نصرة غزة خدعة حوثية جديدة لحشد المغرر بهم لجبهات الداخل

 

سبتمبر نت/ تقرير-  عبدالقادر المشهوري

 

بدعاية إعلامية مقيتة واستغلالا للأحداث الجارية بقطاع غزة، ومتاجرة بالقضايا كما هي عادتها تقوم مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها بحملة تجنيد في أوساط اليمنيين تحت مزاعم نصرة الأقصى وفلسطين، واستدراجا للشباب والاطفال للانضمام إلى صفوف مقاتليها، اطلقت المليشيا على حملتها بـ”فتح باب الجهاد” مساندة لمعركة طوفان الأقصى في قطاع غزة، كنوع من الاستغلال الديني والقومي للشعب اليمني المتعاطف تاريخيا مع حقوق الشعب الفلسطيني.

 

استهداف الأطفال والمراهقين

بحسب مصادر إعلامية فقد دشنت مليشيا الحوثي حملة تجنيد جديدة مستهدفة الشباب وصغار السن في عدة محافظات تزامنا مع الحرب التي تشنها الآلة الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من شهرين، ووفقا للمصادر فقد استغل تنظيم الحوثي الإرهابي حالة الغليان الشعبي المندد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ودشنت حملة استدراج للشباب وصغار السن للقتال في صفوفها.

وأضافت: أن قيادات من المليشيا وعصابات مرتبطة بها تجوب الأحياء والقرى وتوهم الشباب وصغار السن بأنهم سيُعدّونهم للتدريب في معسكرات خاصة وسيرسلونهم للقتال في فلسطين، لافتة إلى أن عددا من الأهالي والمستهدفين انطلت عليهم الخدع الحوثية والتحقوا بها.

كما مارست المليشيا الحوثية التضليل وإطلاق بعض الإشاعات لا سيما في الأيام الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، وأن مكاتبها فتحت لمن أراد القتال طواعية والذهاب إلى غزة للقتال ضد الإسرائيليين ودعما للمقاومة الفلسطينية.

غير أن العديد من المواطنين اشتكوا من ضغوطات مورست بحقهم وتهديدات لهم للاستجابة لطلب المشرفين والدفع بأبنائهم وإلحاقهم في صفوف المليشيا لتلقي التدريب في معسكرات المليشيا ومن ثم الدفع بهم إلى جبهات القتال في الداخل، في الوقت الذي كشفت مصادر عسكرية عن تعزيزات بشرية جديدة دفعتها المليشيا إلى جبهات القتال وخاصة في محافظتي مأرب وتعز اللتين تشهدان تصعيدا حوثيا منذ فترة.

وقد استخدمت مليشيا الحوثي الوجهاء وعقال الحارات والمشايخ ومسؤوليها بمختلف مديريات المحافظات التي تسيطر عليها، وألزمتهم بالتحرك الفعال واستقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها تحت لافتة “دعم القضية الفلسطينية”، كوسيلة مناسبة وجديدة للتغرير على المواطنين وإقناعهم بها للدفع بأبنائهم وإلحاقهم ضمن مقاتلي المليشيا.

متاجرة واستغلال

وجدت المليشيا الطائفية الفرصة سانحة امامها فاستغلت الموقف الشعبي الرافض لجرائم الاحتلال الصهيوني وحربه على غزة، خدمةً لمشروعها السلالي المتطرف في كل المجالات، فالجماعة الحوثية اتخذت حالة التضامن الشعبي مجالاً للمزايدة والمتاجرة وبيع الوهم باسم الجهاد في فلسطين، واستخدمت شتى وسائل الاستغلال من أجل استثمار قضية غزة محلياً، على المستوى المالي والدعائي، وتحشيد مجندين جدد لصفوف مقاتليها، والأبرز من هذا فرصة إلهاء وتتويه الشارع اليمني، ومحاولة صرف اهتمامه بقضيته الوطنية، وتخفيف حدة الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتها.

وبرغم الدعاية الحوثية للقتال، والحث على ضرورة الالتحاق بمعسكراتها التدريبية، أصبحت عملية التحشيد وسيلة مكشوفة لدى الأهالي بشكلٍ واسع.

يقول م .ن من أبناء صنعاء: إن الحوثي معه مندوبين في كل الحارات، أرسلوا لنا لتسجيل أسمائنا لديهم، من شأن المشاركة في معسكراتهم للتدريب على القتال من أجل القدس وغزة، نحن نعرف أنهم يحتاجون مقاتلين للحرب هنا، لكن يحاولون أن يضللوا الناس ويوهموهم بالدفاع عن فلسطين.

