لوعة أهالي ميس الجبل جنوبيّ لبنان من تفجيرات الاحتلال في بلدتهم
على وقع القصف الإسرائيلي العنيف لبلدة ميس الجبل جنوبيّ لبنان المحاذية للحدود مع إسرائيل، وتداول مشاهد لنسف ما تبقى من البلدة، انتشرت معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن جيش الاحتلال فخخ مستشفى ميس الجبل الحكومي تمهيداً لتفجيره.
وأبدى مغرّدون من أبناء البلدة غضبهم الشديد من تدمير ونسف البيوت والمستشفيات والحارات والأزقة وتطاير الذكريات والأحلام، وما رافقها من نسف لقلوبهم ومشاعرهم. وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، أوضح رئيس بلدية ميس الجبل، عبد المنعم شقير، أنه "فور انتشار المعلومات عن تفخيخ المستشفى الحكومي لتفجيره جرى التواصل مع وزير الصحة العامة فراس الأبيض الذي نقل، ليل أمس الأربعاء، إلى مدير المستشفى تأكيد قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل)، أن المستشفى لا يزال قائماً ولم يُفجَّر، بحسب ما تبيّن من موقعهم المقابل للمستشفى، وهم سيؤكدون هذه المعطيات اليوم الخميس بعد الكشف الميداني على المستشفى".
هذه بلدتي التي تُنسَف حاراتها كل يوم
وتتطاير مع حجارتها ذكرياتي
كل شيء كان مختلف فيها
حتى ضجيجها في يوم أحد صيفي كان ممتعا
أما عن شتائها فلوحة ربّانية تكسوها الضباب
لا ليست #ميس_الجبل التي تنسف
إنه قلبي الذي نُسِف💔 pic.twitter.com/CAxz6n4x77
وعن مدى حقيقة تفخيخ المستشفى، قال شقير: "لا نملك معلومات حاسمة، وبالتالي لا نستطيع النفي أو التأكيد، لكننا نناشد اليوم كل المعنيين من وزير الصحة العامة والمؤسسات الإنسانية أن تساعدنا في الحفاظ على المستشفى الحكومي الذي يشكل ضرورة وحاجة ماسة لأهالي المنطقة". وافتُتح مستشفى ميس الجبل الحكومي عام 2004، ويضم 65 سريراً ويقدم خدمات طبية واستشفائية وتمريضية إلى نحو 25 ألف مريض سنوياً في بلدة ميس الجبل و23 قرية مجاورة. ويجري المستشفى عمليات جراحية وعمليات ولادة، ويضم كل التخصصات الطبية وغرف العناية الفائقة.
لا تنسوهم
فقد دفعوا ثمن "انو ما الن حدا" ورفضوا "البهدلة" في النزوح
صباح رزق ـ نمر حمادي ـ محمد شرتوني ـ حسن قبلان
الختايرة المفقودون الأربعة في #ميس_الجبل pic.twitter.com/1rfgWVsQlH
وأكد شقير أن "المستشفى مدني لا يرتبط بأي نشاط عسكري، لكن العدو لا يتوقف عن إطلاق الادّعاءات في حق المستشفيات، وهو سبق أن طلب منذ أكثر من شهر إخلاء المستشفى، علماً أن المستشفى تعرّض لقصف إسرائيلي أكثر من مرة قبل إخلائه، وبشكل مباشر وغير مباشر، حيث فُخِّخَت كل المنازل والمباني المجاورة ودُمِّرَت قبل نحو أسبوعين".
وأشار إلى "فقدان الاتصال بأربعة مسنّين من أهالي البلدة منذ الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، كانوا آخر من بقي في البلدة. وللأسف، لا يمكن لأحد أن يدخل البلدة، وناشدنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقوات يونيفيل والجيش اللبناني مساعدتنا في معرفة مصير هؤلاء المسنّين، لكن العدو الإسرائيلي رفض السماح لكل تلك الجهات بالدخول".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التعرض للمستشفيات الحكومية والخاصة في لبنان، سواء عبر الاستهداف المباشر أو غير المباشر، ما أخرج عدداً من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية عن الخدمة في جنوب البلاد ومحافظة البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق المستهدفة، فيما أُصيب عدد لا يستهان به من المستشفيات بأضرار جسيمة، فضلاً عن الشهداء والجرحى ضمن عداد الكوادر الطبية والتمريضية والإسعافية، الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، من الأطفال والنساء والكبار.
وكانت إدارة مستشفى ميس الجبل الحكومي قد أعلنت في 4 أكتوبر الماضي إخلاء المستشفى، ووقف العمل في كل أقسامه، وقالت في بيان: "نأسف لإخلاء مستشفى ميس الجبل الحكومي ووقف العمل في أقسامه كافة بعد مرور عام على بدء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وما رافقه من اعتداءات واستهدافات غادرة من قبل العدو، طاولت المستشفى والعاملين فيه. وأضيف إلى ذلك استخدام الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً، واشتداد الحصار على القرى الأمامية الحدودية في الجنوب، وقطع الطرق وخطوط الإمداد إلى المستشفى، ما صعّب وصول الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية إليه، كذلك عانى المستشفى من انقطاع الكهرباء ومادة المازوت والأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء والمياه".
أضافت: "إننا في مستشفى ميس الجبل الحكومي نرفع الصوت أمام المجتمع الدولي والهيئات الصحية والإنسانية والحقوقية الدولية، لإدانة الارتكابات المعادية التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية، واتخاذ موقف دولي واضح بشأن استهداف العدو للطواقم الطبية والصحية والهيئات الاسعافية، فضلاً عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين وتدمير البيوت والمراكز الصحية فوق ساكنيها".
مشاركة الخبر: لوعة أهالي ميس الجبل جنوبيّ لبنان من تفجيرات الاحتلال في بلدتهم على وسائل التواصل من نيوز فور مي