تلاميذ مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة
تجمّع عشرات من تلاميذ مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط ساحتها، الثلاثاء، مطالبين بالعودة إلى مقاعد الدراسة واستئناف العملية التعليمية، فقد ضاع عامهم الدراسي وهم يعدّون شهور الحرب الإسرائيلية وأسابيعها وما من ضوء في آخر النفق.
وارتدى تلاميذ المرحلة الأساسية بمدرسة الفاخورة، ذكوراً وإناثاً، زيّهم المدرسي واصطفوا في طابور صباحي بدأوه بالسلام الوطني الفلسطيني، وأداء تمارين الصباح، ورفعوا لافتات تناشد الأمم المتحدة وأحرار العالم النظر إلى قضيتهم، ووضع حد لانهيار العملية التعليمية.
تلاميذ مدرسة الفاخورة: "أين حقنا في التعليم"؟
"أين حقي في التعليم؟"، "حقنا أن نكون على مقاعد الدراسة"، و"قتلوا زملاءنا.. ودمروا مدارسنا"، عباراتٌ كُتبت على لافتات رفعها التلاميذ في فعاليتهم، آملين في استدراك مستقبلهم الذي يضيع أمام أعينهم ولا يستطيعون تحريك ساكن. وبجانبهم وقف مدرسون وعدد من أولياء الأمور يشاركونهم آلامهم واحتجاجهم، معبرين عن استيائهم من تحول مدرستهم إلى مركز للإيواء بدلاً من كونها صرحاً تعليمياً، وامتلائها بالقمامة ومياه الصرف الصحي، في كارثة صحية وبيئية جديدة.
وداخل أحد الصفوف، تجمّع التلاميذ على مقاعدهم الدراسية، مستذكرين الأيام الخوالي حين كانوا يتلقون دروسهم ويمارسون حقهم في التعليم كسائر أطفال العالم، لكنهم اليوم عاشوا لجوءاً فوق اللجوء، ويواجهون معاناة مركبة، فلا بيوت تؤويهم، ولا مشافي تداويهم، أو مدارس تعلّمهم.
وقالت التلميذة مريم عبد ربه (13 سنة)، في الصف الثامن، لـ"العربي الجديد": "أقف اليوم للمطالبة بحقي في التعليم والعودة إلى مقاعد الدراسة، لقد حرمت مثل غيري من الطلاب في الفاخورة من التعليم بسبب الحرب، ونطالب أونروا بالتدخل لضمان رجوعنا إلى الصفوف الدراسية".
من جهتها، قالت المعلمة آمال الكرد لـ"العربي الجديد": "بدأنا فعاليتنا اليوم داخل ساحة مدرسة الفاخورة، وقمنا بإعداد هذا الصف الدراسي، بعد معاناة الأطفال جراء الحرب من الخوف والقلق والدمار والحرمان من التعليم، لكنهم يقفون بعزيمة في صفوفهم الافتراضية مطالبين بعودتهم إلى التعليم". ودعت الكرد كل المنظمات الدولية للوقوف أمام مسؤوليتها لحماية أبناء الشعب الفلسطيني وضمان حقهم في التعليم.
وتتواصل الحرب على غزّة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد بدأ الاحتلال حرباً شعواء على قطاع غزّة ما زالت مستمرة إلى اليوم وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
مشاركة الخبر: تلاميذ مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة على وسائل التواصل من نيوز فور مي