مؤسسة حقوقية مصرية تسليع العدالة لإرضاء صندوق النقد

مؤسسة حقوقية مصرية: "تسليع العدالة" لإرضاء صندوق النقد

تم نشره منذُ 4 شهر،بتاريخ: 21-12-2023 م الساعة 07:56:16 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-1936914.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

أصدرت مؤسسة دعم العدالة بالمركز العربي لاستقلال القضاء، التي يرأسها المحامي الحقوقي ناصر أمين، مذكرة بدراسة قانونية بعنوان "تسليع العدالة.. انتهاك الحق في الوصول للعدالة"، كشفت خلالها اتخاذ الحكومة المصرية قرارات مخالفة للقانون والدستور بغرض إرضاء صندوق النقد الدولي.

وتناولت المذكرة، التي حصلت "العربي الجديد" عليها، مفهوم الرسوم القضائية والمرجعية الحقوقية للحق في التقاضي والوصول للعدالة. كما تناولت القواعد الدستورية والقانونية للرسوم القضائية، واستعرضت أمثلة من الزيادات غير المشروعة للرسوم القضائية منذ عام 2018، والتي فرضت بقرارات إدارية من رؤساء المحاكم ورؤساء النيابات بتعليمات من الحكومة، بالمخالفة للدستور والقانون، والتي تنتهك حق المواطنين في الوصول للعدالة والإنصاف.

وتضمنت المذكرة رصدا هاما لملف "ممارسات الحكومة في زيادات الرسوم"، جاء فيه أن "رغبة الحكومة كانت واضحة في زيادة الرسوم القضائية، كإحدى وسائل جمع الأموال للخزانة العامة، بعد تبنيها الكامل لبرنامج صندوق النقد الدولي، فلا خدمة دون ثمن حتى لو كان الحق في العدالة نفسه، ذلك الحق المفترض أن يكون مجانيا أو برسوم رمزية"، مبرزة أن "الحكومة حاولت أكثر من مرة سلوك الطريق الطبيعي لزيادة الرسوم، عن طريق تعديل قانون الرسوم بحيث تكون الزيادة دستورية، والمحاولة الأولى كانت عام 2015، بإعداد مشروع قانون مضمونه، وضع طابع دمغة قيمته عشرة جنيهات على كل ورقة قضائية، وواجه هذا المشروع اعتراضات واسعة خاصة من المحامين".

وذكرت المذكرة أن "المحاولة الثانية كانت عام 2018، بإعداد مشروع قانون شامل لتعديل قانون الرسوم القضائية، وقدم المشروع بالفعل إلى البرلمان بعد موافقة مجلس الوزراء عليه، لكن المشروع لم يصدر نتيجة مواجهة نفس الاعتراضات، خاصة أن المشروع جاء في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية، وكانت الزيادات المطروحة تشكل عقبة كبيرة أمام حق التقاضي".

وأوضحت المؤسسة أن الحكومة لجأت إلى تحقيق هدفها بزيادة الرسوم بطرق خارج القانون، وذلك عن طريق صدور قرارات إدارية من رؤساء المحاكم، ورؤساء النيابات، وفرض تلك الرسوم على المتقاضين بالمخالفة للدستور، وشملت الزيادات فرض رسوم على الكثير من الإجراءات القانونية التي كانت مجانية، وتختلف تلك الرسوم من محكمة لأخرى بحيث يصعب رصدها جميعا.

ورصدت المذكرة أمثلة لأهم تلك الرسوم المفروضة إداريا بالمحاكم وهي رسم التصوير بقيمة 5 جنيهات لكل ورقة، وأصلها طبقا للقانون بقيمة من 30 إلى 50 قرشا بحد أقصي 100 جنيه، وفرض رسوم على مراجعة حوافظ المستندات من 10 إلى 20 جنيها للورقة الواحدة بحسب درجة التقاضي، ورسم بحث في جداول القضايا بقيمة 5 جنيهات، ويزيد الرسم بمعدل 5 جنيهات عن كل سنة من سنوات البحث، ودفع أتعاب المحاماة مقدما بقيمة 75 جنيها عن كل دعوى، وكانت تدفع من خاسر الدعوى طبقا للقانون، وتقدر بالحكم الصادر، ورسم الصور ذات العلامة المائية (المميكنة) وقيمته 5 جنيهات، و2 جنيه رسم تنمية، ويزيد الرسم بحسب سنوات البحث، كما يختلف الرسم من محكمة لأخرى بحسب قرارات رؤساء المحاكم، ورسم بقيمة 7% على دعاوى التعويض التي يحكم برفضها، و"نموذج لرسم الحصول على صورة حكم، يلاحظ إضافة رسم ميكنة 212 جنيها، رغم عدم استخدام الخدمة".

