إلى ميادة الحناوي.. يرجى الانتباه من الذهاب إلى أرذل الفن

لا أحد يختلف على نجومية المطربة السورية ميادة الحناوي، التي تعد امتداداً لما يعرف بالزمن الجميل، مع معاصرة الجيل الحالي، لتكون فعلاً "مطربة الأجيال"؛ ولا أحد يختلف على استحقاق الحناوي لنجوميتها نظراً لما قدمته طوال مسيرة حافلة بأجمل الألحان الراقية، التي أدتها ميادة بإتقان تفوقت فيه على نفسها، والتفوق على النفس بالنسبة لميادة الحناوي هنا ليس مجازاً بقدر ما هو حقيقة، حين نعلم أن الفنانة القادمة من ثقافة سورية حلبية خالصة استطاعت التمكن من الغناء باللهجة المصرية كأنها وُلدت وسط القاهرة، وتعاملت مع الألحان والكلمات المصرية وكأنها ابنة تلك الثقافة لا غيرها. 

السبب في هذا التمهيد ليس الإطراء والتعريف بما هو معروف، بقدر ما هو وقفة مع خبر الحناوي نيتها العودة من جديد بإنتاج أغنيتين جديدتين، الأولى بعنوان "أحبني" من كلمات الشاعر الكبير نزار قباني، والأخرى بعنوان "حبة ذكريات" من كلمات الراحل عبد الرحمن الأبنودي، وكلا الأغنيتين من ألحان الدكتور طلال، وهو اسم مستعار يعتقد بأنه للأمير السعودي خالد بن فهد. 

ويضاف إلى ذلك أن وكيل أعمال الحناوي كشف عن مجموعة من الحفلات ستقدمها ميادة خلال جولة عالمية، ستتضمن الولايات المتحدة وكندا والدومينيكان. 

وقد تبدو عودة ميادة الحناوي عبر ألحان جديدة أمراً عادياً، كما حصل مع الكثير من الفنانين الذين توقفوا وعادوا، لا سيما أن ميادة الحناوي لم تتوقف أساساً، لكن ظهورها وإنتاجها قلّا في الأعوام الأخيرة، غير أن ما يستدعي التوقف مع هذا الخبر هو مراجعة مرات الظهور الأخيرة لميادة في حفلات أو مقابلات، أدت خلالها أغانيها المعروفة والعالقة في أذهان الجميع. 

إذ بدت في تلك الحفلات أو المقابلات التي غنت فيها ميادة، مؤخراً، بصوت ضعيف ومترهل، وهذا ليس إشارة إلى تقدمها في العمر، وهي ليست مسنة بطبيعة الحال، بقدر ما هو توصيف لما ظهر صوتها عليه حقيقة، وأعتقد أن الكثير ممن سمع ميادة في حفلاتها الأخيرة تمنى لو أنه كان لم يسمع، ويبقى محتفظاً في مخيلته بذات الصورة التي شكّلها لصوت قوي وكبير يعد من أهم الأصوات في المكتبة الموسيقية العربية، والذي أدى أصعب ألحان، لأهم الملحنين والكتاب. 

الكثير من الفنانين، حين يتقدمون في العمر، لا يفقدون جمال صوتهم، لكن كثيراً منهم أيضاً يواجههم ذلك، ويبدو أن ميادة من الفئة الأخيرة، وعلى ذلك، كان على الحناوي أن تدرك هذا، ولا تجعل حب البقاء في الوسط الفني والمحافظة على الظهور يذهب بها إلى أن تفقد صورتها الجميلة، صوتاً، في أذهان محبيها، وأن تشوه مسيرة فنية كبيرة في نهايتها. 

لا شك أن جورج وسوف فقد الكثير من محبيه ونجوميته بعد الإصرار على الظهور والغناء رغم تراجع صوته بشكل كبير، ولا يزال، وتدارك المرحوم صباح فخري نفسه بعد أن دفعه ابنه للظهور بشكل غير لائق في إحدى الحفلات، قبل أن يحتجب عن الغناء حتى وفاته. 

وليس المطلوب من ميادة الحناوي الانعزال والاحتجاب، مطلقاً، إنما هي ميادة الحناوي التي ستكون لها مكانة في أي تكريم أو ظهور إعلامي وخبرة كبيرة في عالم الفن والفعاليات الفنية والثقافية، كضيفة وخبرة وقامة كبيرة، لكن عليها أن تدرك أن صوتها، الذي أثّر بالكثيرين من محبيها، يجب ألا يتأثر في مخيلتهم، وإلا فإنها سترد صوتها ونفسها إلى أرذل الفن، أغلب الظن. 

طوال مسيرتها الفنية الحافلة، حرصت ميادة على التعامل مع أهم الملحنين والكتاب للظهور بأفضل أداء، وهذا لا يقلل بالتأكيد من الأسماء التي ستتعامل معها حالياً، ما سيكون العلامة الفارقة هو أداء الحناوي ذاته، والذي سيكون محطّ شك بناءً على ما ظهر عليه مؤخراً.

مشاركة الخبر: إلى ميادة الحناوي.. يرجى الانتباه من الذهاب إلى أرذل الفن على وسائل التواصل من نيوز فور مي