"نيويورك تايمز": ملامح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بدأت تتبلور
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين إقليميين وأميركين مطلعين على الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قولهم إنّ ملامح الاتفاق بدأت تتبلور. وحذر المسؤولون، في حديث للصحيفة، من ضرورة العمل على التفاصيل المهمة حول التنفيذ، وأن الخلافات قد تظل تعرقل أي اتفاق، فيما أشار بعضهم إلى وجود أسباب للتفاؤل وإن كان هذا التفاؤل حذراً.
وقال بعض المسؤولين إنّ الاتفاق المقترح يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوماً، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وينسحب مقاتلو حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يمتد تقريباً بالتوازي مع الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وخلال تلك الفترة، سيعزز الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) انتشارهما في المنطقة الحدودية، وستضمن آلية إنفاذ جديدة برئاسة الولايات المتحدة بقاء حزب الله وإسرائيل خارج المنطقة.
وقال المسؤولون إن القضايا الرئيسية التي لا تزال من دون حل تدور حول التنفيذ. ويستند الاتفاق المقترح إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي صدر بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، والذي نص على أن القوات العسكرية الوحيدة المسموح بها في جنوب لبنان هي الجيش اللبناني وقوة "يونيفيل".
واعترف المسؤولون الذين يتابعون المحادثات الحالية بأوجه القصور في هذا الإعداد، لكنهم قالوا إنه لا توجد بدائل واقعية للانتشار على الأرض. وقال المسؤولون إنّ الحل المقترح هو تشكيل لجنة إشراف جديدة بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة انتهاكات الهدنة. ولا يزال من غير الواضح ما هي الدول الأخرى التي قد تشارك في هذه الآلية وكيف ستعمل، على الرغم من أنه لا يبدو أن هناك أي نقاش حول دور عسكري أميركي مباشر. وسعت إسرائيل إلى حرية التدخل ضد أي نشاط لحزب الله قد تكتشفه في جنوب لبنان، وهو مطلب من المرجح أن يقاومه الجانب اللبناني.
وبحسب الصحيفة التي كانت تنقل عن مسؤولين من لبنان وإسرائيل والدول المجاورة والولايات المتحدة، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، فإنه "إذا استمرت الهدنة خلال فترة الستين يوماً، يأمل المفاوضون أن تصبح دائمة، وهو احتمال، إذا حدث، فمن المرجح أن يحدث في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وزعم مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قبل ثلاثة أسابيع أنّ القوات الإسرائيلية اقتربت من تحقيق هدف القضاء على البنية التحتية لحزب الله في القطاع البالغ طوله 2.5 ميل المتاخم للحدود، مما يقلل من خطر أي تسلل لإسرائيل من الشمال على غرار ما فعلته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومن شأن توسيع الحملة أن يزيد من الضغط على قوات الاحتياط الإسرائيلية المنهكة بالفعل.
وقدّر مسؤولو الاستخبارات الأميركية أيضاً أنّ العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله "كانت أكثر نجاحاً بكثير" مما توقعته واشنطن، حيث قضت على قادة عسكريين وسياسيين حيويين في جميع أنحاء الهيكل القيادي للحزب. ويعتقدون أيضاً أن إسرائيل قللت إلى حد كبير من قدرة حزب الله على شنّ هجمات بعيدة المدى على تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية الكبرى.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون، بحسب الصحيفة، بأنّ اتفاق وقف إطلاق النار وحده هو الذي سيوقف الهجمات الصاروخية اليومية على شمال إسرائيل، ويحافظ على الإنجازات العسكرية من دون الاضطرار إلى إبقاء القوات الإسرائيلية على الأرض، ويسمح للأشخاص الذين أُجْلوا من الشمال بالعودة إلى ديارهم.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم واثقون بأن إسرائيل تبدو أكثر حرصاً على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان منها في غزة، استناداً إلى مشاركة إسرائيل في محادثات لبنان وتقييم واقعي للخيارات العسكرية الإسرائيلية. غير أن إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ سيمنع عودة الإسرائيليين إلى الشمال، كما قال المسؤولون، مبدين اعتقادهم بأن المفاوضين الإسرائيليين يفهمون أنّ أسهل طريقة لوقفهم هي اتفاق وقف إطلاق النار.
يذكر أنّ القناة 12 العبرية، أفادت اليوم الجمعة، بأن إحدى القضايا المهمّة التي لا تزال عالقة هي تشكيل اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاقية. ومن النقاط الخلافية الأخرى التي أتت القناة 12 العبرية على ذكرها، طلب إسرائيل صياغة تتيح لها اتخاذ قرار مستقل، يسمح لها بعدم الشروع في مفاوضات حول النقاط الحدودية المتنازع عليها. كما أشارت إلى 13 نقطة برية على طول الخط الأزرق بين لبنان والأراضي المحتلة عام 1948، متنازع عليها، بدءاً من النقطة B1 في منطقة الناقورة، مروراً بعدة نقاط أخرى بالقرب من مستوطنات شلومي وحنيتا، وشومرا، وأفيفيم، ويفتاح، وكريات شمونة وغيرها، بالإضافة إلى النزاع حول قرية الغجر ومزارع شبعا.
مشاركة الخبر: "نيويورك تايمز": ملامح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بدأت تتبلور على وسائل التواصل من نيوز فور مي