وماذا بعد

وماذا بعد؟!

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 09-07-2020 م الساعة 10:40:11 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-133072.html في : أراء وكتابات    بواسطة المصدر : صحيفة الرياض - مقالات

ولكن يبقى الأمر الأهم وهو: هل نرى ما تحدثنا بشأنه يفعَّل، ونتدارسه بيننا؟ هل سنجتمع مرة أخرى لنناقش كل ما تم طرحه؟ وهل نرى إعلاماً عالمياً يعبر الحدود بلغات مختلفة يملأ الدنيا ضجيجاً؟ ويسمعنا العالم مفكرين وكتاباً ومبدعين؟..

لم يكن اجتماعاً عادياً، أو مجرد مراسم وبروتوكولات وتحسس كلمات. بل كان لقاء عائلياً بين معالي وزير الإعلام ماجد القصبي ونخبة منتقاة من كبار كتاب الرأي السعوديين؛ فلم يشِب هذا الود والحميمية سوى قعقعة من الزجاج لم نألفها بعد وتمنينا أن نقفز عبرها.! (برنامج زوم تقنية مقيتة) بالرغم من كونها فضيلة من فضائل هذا العصر- بالرغم من امتياز القائمين عليها بتمكن ومعرفة تحسب لهم- وهذا أولها.

لن أستطيع إبداء ما يجوب في رأسي وفي مشاعري، عله يحسب علي نوعاً من المداهنة أو التملق معاذ الله، ولكن كل ما أخطه هنا من أجل الوطن ومن أجل تقدمه ومن أجل فرحة عظيمة تأخذ بأيدينا وبتلابيبنا إلى الأمام ولو بخطوة واحدة، فمشوار المائة ميل يبدأ بخطوة كما يقال.

هذا من ناحية المناخ العام في لقاء عائلي مع مسؤول له وقته الثمين ولنا أفكارنا وطموحاتنا التي تكاد أن تفجر رؤوسنا من فيض الحركة ومن حمى الأمل والتحقق، وحسبنا أننا في سباق مع الزمن كي يلحق كل بضع دقائق ليفرغ ما في جعبته، لكن والله أن هذه الجعبة ثقيلة وكبيرة، لا يتسعها وقت قصير في ساعة ولا حتى ساعتين كإفضاء وشكوى وتعليق وطرح استراتيجي وآمال تُلقى على إزار الشرف المهني، فهل من متقدم لحمله بما فيه!

أما إذا عرجنا إلى مدارج هذا اللقاء وقبل ما فيه وما سيصل إليه سنتحدث عن أمر مهم قبل الولوج إلى مقتضياته وثناياه وطرحه وهمه وما له وما عليه.

هذا الأمر المهم والمهم للغاية، هو جمع الأحبة لمن نسمع عنهم ونقرأ لهم ونتابع أخبارهم، ولا نراهم أو نجتمع بهم، فهم حقيقة مبدعون ومفكرون وكتاب لهم أقلامهم على مستوى الدولة، فأحببنا أقلامهم قبلهم، ولكن لا نلتقي وهذا هم آخر أعتقد أن معالي الوزير قد قصده؛ وهو لم الشمل والفكر السعودي في لقاء حميمي فتحصل هنا شرارة الود والمعرفة والتلاقح الفكري والوجداني، فنحن كمبدعين لا نبدع إلا حينما نحب ولا يكتمل الحب إلا بالمعرفة واللقاء. وكانت فكرة أطلقتها عام 2018 وتداولتها الصحف بعنوان (لم الشمل العربي) لأنني حينها قد طلبت من أحد رجال الأعمال أن يستدعي كل شهر عدداً بسيطاً من المفكرين العرب في مكان واحد لمدة أسبوع؛ أولاً ليتحابوا ويتناقشوا ويطروا فكراً عربياً متبادلاً هذا أولاً، وثانياً لنخلق بينهم تلك الحميمية والود من خلال إقامتهم معاً مع بعضهم، فإذا ما اصطلح وجدان الكاتب وأمتلأ حباً، تسرب هذا الحب إلى الوجدان الجمعي للعامة من العرب في كل مكان، فالمفكر والمبدع هو مخيط هذا النسيج بطوله وعرضه، وهو ما يسمى في علم الإبداع (التسرب الوجداني) ولكن هذه الفكرة لم تتم لتراجع من وعدني بتنفيذها، بعد أن أشاد بها الإعلام قبل أن تولد.

والآن أجد أن أول ثمرة لهذا اللقاء هو ذلك النسيج العرضي بين الكتّاب والطولي أيضاً مع مسؤول يفضون إليه بهمومهم وهو يسمعهم بإتقان وصبر وسعة صدر.