وأوضحت المذكرة أن "أغلب تلك الرسوم كانت مجانية، مثل مراجعة حوافظ المستندات، والبحث في الجداول، وكانت أسهل، وأسرع كثيرا مما هو عليه الوضع حاليا، فقد توافقت زيادة الرسوم مع إجراءات تستغرق الكثير من الوقت الذي لا يحسب في التكلفة، على سبيل المثال، الكشف عن قضية في جدول القضايا كان يستغرق دقائق أما الآن فيستغرق أياما".

وانتهت المذكرة إلى أن زيادة الرسوم القضائية بمصر هي "انتهاك صارخ لحق التقاضي المقر بالمواثيق الدولية، والدستور المصري 2014، ومخالفة صريحة للقانون، وتعد زيادة الرسوم بقرارات إدارية لرؤساء المحاكم والنيابات، غير شرعية، ومخالفة جسيمة للدستور، والقانون، وتمثل انتهاكا لحق الوصول للعدالة، وتمثل تلك السياسة غير المشروعة، انتهاكا لحق الفقراء في التقاضي، بوضع عقبات تحول بينهم وبين الوصول للعدالة والإنصاف القضائي، ويجب على وزارة العدل التحرك الفوري لوقف تلك الإجراءات التي تهدد الاستقرار الاجتماعي".

وأوصت المذكرة أولا بإلغاء كافة الرسوم المفروضة بقرارات إدارية من رؤساء المحاكم والنيابات فورا، وثانيا بوقف صلاحيات رؤساء المحاكم والنيابات، في فرض رسوم على الأعمال القانونية بالمحاكم، وثالثا أن على وزارة العدل الالتزام الكامل بالدستور، والقانون في تطبيق الرسوم القضائية، ورابعا بضرورة تدخل نقابة المحامين لدى وزارة العدل، واستخدام كل الوسائل المشروعة لوقف الزيادة غير المشروعة في الرسوم القضائية.

مشاركة الخبر: مؤسسة حقوقية مصرية: "تسليع العدالة" لإرضاء صندوق النقد على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

ثقافة الزقازيق يقدم سجن اختياري وملحمة السراب ضمن عروض الموسم المسرحى

ثقافة الزقازيق يقدم سجن اختياري وملحمة السراب ضمن عروض الموسم المسرحى

منذُ 36 دقائق

شهد قصر ثقافة الزقازيق خلال اليومين الماضيين عرضين مسرحيين ضمن عروض الموسم المسرحي للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة...

أضرار القيء المتكرر على الصحة العامة والجهاز الهضمي

أضرار القيء المتكرر على الصحة العامة والجهاز الهضمي

منذُ 37 دقائق

القيء أو التقيؤ كما يطلق عليه البعض هو ناتج عن مشكلة يعانيها الجسم والجهاز الهضمى فتظهر على شكل تقيؤ وعدم تحمل لما تحويه...

مجزرة مروعة 20 شهيدا بقصف لمنزل في مخيم النصيرات شاهد

مجزرة مروعة 20 شهيدا بقصف لمنزل في مخيم النصيرات شاهد

منذُ 37 دقائق

ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات بعد قصف منزل يؤوي عشرات النساء...

أويل برايس الطلب على النفط سيرتفع وتحديات كبيرة أمام المركبات الكهربائية

أويل برايس الطلب على النفط سيرتفع وتحديات كبيرة أمام المركبات الكهربائ...

منذُ 37 دقائق

قال موقع أويل برايس إن الطلب على النفط سيرتفع بشكل أكبر في المدى المتوسط مع التحديات التي تواجه المركبات الكهربائية...

فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف هدف حيوي في إيلات بإسرائيل بالطيران المسير
فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف هدف حيوي في إيلات بإسرائيل بالطيران ال...
منذُ 51 دقائق

أعلنت فصائل عراقية فجر اليوم الأحد استهداف هدف حيوي في مدينة إيلات الإسرائيلية بالطيران...

وفاة السفير والكاتب اليمني عبدالوهاب العمراني في تركيا
وفاة السفير والكاتب اليمني عبدالوهاب العمراني في تركيا
منذُ 1 ساعة

توفي السفير بوزارة الخارجية اليمنية عبدالوهاب العمراني في أحد مشافي مدينة إسطنبول التركية عن 66 عاما...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد

اشتباكات بين كتيبة طولكرم والأمن الفلسطيني بعدما حاول اعتقال عناصرها
العربي يحسم ديربي الكرة القطرية على حساب السد وهزيمة جديدة للدحيل
الصحافيون التونسيون يتخوفون من الملاحقات القضائية
أكثر من 3 ملايين فلسطيني في غزة استفادوا من حملة قطر الخيرية