صراع المشاريع في المنطقة العربية إيران تتقدم

صراع المشاريع في المنطقة العربية.. إيران تتقدم!

تم نشره منذُ 3 شهر،بتاريخ: 21-01-2024 م الساعة 07:02:45 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-1976495.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : 26 سبتمبر نت

 

توفيق السامعي

منذ ثلاثين عاماً تقريباً ومراكز الأبحاث والمحللون السياسيون والاستراتيجيون والعسكريون يتحدثون عن مستقبل المنطقة العربية وصراع المشاريع المختلفة فيها، وعن وجود ثلاثة مشاريع إقليمية تتنافس على قيادة المنطقة العربية والهيمنة عليها، والتي هي بدورها تعتبر وكلاء لقوى دولية ذات مشاريع هيمنة على العالم وصانعة القرار فيه.

هذه المشاريع الثلاثة الإقليمية هي: إسرائيل، وتركيا، وإيران، وكل من هذه المشاريع تندرج في إطارها، أو تتسابق في استقطاب الدول العربية التي ضاعت بين كل تلك المشاريع وصارت متشظية بينها.

من خلال الأحداث الأخيرة في المنطقة وتأثيراتها على تلك المشاريع فإن إيران تبدو هي الرابح الأكبر وتتقدم بسرعة كبيرة نحو الهيمنة الكلية بدعم غربي لافت ومتساهل حتى على حساب إسرائيل نفسها أو على الأقل للتوازن بينهما.

تتراجع تركيا عن التأثير والصعود السريع الذي كانت تبدو عليه من قبل، وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي هزت المجتمع التركي، وتكالب الغرب والشرق لإسقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ ليس لشخصه بل لمشروعه الذي يمثله، وظهور لأول مرة مرشح يحمل العقيدة الشيعية بغطاء علماني، والذي بدوره يعزز من الهيمنة الإيرانية في المنطقة؛ على اعتبار أن إيران مرجعية الشيعة في كل العالم والولاء لها عند كل شيعي مقدم على الأوطان.

المشروعان الإسرائيلي والإيراني هما في الأساس مشروعان غربيان زرعا بنفس الآلية ولنفس الهدف، والدعم الغربي لهما يتواصل بأشكال مختلفة يكون بالنسبة لإسرائيل ظاهراً ومباشراً، ولإيران من تحت الطاولة وبشكل غير مباشر.

مستقبل إسرائيل ومشروعها على المحك بعد حربها على قطاع غزة؛ كونها تلقت أكبر هزة حقيقية في تاريخها تفقد تأثيرها في المنطقة، وانكشف غطاؤها عن هشاشة للغاية، وليس بذات الهيبة والصولة والجولة التي كان العرب يحسبون لها حسابات عديدة جعلتهم يهرولون بالتطبيع معها، ولذلك تعتبر حربها هذه معركة كسر عظم لها ما بعدها إما أن تكون أو لا تكون، وهذا واضح من خلال اتخاذها سياسة الأرض المحروقة والدمار الشامل الذي تقوده على القطاع المتضرر الأول فيه هم المدنيون أطفالاً ونساءً وشيوخاً وليس عناصر المقاومة؛ كون سمعتها سويت في الأرض على أيدي فصائل مقاومة بإمكانيات بسيطة للغاية لا تساوي شيئاً أمام الترسانة الإسرائيلية والجسور الجوية والبحرية من الإمدادات الغربية التي لا تنقطع، والتي أرهقت الداعمين والمدعومين على السواء، مما جعل الجميع يتذمر من هذه الحرب ونتائجها على المستويين القريب والبعيد.

مع تراجع الدورين؛ التركي والإسرائيلي برز الدور الإيراني الذي يلتهم الدول دولة بعد أخرى بشكل كلي، وهيمنة حاكمة وليس مجرد تحالف وامتداد؛ بل توابع عقائدية لإيران تكون هي صاحبة القرار فيه المسيرة لهذه الدول كالعراق وسوريا ولبنان واليمن.