فرق تنسيق

اسرائيل تدك غزة ليلا ونهارا ومليشيا الحوثي وجدت العدوان الاسرائيلي فرصة سانحة لنشر شائعاتها على المستوى المحلي، والادعاء انها سوف تطبق شعارها الموت لإسرائيل، فقد بادرت بتوزيع فرق تنسيق ميدانية تنتمي لها على جميع المناطق في المدن والقرى ومهمتها الدعاية الجهادية.

الأستاذ ع. ك من محافظة حجة يقول: معهم مندوبون في كل منطقة، يطلبون من الناس تسجيل أسمائهم، للجهاد في فلسطين، أبلغونا عبر رسائل في واتساب، بضرورة ضم أسمائنا ضمن الدورة الأولى للتدريب والتأهيل العسكري.

وان الفرق المنسقة لتجنيد المقاتلين قد حددت مدة الدورة التدريبية بـ10 أيام، مفتوحة من بعد الظهر حتى وقت المغرب، وكذلك 3 أيام للتطبيق دون أن تحدد أماكن المعسكرات، التي سيتلقى فيها المشاركون التدريبات القتالية.

الناشط الحقوقي محفوظ الحمادي يقول بعد حصول تراجع وعجز في التجنيد خلال الفترات السابقة بسبب، معرفة الناس حقيقة حروب الحوثي العبثية، فان الحوثي الآن استغل العدوان على غزة لتحشيد بعض المتعاطفين لدوراتهم القتالية تحت شعار دعم غزة وللجهاد في فلسطين رغم انه أمر باعث للريبة والشك، حيث لا قنوات مفتوحة ولا وسائل متاحة لإيصال المجاهدين الى غزة ولكنها خدعة لتجييش مقاتلين إلى جبهات حربها الداخلية.

الهروب نحو الحرب

سعت مليشيا الحوثي لاستغلال عملية طوفان الأقصى منذ لحظتها الأولى، للهروب من مشكلاتها الداخلية، والأزمة الاقتصادية، وارتفاع وتيرة المطالب الشعبية بصرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها برفع شعار فلسطين وال عن شن هجمات ضد اسرائيل، ولكن الهدف الخفي للمليشيا الحوثي هو ما تقوم به من تحشيد وتعبئة وتعزيز لجبهاتها في مأرب والجوف وتعز وغيرها، بآليات عسكرية متنوعة، وصواريخ باليستية وطيران مسيّر، بالإضافة إلى خنادق في سياق استعدادها للحرب.

ويرى مراقبون، أن التعزيزات الحوثية إلى جبهات القتال تشير إلى استعدادها لخوض جولة حرب جديدة للخروج من عزلتها التي تعاني منها داخليًا واقليميًا ودوليًا وللهروب من استحقاق المطالب الشعبية تحت مسميات تحرير فلسطين، ومحاربة اسرائيل.

ومؤكدين أن مليشيا الحوثي استنفذت خلال السنوات الماضية كل تبريراتها لحشد الناس إلى جبهات القتال، تحت عناوين مختلفة، لتأتي عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي لتجعلها الشماعة المناسبة لحشد المواطنين في مناطقها تحت مزاعم الدفاع عن فلسطين، كامتداد للثورة الخمينية التي استخدمت القضية الفلسطينية كشماعة لتمرير مشروعها التوسعي.

الناشط الصحفي علي المحويتي أكد من مصادر خاصة له عن قيام مليشيا الحوثي منذ مطلع اكتوبر الماضي بتجنيد الشباب والأطفال في مناطقها وتجميعهم تحت مسمى كتائب نصرة الأقصى، وتدريبهم في محافظتي البيضاء والجوف، وحشدهم باتجاه مأرب، تحت مزاعم أن تحرير القدس يبدأ من مأرب، وهو ما يؤكد حقيقة استخدام المليشيا للقضية الفلسطينية لاستقطاب المغرر بهم وحشدهم إلى جبهات القتال ضد اليمنيين.

وتظل حقيقة الاستغلال الحوثي لأحداث غزة حقيقة استغلال خاصة لأجنداتها المليشاوية الإرهابية تثبتها الوقائع من خلال حشدها لقوات إضافية إلى جبهات القتال سواء في تعز أو في مأرب أو في غيرها؛ بحجة محاربة اسرائيل وأمريكا، فيما يؤكد التصعيد الذي قامت به مؤخرًا في مأرب، أن الهدف شن مزيد من الحرب على الشعب اليمني وليس نصرة الأقصى أو محاربة إسرائيل.

ظهرت المقالة نصرة غزة خدعة حوثية جديدة لحشد المغرر بهم لجبهات الداخل أولاً على سبتمبر نت.

مشاركة الخبر: نصرة غزة خدعة حوثية جديدة لحشد المغرر بهم لجبهات الداخل على وسائل التواصل من نيوز فور مي