اغتصبها جنديان... أوكرانية تروي فظائع "لن يصدقها كثيرون"
بصوت خافت، خوفا من أن يسمعها ابنها أولكيسي، تروي نتاليا لصحيفة "ذا تايمز" التفاصيل المروعة التي شهدتها خلال الهرب من منزلها الصغير الذي يقع في غابة قرب العاصمة الأوكرانية، كييف.
كان الابن يبكي خلال احتجازه بغرفة، وتقول الأم إنه لا يفهم ما حصل قبل ثلاثة أسابيع قبل هروبهما وتضيف في مكالمة هاتفية للصحيفة البريطانية: "في أماكن لعب الأطفال يقول للناس أننا اضطررنا إلى مغادرة منزلنا بسبب الحرب، وأنه كان هناك لصوص في المنزل، لكن بابا ظل هناك، إنه لا يدرك أن والده مات".
نتاليا وأولكيسي، اسمان وهميان، اختارتهما السيدة الأوكرانية لتروي كيف انقلبت حياتها رأسا على عقب عندما اقتحم جنود روس منزلها وسرقوه وأطلقوا الرصاص على زوجها، قبل أن يغتصبوها مرارا وتكرارا لساعات عدة في التاسع من مارس الجاري.
وكانت السلطات الأوكرانية أكدت وقوع حالات اغتصاب "منظمة" من قبل القوات الروسية التي اجتاحت أوكرانيا قبل أكثر من شهر، لتضاف هذه التهمة إلى قائمة مطولة من الفظائع التي تتهم القوات الروسية بارتكابها.
وتعهد وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، بتحقيق العدالة من خلال المحكمة الجنائية الدولية، التي اعترفت بالاغتصاب كجريمة حرب في عام 2008.
وقد تشكل قضية نتاليا الدعوى القضائية الأولى لاختبار الاعتراف الدولي بهذه الجريمة، إذ أعلنت المدعية العامة لأوكرانيا، إيرينا فينديكتوفا، فتح أول تحقيق رسمي باغتصاب سيدة على أيدي الجنود الروس بعد مقتل زوجها، والمرأة التي ظلت مجهولة الهوية إلى الآن، هي نتاليا نفسها.
وقررت نتاليا أن تروي قصتها لأول مرة في مقابلة "ذا تايمز" للكشف عن التفاصيل الصادمة، على حد تعبير الصحيفة.
عاشت نتاليا، 33 عاما، وزوجها أندريه، 35 عاما، قرب قرية شيفتشينكو في إقليم بروفاري في ضواحي كييف، حيث اختارا بناء منزلهما وسط غابة صنوبر، "أردنا أن نسكن قرب الطبيعة، زوجي وضع قلبه وروحه في بناء هذا المنزل .. كنا نتجول في الغابة ونجمع النفايات التي خلفها أشخاص آخرون".
وتعتبر منطقة بروفاري من أول ساحات المعارك الروسية في سعيها للسيطرة على العاصمة، كييف. وبعد أن علما أن القوات الروسية اجتاحت القرية في الثامن من مارس، علق الزوجان راية بيضاء خارج منزلهما، "لنظهر أن هناك عائلة تعيش هنا ولا أحد يود إلحاق الأذى".
في الصباح التالي، سمعوا صوت إطلاق نار خارج المنزل وصوت كسر البوابة الخارجية، خرجوا بأيد مرفوعة ورأوا مجموعة من الجنود وأحدهم يصوب بندقيته على كلبهم الذي كان قد قتله للتو، "قالوا إنهم لم يعلموا أن هناك أشخاصا هنا، وأنهم لا يودون أن يلحقوا الأذى بنا"، تقول نتاليا.
وفي وقت لاحق بدأ الجنود يبحثون عن وقود لدراجة رباعية، وسرقوه من الجيران، ثم حدق قائدهم في نتاليا، معرفا عن نفسه بأنه ميخائل رومانوف، وقال إنه لو لم تكن هناك حرب مشتعلة فإنه كان ليبادر بعلاقة رومانسية معها.
وتضيف "ميخائيل بدا وأنه كان سكيرا في تلك اللحظة، طلبت منهم المغادرة، لأن ابني كان خائفا، هو بعمر الرابعة فقط، أخبرتهم: هل يمكنكم أن ترحلوا، لقد تفقدتم المنزل والآن أنتم تخيفونه'".
