عن الشعب العنيد الذي يتفاخر ببسكويت أبو ولد وحذاء المؤسس

عَنْ الشعب العنيد الذي يتفاخر ببسكويت ”أبو ولد” وحِذاء المؤسس!

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 24-07-2020 م الساعة 08:18:57 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-158412.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : المشهد اليمني

في السنوات الخمس الماضية تداول اليمنيون أربع صورٍ للنرجسية اليمنيه المُنجَرِحة.
الصورة الأولى لحِذاء قديم عمره 2700 عام، تم العثور عليه مع أحد المومياوات. وطبعا كان جانب الفخر أن اليمنيين عرفوا صناعه الاحذيه قبل 27 قرنا بينما هناك دول حديثه لم تتاسس إلا قبل 40 سنة!
الصورة الثانية للنرجسية اليمنيه المُنجرحة هي صورة "عمارات المعلا" التي بناها الاستعمار البريطاني في عدن. وطبعا كان الفخر اليمنى كالعادة هو أن اليمن عرفت ناطحات السحاب بينما الخليج يسكنون في الخيام والبيوت الطينية!
أما الصورة الثالثة للنرجسية اليمنية فهي صوره مثيرة للسخرية والاستهزاء لكنني ساذكرها هنا من كثر تداولها وهي صوره بسكويت"أبو ولد". وهو نوع مشهور في اليمن ورديء الصناعة وغالبا ما يعطى للأطفال في السنة الأولى بسبب رخص ثمنه وسهولة بلعه وهضمه! وطبعا كان جانب الفخر اليمني الأصيل أن بسكويت أبو ولد أقدم من دولة الامارات!
أما الصورة الرابعة للجرح النرجسي اليمني النازف والطويل فهي صور منحوتات "خط المسند" التي غالبا ما تنشر مع عبارات فخر من امثال: "نحن علمنا العالم الكتابة"، أو "نحن اخترعنا المسند بينما العالم يغط في الأمية والجهل"!
يعيش اليمني اليوم في دولة هي الافقر في المنطقة والاكثر أُميّةً، والمحرومة حتى من أبسط الخدمات الصحية مما جعلها بؤرة لأسوأ الأوبئة والامراض في العالم.
في مثل هذه الظروف يصبح استدعاء الماضي للفخر والتبجح ممارسة خطرة. إنها تعيق قدرة اليمني على معرفة واقعه المزري، وتجعله قانعا بمخدرات الأوهام وراضياً بالسكن في قاع العالم.
الماضي المجيد كفيل بتبرير اي شيء والتغطية على كل بؤس.
وعندي تعليقات سريعة على صور النرجسية المتغرغرة السابقة (متغرغرة مشتقة من غرغرينا):
** أولا: من المخجل ان تتفاخر بحذاء قديم كان في الاغلب مملوكا لأحد الملوك او الامراء وتنسى أن الآلاف من أطفال اليمن حتى اليوم يمشون حفاة نصف عراة لا يمتلكون قيمة حذاء جديد أو زي مدرسي.
لا تسخروا من الدول التي تتفاخر بسروال المؤسس وانتم تتفاخرون بحذاء المؤسس!
إن قمة البؤس أن تتفاخر بحذاء أثري مهتريء بينما لا يوجد في بلدك حتى معمل صغير لصناعة الأحذية.
امشوا قليلا في الحارات الشعبية وشاهدوا الأطفال الحفاة أو الذين يرتدون أحذية مقطعة وستفهمون ما أقصد.
** ثانيا: من المخجل أن نتفاخر منذ 1967 حتى اليوم بطرد المستعمر البريطاني ثم لا نجد شيئا نفتخر به اليوم الا العمارات التي بناها الاستعمار. وحتى لو كانت العمارات بنيت والخليجيون يسكنون الخيام، وهو كلام غير صحيح، فأين كان اليمنيون منذ ذلك الزمن حتى اليوم، ولماذا لم نجد شيئا يمنيا نتفاخر به بعد 60 عام على الاستقلال؟
أليس هذا الفخر بحد ذاته فضيحة تاريخية؟
** ثالثا: إذا اردت أن تحول نفسك إلى مهزلة بين شعوب الأرض فتفاخر ببسكويت رديء الصناعة.. وتفاخر به بالذات بينما العالم يتفاخر بفتوحات العلم والتكنولوجيا وغزو الفضاء.
لا تُقاس أهمية الدول بأعمارها أو بحجمها. هذا مقياس "اعرابي" متخلف. هناك مقاييس اقتصادية وبشرية وتنموية لقياس أهمية الدول. قل لي أين مكانك في مقاييس التنمية أقل لك من أنت..
أما ماضيك المجيد فلن نستطيع ان تشتري به حتى حذاء بلاستيكا لطفلك الحافي.
** رابعا: قد يحق لليمني أن يفخر بخط المسند وبالريادة في تطوير الكتابة. لكن قل لي بالله.. كم عدد اليمنيين واليمنيات اليوم الذين يجهلون القراءة والكتابة؟
أليس من الغباء التفاخر باختراع كتابة المسند قبل 3000 سنة في حين ان 20 مليون يمني اليوم يجهلون الكتابة بأي لغة!
لا يهمني ماضينا فهو ليس مقياسا لقيمتنا اليوم.. مقياس قيمتنا اليوم هو حاضرنا البائس.
وأليس مُخجلاً أن البلد الخليجي الذي نتفاخر عليه بخط المسند هو اليوم الأول عربيا والعاشر عالميا في مجال التعليم؟

