نائب رئيس الرابطة الوطنية لأسر الشهداء لـ«26سبتمبر»: الرابطة هيئة مدنية تمثل هم وتطلعات أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن

 

سبتمبر نت/ حوار- جبر صبر

عشرات الآلاف من الشهداء رووا تراب الوطن من شماله الى جنوبه وشرقه وغربه في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية والهوية الوطنية، ضد القادمين من غبار التاريخ مليشيات الحوثي الارهابية والتي تسعى لطمس الهوية وغرس المشروع الطائفي الإيراني في المجتمع اليمني.

وهنا كان لزاماً على أبنا الشعب مساندة الجهات الرسمية في تحمل هموم أسر الشهداء وحل إشكاليات حقوق الشهداء، فتأسست الرابطة الوطنية لأسر الشهداء بمدينة مأرب قبل خمس سنوات.

نائب رئيس الرابطة الوطنية لأسر الشهداء الدكتور ناصر الخدري يتحدث لـ«26 سبتمبر» حول مساعي الرابطة في حلحلة العديد من اشكاليات حقوق الشهداء، والوقوف الى جانب أسرهم وأبنائهم، فضلاً عن عدد من القضايا ذات الصلة بالشهداء..

 

– بدايةً لو تحدثنا عن الرابطة الوطنية لأسر الشهداء؟

– الرابطة هيئة مدنية حقوقية بالدرجة الأولى، أسست رسمياً في الربع الأول من العام 2018م، وهي عبارة عن هيئة مدنية تمثل أسر الشهداء الذين ضحوا وقدموا أغلى ما لديهم، فإذا لم يكن هناك إطار يحفظ ويصون حقوق هؤلاء الشهداء فإن هذه الحقوق ستضيع في ظل الأحداث والصراعات، ومن المعاناة التي مر بها أبناء وأسر الشهداء جاءت فكرة تأسيس رابطة حقوقية تجمع أسر الشهداء وتكون لهم منبراً للتعبير عن تلك الهموم، ومن خلال هذه القناة يتم العمل على حل مشاكل ذوي الشهداء ومتابعة حقوقهم لدى الجهات المختصة، وعبر التعاون مع المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني.

* هل ينحصر عمل الرابطة في مأرب أم تعمل في بقية المحافظات المحررة؟

– الرابطة مقرها الرئيس في مدينة مأرب شارع 26 جوار مكتب الصناعة والتجارة، باعتبار أن أغلب أسر الشهداء من مختلف محافظات الجمهورية يسكنون محافظة مأرب، فالمكتب الرئيسي هنا يمثل حلقة الوصل بيننا وبين أسر الشهداء، كما أن لدينا فروع قائمة في بعض المحافظات المحررة مثل محافظة (تعز، وشبوة، والحديدة). أيضا لدينا منسقين للرابطة في بقية محافظات الجمهورية.

* ما الدور المنوط على الرابطة في خدمة أسر الشهداء لدى الجهات الرسمية؟

– الرابطة كما ذكرت آنفا تعمل كحلقة وصل، فالأهالي عندما يأتوننا أو يتواصلون بنا ويطرحون علينا مشاكلهم ومعاناة أسرهم، بدورنا نقوم بأخذ تلك المشاكل والهموم والتواصل مع الجهات الحكومية المختلفة مثل وزارتي الدفاع والداخلية ورئاسة هيئة الأركان العامة والسلطة المحلية بالمحافظة للعمل على حل تلك الإشكالات.

– ما أبرز مشاريع الرابطة التي تقدمها للشهداء؟

– قدمت الرابطة مجموعة من المشاريع التي تكفل حقوق الشهداء، مثل قانون الشهيد التي تسعى الرابطة من خلال الحكومة والرئاسة إلى اعتماده وإقراره من مجلس النواب، إضافة إلى مجموعة دراسات خدمية في المجال الصحي والتعليمي والاجتماعي.

– وما أبرز ما ينص عليه قانون الشهيد الذي تعملون لإقراره رسمياً؟

– القانون يكفل الحق القانوني والأدبي والمعنوي والمادي لشهداء الجمهورية اليمنية، ويجسد تضحياتهم الغالية من خلال استحقاق التسويات والترقيات المالية والإدارية للشهيد، وكذلك في جوانب الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لمن يعولهم الشهيد من أقارب الدرجة الأولى.