استشاط قائد الجنود غضبا، عندما رأى سترة تمويهية لزوجها في سيارتها، أطلق النار في الجو، وهدد بتفجير السيارة، ترجته نتاليا، لكنه أخذ المفاتيح وقاد السيارة ليصدمها بشجرة، وغادروا بعدها.
وبعد أن حل الظلام سمعوا جلبة في الخارج، خرج أندريه ليتفقد ما جرى تاركا الباب مفتوحا، تقول نتاليا: "سمعت طلقة واحدة، وصوت البوابة وهي تفتح وأصوات خطوات تقترب، لترى أنه رومانوف، الذي عاد برفقة شاب عشريني، "صرختُ وسألت أين زوجي؟ نظرتُ خارجا لأراه ملقى على الأرض قرب البوابة، الرجل اليافع وجه مسدسا لرأسي وقال: أطلقتُ النار عليه لأنه نازي".
المعاناة بدأت للتو
دعت نتاليا ابنها للبقاء في غرفة المرجل المخصصة لتدفئة المنزل، وقال الشاب: "الأفضل أن تخرسي وإلا سأحضر ابنك ليرى كيف يتبعثر دماغك حول أرجاء المنزل".
سكتت نتاليا للحظة قبل أن تكمل: "طلب مني نزع ملابسي. كلاهما قاما باغتصابي واحدا تلو الآخر، لم يكترثا أن ابني كان في غرفة المرجل يبكي، أخبراني أن أذهب لإخراسه وأن أعود، طوال الوقت كان هناك مسدس موجه على رأسي وهدداني بلا توقف"، متسائلين فيما بينهما حول أدائها الجنسي وفيما لو يجب عليهم قتلها أو إبقاؤها على قيد الحياة.
ثم تركها الرجلان وذهبا إلى ابنها، الذي كان يرفض أن يتحرك، وبعد حوالي 20 دقيقة عادا واغتصباها مجددا قبل أن يغادروا.
وتقول نتاليا: "عندما عادا للمرة الثالثة كانا سكيرين للغاية وناما على الكراسي، تسللت إلى غرفة المرجل وأخبرت ابني أنه يجب علينا المغادرة بسرعة".
وتضيف "عندما فتحت البوابة كان ابني يقف قرب جثة والده لكن الظلام كان دامسا ولم يفهم أنه كان والده، وقال: 'هل سيطلقون علينا النار كما فعلوا مع هذا الرجل؟".
هربت نتاليا لتمكث عند شقيقة زوجها في بلدة خارج ضواحي تيرنوبيل، والتي أوصتها بإبلاغ الشرطة عن اغتصابها ومقتل زوجها.
وتقول: "أفهم أن العديد من الأشخاص الذي تعرضوا للأذى قد يلجؤون للصمت لأنهم خائفون، الكثير من الناس لا يصدقون أن هذه القصص تحدث، امرأة من مجموعة مخصصة للقرية بعثت برسالة أخبرتني فيها 'توقفي عن تلفيق القصص'".
تمكنت نتاليا من تحديد هوية رومانوف، الضابط الروسي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واتضح أنه متهم بعدة اعتداءات، لكنها لم تتمكن من تحديد هوية المغتصب الثاني، وخلال الأسبوع الماضي تلقت مكالمة تفيد أن رومانوف على الأرجح قتل على أيدي القوات الأوكرانية في بروفاري، "لكني لا أعلم إن كان هذا الأمر صحيحا بالفعل".
ابنها يقول للأطفال الآخرين إن كلبه المفضل قد مات، و"لا يعلم أن والده قد توفي أيضا".
وتقول موجوعة إنه ليس بإمكانها العودة إلى قريتها ودفن جثة زوجها، حتى لو تحررت المنطقة لا تعلم إن كان بإمكانها العودة "الذكريات صعبة .. لا أعلم إن كنت سأتمكن من العيش في المنزل الذي بناه لنا، لا أعلم إن كان بمقدوري بيعه".
الحرة
مشاركة الخبر: اغتصبها جنديان... أوكرانية تروي فظائع "لن يصدقها كثيرون" على وسائل التواصل من نيوز فور مي