مركز الملك فيصل يعيد إحياء كتاب «أخبار النساء»
يسر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن يضع بين أيديكم طباعة فاخرة عن نسخة خطية فريدة من نفائس مخطوطات المركز.
وهو كتاب «أخبار النساء» للأمير مؤيّد الدولة أسامة بن مُنقذ الكناني الشيزري المتوفى سنة 584هـ، بتحقيق للدكتور رشيد الخيُّون، وكان مخطوط هذا الكتاب في عداد المفقود من مخطوطات التراث الأدبي، حتى قادته الرحلة من أفغانستان إلى باكستان، ثم استقر به المقام في مركز الملك فيصل الذي أولاه عناية كبيرة، وعمل على تحقيقه وإعادة إحيائه ليطبع طباعة فاخرة للمرة الأولى، ويصبح متاحًا للباحثين والمختصين وعموم القراء في أرجاء الوطن العربي.
وأوضح محقق الكتاب الدكتور رشيد الخيُّون أنه بعد بحث في مكتبات العالم لم يجد إلا هذه المخطوطة الفريدة النادرة التي يملكها مركز الملك فيصل، ولأن الكتاب مفقود البداية، ومفقودة بعض الأبواب من نهايته، فلم يذكره غالب المفهرسين والمترجمين، وظل حبيس أدراج المكتبات حتى استُدلّ عليه، وصحَّت نسبته لمؤلفه بأدلة ضافية.
مشيرًا إلى أن المؤلف لم يشاركه أحدٌ في عنوان كتابه إلا ما كان من معاصره الإمام أبي الفرج بن الجوزي (ت 597هـ)، وبين الكتابين نوعُ شبهٍ في الموضوعات، غير أن كتاب «أخبار النساء» تميَّز في منهجية عرض الموضوعات وتبويبها، فقد وزَّع المؤلف أخبار النساء على أبواب استهلَّها بالأمهات والأخوات، فالزوجات والبنات، ثم النساء الشهيرات، إلى آخر ما سرده مع انتقاء لأخبارهن السيّارة، وعناية بكلامهنّ شعرًا ونثرًا وما قيل فيهن. وقد انتهج المؤلف في عرض كل موضوع منهجية في غاية الحسن؛ إذ يستهلُّ الموضوع بآية من القرآن الكريم، ثم يعقبها بتفسيرها المختصر، ثم يسرد من أشعار العرب وأقوالهم مما يتصل بموضوعه، مُعرِضًا عن التكرار، مائلًا إلى الاقتصار على محل الشاهد من بعض القصص.
ولهذا فإن كتاب «أخبار النساء» يُعد من أهم مصادر الأدب العربي شعره ونثره، حيث نقل فيه مؤلفه جملة من النقولات عن مصادر مفقودة، صاغها بأسلوب أدبي رشيق، وأضاف له من معارفه الموسوعية، فالكتاب يستمد قيمته العلمية من مكانة مؤلفه، ومؤلفه هو أحد أعلام الأدباء في القرن السادس الهجري الذين جمعوا بين الفروسية والشعر والكتابة؛ فقد ولد في أسرة عُرفت بالعلم والرئاسة، وتوارثت إمارة مدينة شيزر بالشام، وقد وصفه الإمام الذهبي بأنه أحد أبطال الإسلام، ورئيس الشعراء الأعلام.
يُذكر أن كتاب «أخبار النساء» صدر في (700) صفحة من القطع المتوسط، ويحمل الرقم (52) في سلسلة تحقيق التراث التي يصدرها مركز الملك فيصل الذي يعمل منذ تأسيسه عام 1983م على العناية بالتراث العربي والإسلامي، والتعريف بنفائس المخطوطات الفريدة والنادرة، وإعادة إحيائها وإصدارها في طبعاتٍ علميةٍ أنيقة، حتى أصبحت منشورات المركز من المراجع التراثية والتاريخية التي يحرص على اقتنائها نخبةُ المتخصِّصين والمهتمِّين في العالم العربي.
مشاركة الخبر: مركز الملك فيصل يعيد إحياء كتاب «أخبار النساء» على وسائل التواصل من نيوز فور مي