هل أُذكركم مرة أخرى بالنكتة المضحكة المبكية حول الفقير المُعدَم الذي يتفاخر بجدّه الاقطاعي الذي كان غنيا قبل 1000سنة؟؟
لست ضد الفخر بالماضي، فأنا فخور بالماضي اليمني أكثر منكم جميعا.
لكن الماضي مكانه المُتحف..
عندما يخرج الماضي من المُتحف ليتجول في الشارع ويصبح بديلا للاقتصاد والسياسة فمعنى ذلك اننا سنغرق لسنوات طويلة اخرى في مخدر خطير ومركب من أوهام الماضي وواقع التخلف والجوع.

مشاركة الخبر: عَنْ الشعب العنيد الذي يتفاخر ببسكويت ”أبو ولد” وحِذاء المؤسس! على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

قناة مفتوحة تنقل مباراة الأهلي والترجي بنهائي دوري أبطال إفريقيا

قناة مفتوحة تنقل مباراة الأهلي والترجي بنهائي دوري أبطال إفريقيا

منذُ 31 دقائق

تقام اليوم العديد من المباريات الهامة في مختلف الدوريات وأبرزها نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي المصري والترجي...

وزيرة التعاون تهنئ جمهورية أرمينيا بالاستضافة الناجحة للدورة 33 من الاجتماعات السنوية للبنك

وزيرة التعاون تهنئ جمهورية أرمينيا بالاستضافة الناجحة للدورة 33 من الا...

منذُ 31 دقائق

ألقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية كلمة جمهورية مصر ...

وزير التنمية المحلية 6 دورات تدريبية في الأسبوع التدريبي الـ36 بمركز سقارة يستفيد منها 176 و دورة جديدة حول حماية البيئة

وزير التنمية المحلية 6 دورات تدريبية في الأسبوع التدريبي الـ36 بمركز س...

منذُ 31 دقائق

في ضوء استراتيجية عمل وزارة التنمية المحلية بوضع ملف تدريب العاملين بالإدارة المحلية كأولوية لتحقيق رؤية الدولة...

بعد النجاح العالمي لأغنية TSHWALA BAM نسخة جديدة مع النجم BURNA BOY

بعد النجاح العالمي لأغنية TSHWALA BAM نسخة جديدة مع النجم BURNA BOY

منذُ 31 دقائق

بعد أسابيع من الترقب أعلن النجمان TITOM وYUPPE عن إصدار ريمكس رسمي جديد لأغنيتهما الشهير TSHWALA BAM مع النجم النيجيري الحائز على...

مقتل ثلاثة سياح إسبان في هجوم مسلح وسط أفغانستان
مقتل ثلاثة سياح إسبان في هجوم مسلح وسط أفغانستان
منذُ 32 دقائق

قتل مسلحون سياح إسبان ومواطن أفغاني رميا بالرصاص في مدينة بامايان وسط...

50 قتيلا بفيضانات جارفة في أفغانسان أضرت بآلاف المنازل شاهد
50 قتيلا بفيضانات جارفة في أفغانسان أضرت بآلاف المنازل شاهد
منذُ 32 دقائق

كانت وزارة الدفاع قالت إن طائرة هليكوبتر تستخدمها القوات الجوية تحطمت الأربعاء بسبب ما وصفته بمشكلات فنية وذلك خلال...

widgets إقراء أيضاً من المشهد اليمني

مؤشرات لانفجار الوضع بمناطق الحوثيين ورسالة تحدي صريحة لـأبو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي
عملية بطولية كمين قبلي محكم يودي بحياة قيادي حوثي كبير وإحراق سيارته الاسم
أمريكا تحسم الجدل وتكشف مصير الحل السياسي في اليمن
بدء استقبال طلبات التسجيل للاعتكاف بالمسجد الحرام وتحديد الشروط وطريقة الالتحاق