– هناك الكثير من الشهداء لم يتم ترقيتهم وتسويتهم مالياً ومازالت رتبهم جنود، هل تسعون لحل هذه الإشكالية؟

– بالنسبة لاعتماد الراتب أولاً هذه قضية تتعلق بالجانب الرسمي من حيث اعتماد رتبة الفرد في القوى البشرية والمالية، وكل مستويات القيادة في الوحدات أو المناطق تعمل لترقية الجندي الشهيد، لكن القيود المالية والسقف المالي المحدد للوحدات هو الذي يحول بين الشهداء وترقيتهم إلى رتبة أعلى، وهذه الجزئية في الوقت الحالي هي السبب الرئيسي في تعثر إصدار قرار التسوية، والرابطة تسعى لأن يكون جميع الشهداء الجنود متساوين في الرتبة وهي الترقية إلى ملازم2 كحد أدنى.

– ما مدى التنسيق بينكم وبين الجهات الحكومية (دائرة الرعاية الاجتماعية) وغيرها؟

– الرابطة على تنسيق مستمر مع دائرة الرعاية منذ التأسيس، وتبنت الرابطة مشروع الحج لأسر الشهداء الدفعة الأولى والثانية بالتنسيق مع دائرة الرعاية، وقد قامت الهيئة الجديدة للرابطة بأول عمل ميداني لها بزيارة دائرة الرعاية لغرض التعاون في إيجاد قاعدة بيانات شاملة ومُحدثة وموحدة لأسر الشهداء، أيضا لدينا تواصل مع رئاسة هيئة الأركان العامة في حلحلة أية إشكالية تتعلق بحقوق الشهداء، والأخ رئيس هيئة الأركان العامة يولي بأهمية قصوى رعاية أسر الشهداء، ويساند الرابطة في جهودها ونتمنى دعم أنشطتها بشكل أكبر، كون الرابطة هي جهة مُساندة ومُكمّلة للجهود الرسمية.

– ما أبرز الانجازات التي حققتها الرابطة لصالح الشهداء منذ انشائها قبل خمس سنوات؟

– الرابطة حققت عددا من الإنجازات والتي كلها تصب في مصلحة الشهداء وأسرهم، فمن حيث الجانب الحقوقي عملنا على الصياغة القانونية لمشروع قانون الشهيد ورفعه للمستوى الأعلى في الحكومة، ومُتابعة إقراره، مع اعداد مشروع البحوث والدراسات للتعليم العام والعالي، والمنح الدراسية في الكليات والمعاهد التطبيقية والجامعات وكذا الكليات العسكرية في تخصيص مقاعد مجانية لأبناء الشهداء.

أما في الجانب الصحي فقد عملت الرابطة بالتنسيق مع السلطة المحلية ومكتب الصحة العامة بمحافظة مأرب على إصدار كرت التأمين الصحي لأسر الشهداء من الدرجة الأولى للعلاج في المستشفيات الحكومية برسوم رمزية، وبعض المستشفيات الخاصة بتخفيضات متفاوتة، وقد عملنا في الفترة الماضية إلى إصدار أكثر من (٣٨٠٠) كرت تأمين صحي.

وفي الجانب التعليمي فقد عملت الرابطة بالتنسيق مع جامعة إقليم سبأ لتخصيص خمسة مقاعد لأبنا الشهداء في مختلف الكليات، وفي الكليات العسكرية مثل (الطيران والدفاع الجوي) كانت نسبة الاستيعاب والأولوية لأبناء الشهداء أعلى، إضافة إلى مُنح المدارس الأهلية والخاصة. وهنا وجه نائب وزير التربية والتعليم الدكتور على العباب بإصدار توجيه للمدارس الخاصة بتحديد نسبه 5% كمقاعد مجانية لأسر الشهداء، وحالياً تعمل الرابطة بالشراكة مع دائرة الرعاية على إنشاء مجمع تربوي يحتضن أبناء الشهداء.