المليشيات التي انقلبت على الحكم في هذه الدول، أو عززت ما كان قائماً فيها، هي مليشيات عقائدية صرفة، رغم أنها أقلية، إلا أنها أقلية فاعلة ومؤثرة ومدعومة تعتبر منجزاتها ووجودها على سدة الحكم معركة وجودية هي الأخرى لا تقل أهمية عن معركة إسرائيل على غزة، وهذا المشروع الإيراني المتمدد هو نفسه مدعوم غربياً لتلك الدول والمشاريع المهيمنة الكبرى التي جعلت المشروع الإيراني يتمدد في كل المنطقة ويشكل تهديداً وجودياً على دول أخرى هي في مرمى الأهداف الإيرانية الغربية على السواء.

أكثر المشاريع الثلاثة هشاشة هو المشروع التركي لاعتبارات داخلية وخارجية.

أما الاعتبارات الداخلية فإن المشروع التركي يلقى معارضة وصدوداً داخلياً، وليس محل إجماع داخلي، والنظام الحاكم ليس نظاماً دكتاتورياً يكون صاحب القرار الأول والأخير وقامع للمعارضة كما هو الحال في إيران، المتحكم في كل صغيرة وكبيرة.

كما إن المشروع التركي لا يمتلك عقيدة وأيديولوجية متعصبة كالتي يمتلكها المشروعان الإسرائيلي والإيراني يعمل على تجميع والتفاف الشعب كل الشعب حوله ويتفانى من أجله، بل على العكس من ذلك تماماً؛ فأول من يعارض المشروع التركي هم الأتراك أنفسهم بمختلف توجهاتهم.

أما العامل الخارجي فنجد أنه في الوقت الذي يعمل المشروعان الإيراني والإسرائيلي كوكيلين لمشاريع دولية مهيمنة يتلقيان الدعم الكلي من تلك الدول وتسعى بكل جهودها للحفاظ عليهما من السقوط، نجد في الطرف التركي مشروعاً مستقلاً بذاته لا يتبع أياً من المشاريع الكبرى، ولذلك يجد تكالباً عالمياً عليه بكل إمكانيات الغرب والشرق لإسقاطه كما أسقطوا خلافته من قبل؛ فالعالم المتحكم لا يريد أن يرى الدولة العثمانية تنبت من جديد لتهيمن على العالم مرة أخرى، وهذا ما يصرح به الأوروبيون والأمريكيون والشرقيون على السواء.

كتعويض عن المشروع العقائدي التركي تسعى تركيا لبعث الروح القومية التركية من خلال الكم الهائل من ضخ المسلسلات التاريخية التركية التي تحاول أن توحد الأتراك حوله، وبعث الاعتزاز التركي من خلال بحر من الرسائل التي تحملها سيناريوهات تلك المسلسلات والأفكار والحوارات الداخلية، كرسائل داخلية وخارجية، وهي أثرت بشكل أو بآخر فعلاً على المواطن التركي الداخلي وعلى المتلقي الخارجي أيضاً.

هذا التعويض التركي يؤخر المشروع نوعاً ما كنوع من السياسة الهادئة في صناعة وبعث القومية التركية ربما تعوض عن التأخير مستقبلاً ريثما تنضج الفكرة وتتهيأ الأرضية، وربما تتحين الفرصة لإزاحة أحد المشروعين السابقين من طريقه، قد يحالفه الحظ وقد تتعزز الانشقاقات الداخلية التي تكون عامل انهيار للدولة برمتها كما تم في العراق.

وحدهم العرب الأمة الضائعة التائهة بين كل تلك المشاريع، وتتسابق الدول العربية على التبعية لأحدهم وليس على أساس الاستقلالية الذاتية تكون فيه الأمة العربية متوحدة على مشروع واحد وملتفة حول قيادة ومحور واحد، بل على العكس تماماً كلما دعا الظرف والوقت لأن تنهض الأمة العربية كلما ازدادت تشظياً وصراعاً وفرقة وتناحراً بينها.

