مع غزّة: خالد زيادة
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء. "ما يحدث اليوم اشبه بانقلاب ضدّ السرديات الصهيونية"، يقول الباحث والأكاديمي اللبناني خالد زيادة في لقائه مع "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- أمور كثيرة تشغل التفكير في هذه الأيام، إلى أين سيصل العدوان الإسرائيلي في وحشيته وسكوت العالم شرقًا وغربًا، وكيف سيكون وضع المنطقة في المستقبل القريب، وما هو تأثير ما يجري في غزّة على الأوضاع العربية، وهل ستؤدّي إلى ردود فعل على المدى المتوسّط، إضافة إلى كون العدوان أظهر مواقف الدول القريبة والبعيدة على حقيقتها العارية.
■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟
- في الأيام الأُولى من العدوان كان عليّ أن أضع العمل جانبًا لمتابعة الأحداث والتطوّرات، الأمر الذي أصبح عادة. وقد شاركت في العديد من اللقاءات التي ناقشت تأثير العدوان على لبنان، وكتبت رأيي في أحد المواقع. أفكّر، في الوقت نفسه، إلى أيّ حد سيؤثّر ما جرى ويجري على ما أكتبه.
■ إلى أيّ درجة تشعر أن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟
- حدثٌ من النوع الذي يجري في غزّة يدعو إلى إعادة النظر في الكثير من الأمور خصوصًا السياسية، وطريقة مقاربة الكتّاب والمفكّرين للأوضاع العربية، كما أنّ آثار هذا العدوان غير المسبوق في التاريخ الحديث لا بدّ أن يَظهر في أعمال الفنّانين والسينمائيّين والشعراء والروائيّين، ولا بدّ من إعادة النظر في كلّ السرديات حول الديمقراطية الغربية وحقوق الانسان وأدوار المؤسّسات الدولية.
أظهر العدوان مواقف الدول القريبة والبعيدة على حقيقتها
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، هل ستختار المجال الإبداعي أو مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟
- عملت في السياسة (الحزبية) عندما كنت طالبًا، وخلال دراستي الجامعية وجدتُ أنّني أقرب إلى البحث النظري من الممارسة النشاطية، لكنّني لم أبتعد عن متابعة التطوّرات السياسية والمشاركة فيها في مناسبات عديدة، ولن أتأخر إذا وجدت أنّ من الضروري المشاركة في عمل سياسي.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- لقد حدث تغيير في العالم، وقد أيقظت غزّة الرأي العام في العديد من الدول الأوروبية وفي الولايات المتّحدة الأميركية وكندا، وهذا أشبه بانقلاب ضد السرديات الصهيونية، وننتظر أن تضغط الأحزاب والهيئات الاجتماعية والمدنية على حكوماتها وتوقف مشاركتها في العدوان.
■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّ لقاءها، وماذا ستقول لها؟
- لأنّني كتبت رواية عن الأمير فيصل (قائد الثورة العربية عام 1916)، أرغب في أن ألتقيه لأطرح عليه بعض الأسئلة، وربّما لأنبّهه إلى مكائد الصهيونية.
أفكّر إلى أيّ حدّ سيؤثّر ما جرى ويجري على ما أكتبه
■ كلمة تقولها للناس في غزّة؟
- لا نستطيع أن نقول شيئًا سوى أنّهم يحفظون ما تبقّى من الكرامة.
■ كلمة تقولها للإنسان العربي في كلّ مكان؟
- آن الأوان للنهوض والتمرّد.
■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي"... ماذا تقول لدارين ولأطفال فلسطين؟
- أقول لدارين أتمنّى لها حين تبلغ سنّ الرشد أن ترى فلسطين قد تحرّرت.
بطاقة
باحث وأكاديمي لبناني من مواليد طرابلس عام 1952، يعمل مديراً لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - فرع لبنان" منذ 2016. من مؤلّفاته: "الكاتب والسلطان، من الفقيه إلى المثقّف" (1991)، و"سجلّات المحكمة الشرعية 'الحقبة العثمانية': المنهج والمصطلح" (2017)، و"المسلمون والحداثة الأوروبية" (2017)، وثلاثية "مدينة على المتوسّط" (2018)، و"المدينة العربية والحداثة" (2019)، و"حوارات في الثقافة والتاريخ" (2022)، و"مصر الهوية والثقافة" (2024).
مشاركة الخبر: مع غزّة: خالد زيادة على وسائل التواصل من نيوز فور مي