترى ان هناك فاسدين وجشعين وطماعين يتلاعبون بالأسعار لتمتليء جيوبهم ، فعلك ان تحاسبهم وتعاقبهم وتعيد الأسعار الى ما كانت عليه.
كان رد صالح عفويا ،وبسيطا ، فقد اعترف للصحفي انه محق لكنه ، قال لست من الذين يرمون فشلهم على الآخرين ، وأنا أعرف العصابة الجشعة التي تسرق جيوب المواطنين البسطاء ، واعدك واعد الشعب اليمني ، بأن الأسعار ستعود إلى طبيعتها ، وتوعد بالضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بأقوات البسطاء ، وأكر كل المسرولين عن هذا الأمر وقف تلك المهزلة، وإلا عليهم ان يقدموا استقالتهم ويتركون غيرهم من المخلصين ان يقوموا بعملهم ، ما داموا عاجزين عن تنفيذ مهامهم.
بعض الأشخاص وتحديدا الفاشلين سواء الناس العادين او كبار المسؤولين ، يشعرون براحة كبيرة ، حين يرمون التهم على غيرهم ويحملونهم المسؤولية عن عدم نجاحهم، فالطالب الفاشل يلقي بالملامة على المدرس الذي يكن له العداوة وتسبب في عدم نجاحه في الامتحان، والقائد الذي يفشل في مهمته القتالية يتذرع بأن الجنود كانوا جبناء ، ولم ينفذون ما طلبه منهم ، والمدرب في اي لعبة رياضية حين يخسر المباراة يبحث عن كبش فداء ، فيقول ان الحكم كان ضد فريقه ، ولم يحتسب له ضربة جزاء ، أو إن اللاعبين لم ينفذوا الخطة الرهيبة التي اعدها لهم قبيل المبارة ، وهذه هي حالة الفاشلين في كل مكان وزمان، فقط قلة قليلة من الناس لديهم الشجاعة ،ويعترفون انهم السبب الرئيسي في فشل المهمة التي أوكلت إليهم.
وما لقيه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ، من الاتهامات الباطلة في رفع الأسعار، أو غيرها من الأمور السياسية أو العسكرية ، لقي مثلها الرئيس الإماراتي الشيخ "محمد بن زايد" ، فعندما اندلعت الحرب الأهلية بين اشقائنا في السودان ، وتسببت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إراقة دماء طاهرة وزكية من ابناء السودان الشقيق من النساء والأطفال ، الذين لا ناقة لهمولا جمل في حرب ضروس أطلق عليها كل طرف بأنها حرب وطنية ، بينما هي في الحقيقة حرب تدمير الوطن وقتل الأبرياء ولا مصلحة لأي مواطن سوداني فيما جرى ، وكان الجميع يعلم ان الهدف الرئيسي هو السيطرة على البلاد وحكمها ولو انقرض الشعب السوداني بأكلمه .
وفي الحرب السودانية ، انقسم العالم كله الى قسمين ، فهناك من وقف إلى جانب "البرهان" ، وهناك من ساند ودعم "حميدتي" أما أمريكا اللئيمة فقد اعتبرت البرهان وحميدتي متساويان فيما يحدث ، فهي لا تريد التورط مع طرف قد يخسر المواجهة فيصعب عليها الأمور ، لأن أمريكا تدعم حتى الشيطان ، المهم ان ينتصر ، وهي مثل النسور التي تنتظر سقوط الضحية فتهجم على الجثة الميتة لتمزقها شرممزق .
كانت روسيا ، وقوات فاجنر من بين اقوى الداعمين ، لقوات حميدتي ، بالاضافة الى عدد من الدول الأخرى لها مصالح مع قوات الدعم السريع ، والحال كذلك مع البرهان ، فقد وقفت الى جانبه العديد من الدول التي لها مصالح ايضا.
وجميع الأطراف التي ساندت هذا الطرف أو ذاك لا يعني محبة او كراهية اوخوفا على مصير السودان وأبنائه ، إنها لغة المصالح التي تدفع لمساندة هذا الطرف اوذاك، أما استقرار السودان وأمنه وحياة ابنائه ، فهو اخر ما تفكرفيه تلك الأطراف .
الجيش السوداني نسي كل الأطراف والدول التي ساندت قوات " حميدتي" ووجه أصابع الاتهام للإمارات وكأن الجميع ، مسموح لهم بتحقيق اهدافهم ومصالحهم إلا دولة الامارات، فقد سمعنا مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، يطالب سفير دولة الإمارات بمغادرة السودان، مستنكرا وجوده في البلاد حتى الآن.
وكشف العطا إن المجلس السيادي السوداني أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بتقديم شكاوى في مواجهة الدول التي قال إنها أجرمت في حق الأمة السودانية، والكارثة ان العطا لم يحدد أي طرف ولم يذكر إسم اية دولة ، لكنه تذكر فقط دولة واحدة ، هي دولة الإمارات دون غيرها من الدول.
مشاركة الخبر: الشيخ محمد بن زايد وبيضة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على وسائل التواصل من نيوز فور مي