المشروع الإيراني هو أخطر المشاريع في المنطقة والذي يزداد تجذراً وهيمنة وتمدداً، بل وهو المشروع البديل للمشروع الإسرائيلي في حال سقوط المشروع الأخير، ولذلك علامات وأحاديث نبوية متنبئة، وأن منبت اليهود الأخير سيكون أصفهان إيران، وهذا يعكس التحالف الخفي بين إيران وإسرائيل على السواء.

يكمن الحل في مواجهة تلك المشاريع في خلق مشروع عربي واحد يتم الالتفاف حوله من كل العرب، يقوم على أساس السنة، وبذرة هذا المشروع وأرضيته السانحة هو دعم المقاومة للمشروع الإيراني في كل من اليمن وسوريا ولبنان والعراق، والحفاظ على التحالف العربي بزخمه الأول الذي قام في السادس والعشرين من مارس 2015، قبل أن تلتهم إيران بقية المنطقة.

ظهرت المقالة صراع المشاريع في المنطقة العربية.. إيران تتقدم! أولاً على سبتمبر نت.

مشاركة الخبر: صراع المشاريع في المنطقة العربية.. إيران تتقدم! على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

إيران والسعودية نحو تقارب من بوابة الاقتصاد

إيران والسعودية نحو تقارب من بوابة الاقتصاد

منذُ 1 ساعة

ثمة تحركات وزيارات اقتصادية متبادلة مكثفة تجري هذه الأيام بين إيران والسعودية وهي تشي بتوجه البلدان نحو تقارب اقتصادي...

مقاومون بالضفة يتهمون أمن السلطة باغتيال مطارد من كتيبة طولكرم

مقاومون بالضفة يتهمون أمن السلطة باغتيال مطارد من كتيبة طولكرم

منذُ 1 ساعة

اتهم مقاومون في الضفة الغربية قوات الأمن الفلسطينية باغتيال أحد عناصر كتيبة...

مجلس النواب الأمريكي يصوت لصالح توسيع تعريف مصطلح معاداة السامية

مجلس النواب الأمريكي يصوت لصالح توسيع تعريف مصطلح معاداة السامية

منذُ 1 ساعة

أقر مجلس النواب الأميركي بدعم من الحزبين الأربعاء قانونا يعتمد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة الهولوكوست...

سفير روسيا لدى واشنطن اتهامات أمريكا لروسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا بغيضة

سفير روسيا لدى واشنطن اتهامات أمريكا لروسيا باستخدام أسلحة كيميائية في...

منذُ 1 ساعة

أكد الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف اليوم الخميس أن اتهامات واشنطن لموسكو باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا اتهامات ...

عاجل | المرحلة الأولى تطلق حماس سراح جميع المجندات الإسرائيليات على قيد الحياة واللواتي كن في خدمة عسكرية فعلية في 7 أكتوبر 2023
عاجل | المرحلة الأولى تطلق حماس سراح جميع المجندات الإسرائيليات على قي...
منذُ 2 ساعة

عاجل المرحلة الأولى تطلق حماس سراح جميع المجندات الإسرائيليات على قيد الحياة واللواتي كن في خدمة عسكرية فعلية في 7...

عاجل | المرحلة الأولى في المقابل تطلق إسرائيل سراح 20 أسيرا من كبار السن فوق الـ 50 عاما والمرضى والجرحى
عاجل | المرحلة الأولى في المقابل تطلق إسرائيل سراح 20 أسيرا من كبار ال...
منذُ 2 ساعة

عاجل المرحلة الأولى في المقابل تطلق إسرائيل سراح 20 أسيرا من كبار السن فوق ال 50 عاما والمرضى...

widgets إقراء أيضاً من 26 سبتمبر نت

جيش الاحتلال يرتكب 19 مجزرة في قطاع غزة خلال 24ساعة
العميد العامري الشهيد القائد الذي أرعب المليشيا في ميدان القتال وأرعبها وهو أسير في معتقلاتها
رئيس مجلس القيادة يطلع على مستوى الجاهزية في بعض جبهات مأرب
رئيس الوزراء يؤكد الحرص على إيجاد شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص ووضع رؤية للمستقبل