تظاهرات في مقديشو وتحركات دبلوماسية رفضاً لاتفاق "صوماليلاند"
نظمت بلدية مقديشو، اليوم الأربعاء، تظاهرة شعبية في ملعب "استاديو كونس" في حي "شبس"، شرقي العاصمة الصومالية، احتجاجاً على اتفاقية وقعتها "أرض الصومال" (صوماليلاند) مع إثيوبيا، تحصل أديس أبابا عبرها على منفذ بحري مقابل اعترافها بالجمهورية المعلنة من طرف واحد دولة مستقلة.
وما تعرف بجمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)، كانت قد أعلنت انفصالها عن الصومال في 1991 لكنها لم تحظ باعتراف دولي واسع النطاق باستقلالها.
وشارك في التظاهرات، الأربعاء، وزراء ونواب في البرلمان إلى جانب رئيس بلدية مقديشو يوسف محمد جمعالي.
وجاب المتظاهرون شوارع العاصمة حاملين صور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وسط هتافات ضد الاتفاق الذي وقعته إثيوبيا من بينها "بحرنا ليس للبيع".
وقال وزير الداخلية أحمد معلم فقي، خلال التظاهرات، إن إثيوبيا أخطأت حساباتها السياسية، معتبرا أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد "يسعى إلى حل مشاكله الداخلية بالمشاكل الخارجية، لكن مساعيه لن تتحقق، والاعتداء على سيادة دول مجاورة لن يجلب للإثيوبيين منفذاً بحرياً".
وأضاف أن أبي أحمد "يشعل النار من خلال خطواته المتهورة وتصريحاته التي تثير حفيظة الدول المجاورة لإثيوبيا".
من جهته، قال رئيس بلدية مقديشو يوسف محمد جمعالي إن "التعايش السلمي هو مصلحة للجميع، وعلى إثيوبيا أن تدرك ذلك"، مشيرا إلى أن "الصومال لم تكن في موقف الضعف ليعتدي الطامعون على سيادتها وثروتها". وأضاف أن "هذه المذكرة غير القانونية، وحّدت كلمة الصوماليين للدفاع عن سيادتهم وثرواتهم ضد كل من يحاول المساس بها".
وردا على الاتفاقية الإثيوبية مع "صوماليلاند"، بدأ الصومال تحركات دبلوماسية لمنع مساعي أديس أبابا لانتهاك سيادته. وبحسب مكتب الرئاسة الصومالي، فإن الرئيس حسن شيخ محمود أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.
وأضاف بيان المكتب، فإن الجانبين تطرقا أيضا إلى سبل تعزيز العلاقات التاريخية وأهمية توحيد الجهود الثنائية لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، في تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، إن "الرئيس المصري أكد موقف مصر الثابت بالوقوف بجانب الصومال الشقيق ودعم أمنه واستقراره".
كما أجرى الرئيس الصومالي اتصالا هاتفيا آخر مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تطرقا فيه للوضع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. كما بحث الجانبان العلاقات الثنائية وفرص تطويرها لتعزيز التعاون بين البلدين.
في سياق المواقف الدولية، دعت المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي، في بيان لها، إلى احترام وحدة جمهورية الصومال غداة مذكرة التفاهم الموقعة بين إثيوبيا وإدارة أرض الصومال المحلية.
وأكدت المتحدثة أهمية احترام وحدة جمهورية الصومال وسيادتها وسلامة أرضيها وفقا لدستورها ومواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وبحسب البيان، فإن "احترام وحدة الصومال هو مفتاح السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي كلها".
مشاركة الخبر: تظاهرات في مقديشو وتحركات دبلوماسية رفضاً لاتفاق "صوماليلاند" على وسائل التواصل من نيوز فور مي