– هل لديكم مشاريع استثمارية تنموية يعود نفعها على أسر الشهداء؟

– لدينا تجربة فرع الرابطة في محافظة تعز، حيث سعت لإنشاء مدينة سكنية لأبناء الشهداء بتمويل من الأشقاء في دولة الكويت، وضمن مرافق المدينة مركز تدريبي تأهيلي لأسر الشهداء في المهارات والحرف المتنوعة التي تكسب الفرد المهارة وتمنحه الأساسيات لينافس في سوق العمل.

وفي مأرب عملت الرابطة مع بعض المنظمات في جانب التمكين الاقتصادي لزوجات الشهداء في مجال الحرف اليدوية مثل الخياطة والتطريز والكوافير وغيرها، وهذه كتجربة أولية نأمل تطويرها وتوسيعها.

– يكاد يكون عملكم مشابه لأعمال دائرة الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة الدفاع فما الفرق بين الرابطة ودائرة الرعاية؟

– الفرق بين الرابطة والرعاية أن الرابطة جانب مدني والرعاية جهة حكومية، ونحن نعمل كرديف ومساند لدائرة الرعاية في السعي لحل إشكاليات أسر الشهداء.

– في الفترة الماضية كانت هناك اشكالية في اكرامية الشهداء بمحافظة تعز، هل سعت الرابطة لحل هذه الاشكالية؟

– نعم تم صرف الاكرامية لجميع الشهداء بعد توقف الصرف لانتهاء الفترة المحددة عن ربع الحالات تقريبا، وحين وصول الشكاوى قامت هيئة الرابطة بزيارة المدير العام لشركة إنماء المتعهد بصرف الإكرامية، وبعد المداولات تم الاتفاق معهم على آلية صرف سلسة لاستكمال ومعالجة باقي الحالات بالتنسيق مع شعبة الشهداء في محور تعز.

– كثر الحديث مؤخراً حول المساعي للتوقيع سلام شامل في اليمن، ما مصير الشهداء، وموقف الرابطة إزاء ذلك؟

– موقف الرابطة ثابت ومستمد ثباته من التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء الأبرار في سبيل الحفاظ على الثوابت الوطنية واستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الفارسي، مع إيماننا بأن المليشيات الحوثية لن تتخلى عن مشروعها الطائفي والعنصري، وستغدر بأي اتفاقيات محلية أو إقليمية، لأنها تعيش على استمرار وبقاء الحرب وسفك الدماء.

المليشيا الحوثية تراهن فقط لكسب الوقت وتحقيق أوراق رابحة من خلال التفاوض لاستعادة بعض التأييد الشعبي الذي تململ ورفض سياسة التركيع الحوثية، ومن ثمّ تغدر من جديد كما فعلت سابقاً في كل الحروب.

– رسالتك للجهات المختصة أو المجتمع المحلي نحو أسر الشهداء؟

– نقول كما قال قدوتنا صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، ما تركه الشهداء وما خلفوه أمانة في أعناقنا سواء كانت الجهات الحكومية أو المجتمع المحلي بكل شرائحه أو الجهات الخيرية، لا نخون دماء الشهداء، ولا نضيع حقوقهم أو نهمل أسرهم وذويهم، بل نسعى جميعاً لنكمل بعضنا تجاه ذوي الشهداء، ونكون لهم في مقام من سبقوهم إلى الله.

أخيراً من خلالكم نحيي كل أم شهيد، ووالد شهيد أنجبا بطلاً، وكل زوجة شهيد صابرة محتسبة، والتحية لأبناء وبنات وإخوان الشهداء الثابتين والمكافحين على طريق آبائهم وإخوانهم الأحرار الذين مضوا في طريق العزة والكرامة وفي سبيل تمتين واستعادة قيم الثورة والجمهورية، وقطع الطريق على المشروع الظلامي الكهنوتي، ونبشرهم بأن فجر النصر قريب.

 

ظهرت المقالة نائب رئيس الرابطة الوطنية لأسر الشهداء لـ«26سبتمبر»: الرابطة هيئة مدنية تمثل هم وتطلعات أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن أولاً على سبتمبر نت.

مشاركة الخبر: نائب رئيس الرابطة الوطنية لأسر الشهداء لـ«26سبتمبر»: الرابطة هيئة مدنية تمثل هم وتطلعات أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن على وسائل التواصل من نيوز فور مي