ومن هنا تبددت تلك المخاوف التي افتتحنا بها تلك الزجاجة معترضة الطريق، وهو يسمع دون أن يقاطع أو يستعجل أحداً أو يشعرنا بضيق الوقت حتى إنه في آخر اللقاء يسأل هل من يريد الكلام، هل من لديه أمر لم يتحدث فيه. حقيقة أني وجدت نفسي - وأعتقد زملائي الكتاب يوافقونني الرأي – في فسحة ونزهة فكرية مثمرة يخيم عليها الود والتمهل وطرح الأفكار دون أي تحفظ وفي شفافية تامة بعيدة عن المداهنة، فجميعنا جاء بهم يفرغه ويلقيه من صدره على مائدة الحوار سلبياته وإيجابياته دون أي مجاملة. وهذا الرجل صامت يسمع ثم يناقش في نهاية الاجتماع ويدون ويسأل بقلب محب في إطار جمعي واحد يستلهم بحب كل فكرة يدونها مهما كان حجمها.

وكل منا يتحدث بما يراه بشأن الإعلام الداخلي والخارجي وتصوراته الاستراتيجية وحتى شؤون الكتاب أنفسهم.

ولكن يبقى الأمر الأهم وهو: هل نرى ما تحدثنا بشأنه يفعَّل، ونتدارسه بيننا؟ هل سنجتمع مرة أخرى لنناقش كل ما تم طرحه؟ وهل نرى إعلاماً عالمياً يعبر الحدود بلغات مختلفة يملأ الدنيا ضجيجاً؟ ويسمعنا العالم مفكرين وكتاباً ومبدعين؟ هل تسوَّق أفكارنا عالمياً لنغير وجهة النظر عنا وفي دولة هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين بأنها بمن فيها وما فيها محبين للسلام والاستقرار والنمو والتعايش؟ وهل ستكون لدينا قناة بحجم الدولة العظمى (المملكة العربية السعودية) تتسع مداراتها لتعم العالم شرقاً وغرباً، فما فعلته قناة في قطعة أرض صغيرة، لا بد أن يكون لها ند، ليس على مستوى الشوفونية والمنافسة، وإنما لدحض الأكاذيب وتجلي الحقائق، فالعالم كله آذان ونحن كلنا ألسنة، ليست ككل الألسنة بل ألسنة العروبة والوفاء والمروءة والقيم وكل ما ورثناه من إنسانية خلقت في البدء بيننا، في يوم غابت فيه القيم وتحدر الشرف!.

كل هذا وعدنا به معالي الوزير بالتحليل والدراسة والتناقش فيما يمكن أن يكون..

فكل الشكر لهذا الوزير الإنسان الذي لمحنا فيه خوفه وحرصه على كل فكرة تنطق، ولم يتسامَ أو يتجاهل أو حتى يتعجل. حقيقة أنها خطوة استراتيجية جديدة ومثمرة بجميع جوانبها، اذا ما استدامت بهذا الحب والشفافية والتفعيل.

مشاركة الخبر: وماذا بعد؟! على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

هزائم القوات الأوكرانية بالقرب من خاركوف قد تجبر نظام كييف على التفاوض

هزائم القوات الأوكرانية بالقرب من خاركوف قد تجبر نظام كييف على التفاوض...

منذُ 59 دقائق

صرحت صحيفة أوكرانية أن الهزائم التي منيت بها القوات المسلحة الأوكرانية في المعارك بالقرب من خاركوف أدت إلى تفاقم الوضع...

المركز الفلسطيني للإعلام حرب الإسناد من لبنان إلى اليمن روافد في طوفان الأقصى

المركز الفلسطيني للإعلام حرب الإسناد من لبنان إلى اليمن روافد في طوفان...

منذُ 1 ساعة

في الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد أطلقت حماس...

أوروبا تخرق الحظر وتستورد النفط الروسي عبر تركيا

أوروبا تخرق الحظر وتستورد النفط الروسي عبر تركيا

منذُ 1 ساعة

كشف تقرير حديث أن الاتحاد الأوروبي استورد 3 مليارات يورو من المنتجات النفطية من الموانئ التركية التي تتعامل في الغالب مع ...

معرض الدوحة للكتاب أثر الحضارة العربية من شبه الجزيرة إلى الأندلس

معرض الدوحة للكتاب أثر الحضارة العربية من شبه الجزيرة إلى الأندلس

منذُ 1 ساعة

إضاءات متعددة على جوانب مختلفة من الحضارة العربية ضمن برنامج الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الدوحة للكتاب الذي...

على خطى السلطان في تذكر عبد الرحيم أبو حسين
على خطى السلطان في تذكر عبد الرحيم أبو حسين
منذُ 1 ساعة

استذكر المشاركون في الندوة التي نظمتها الجامعة الأميركية في بيروت منجزات الباحث الفلسطيني واشتغالاته في حقل الدراسات...

مع غزة ظبية خميس
مع غزة ظبية خميس
منذُ 1 ساعة

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزة وكيف أثر في إنتاجه وحياته اليومية وبعض ما يود مشاركته مع...

widgets إقراء أيضاً من صحيفة الرياض - مقالات

دكا ملامح الحكومة الموازية
احترام النظام
الخصوصية المخترقة
خواطر سياحية