الزنداني وأنا ورواية “الجريمة والعقاب”
في أول يوم في امتحان الثانوية العامة، وفي مدرسة جمال عبدالناصر، وفي الخمس الدقائق الأولى سلمته ورقة امتحان المواد الدينية وهي بيضاء وخرجت، لكن الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمة الله عليه سأل عني الطلبة يومها وحضر الى القسم الداخلي في دارالبشائر _قبل أن يتحول الى معتقل ومركز تعذيب_ وعندما لم يجدني هناك جاء الى مدرسة “جمال جميل” ووجدني في المسجد بصحبة”الجريمة والعقاب” للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي
وراح يوبخني ويقول لي وهو يشير الى الرواية بجانبي: “هذي هي السبب.. هذي هي التي جَنَت عليك”.
يومها كنت اكثر قلقا واضطرابا من راسكولينكوف بطل الرواية، وكان الفرق بيني وبينه هو انه قتل العجوز المرابية فيما كنت أنا افكر بالطريقة التي اقتل بها نفسي، لكن حضور الزنداني فاجأني ثم وقد أنتهى من لومي وتوبيخي سألني عن مشكلتي وحين أخبرته بأن لي أسابيع أعاني من الأرق والقلق أعطاني حبوبا لا أدري مانوعها، لكني يومها نمت نوما عميقا، وفي الصباح نهضت وأنا منتعش وفي أجمل حالاتي، ثم تفاجأت عند ظهور نتائج الثانوية العامة بأنه تكرم معي وأعطاني علامة نجاح.
The post الزنداني وأنا ورواية “الجريمة والعقاب” appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: الزنداني وأنا ورواية “الجريمة والعقاب” على وسائل التواصل من نيوز فور مي