تركي آل الشيخ وأزمة الوهميين
وضع رئيس الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ يده على أهم الأسباب في النزاعات والشقاق بين متداولي مواقع التواصل في الخليج العربي، بتحذيره من انتشار "الحسابات الوهمية" في السعودية ودول الخليج، على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قال إن فيها إساءات كثيرة وتزرع الفتنة وتسبب المشكلات.. وكانت رسالة آل الشيخ معبرة وقوية حتى إن مواقع عالمية وقنوات كبرى كما هي الـ CNN قد نقلتها حرفيا من حسابه على منصة X، ورئيس هيئة الترفيه أراد قطع دابر أولئك الوهميين بالتنبيه إلى ذلك والأهم رسالته بأن "نجاح أي شخص أو بلد في الخليج هو نجاح للخليج كله، نجاح أهلنا وأحبابنا في الإمارات أو قطر أو الكويت هو نجاح للمملكة والعكس صحيح".
وبعد هذه التوطئة والرسالة الملهمة من رئيس هيئة الترفيه فإن من يطلع على ما يطرح اليوم ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أيضا في بعض التلفزيونات العربية المتناثرة في الفضاء يلاحظ أن أرجوزات قد اقتحمت بعض الفضاء وباتت تتداول جرأة كاذبة الهدف منها دق الإسفين بين الخليجيين، فبعض مقدمي البرامج العرب حينما يتحدث إلى مشاهديه يعتقد أنه يتربع على كرسي مرتفع في مرقص ليلي من فرط سوء الألفاظ وانحدار العبارات.. وكأن نشوة المكان قد أخذت به لكي يكون المقرر لكل ما هو محل جدل.. وتراه يحلف ويؤكد أن تلك هي الحقيقة، ومن يرى غير ذلك عليه أن يراجع نفسه؟!
أولئك المندسون التافهون يقررون الحلول لكل الأزمات التي تحيط بالعالم العربي، وماذا على الخليجيين أن يفعلوا، أو لماذا لم يفعلوا؟ ويصفون من يخالفهم بالخائن، أو حتى المتخلف.. يتوقعون الحوادث حتى قبل أن تنشأ مرتكزاتها ومقوماتها، وكأنهم علماء ميتافيزيقيون وأحيانا منجمون ومحضّرو أرواح وجن؟!متحمسون جدا لكل ما هو شأن خليجي يستعينون بمن هو على نهجهم من الغوغاء التافهين.. في أحاديث خنفشارية تبنى على توقعات أو استقيت من رعاع مواقع التواصل الاجتماعي، كل ما في الأمر أن هناك تأويلا مريضا يخلط بين التوقع والاستعراض المجاني، والهدف منها شحن البسطاء من العرب حتى يصابوا بالغثيان الدماغي، لينقادوا من فرط نشوة المغرد أو البرنامج التلفزيوني من كثرة ما أقسموا على صدق قولهم أو حتى تفاعلا مع الشتم والانتقاص؟!
المشكلة الأكبر أنهم يعلفون ويلوكون مثل ذلك على مدار الساعة يحللون كل شيء، ويا لكمية الكذب التي تحضر من نوعية اتصل بي مسؤول كبير، أو قال لي وزير وحتى من "من أثق به". ويؤكدها أنه فهم منه أن هناك شيئا سيحدث في معمعة الحراج الدائر المبني على الافتراضات والتوقعات الكاذبة التي أصبحت الموضة التي يراد منها أن تضيف مشاهدين ومتابعين أكثر، ولا بأس أن زُيّن ببعض الانفعالات والبكائيات وقليل من الشتائم الواطية التي تتناسب مع مشهد الملهى التويتري أو الفضائي.
المهم في القول إن رسالة رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ قد حضرت في وقتها، وأحسب أنها بصدقها وقوتها ستغلق كثيرا من الدكاكين المتخلفة على مواقع التواصل، وستخرس نظيراتها الوضيعة في القنوات التلفزيونية.. لأن ما بين دول الخليج -كما أكد المستشار- أكبر من أن تتأثر بتلك التفاهات الكاذبة؟!
مشاركة الخبر: تركي آل الشيخ وأزمة الوهميين على وسائل التواصل من نيوز فور مي