ذكرى ميلاد حافظ إبراهيم شاعر النيل رفض المحاماة وأحب مجالس الأدب

ذكرى ميلاد حافظ إبراهيم.. شاعر النيل رفض المحاماة وأحب مجالس الأدب

تم نشره منذُ 2 شهر،بتاريخ: 24-02-2024 م الساعة 04:05:19 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2020625.html في : فن وثقافة    بواسطة المصدر : اليوم السابع ثقافة وفن

تحل اليوم ذكرى ميلاد شاعر النيل 6095101 حيث ولد في الرابع والعشرين من فبراير عام 1872 ميلادية وُلِد حافظ إبراهيم سنة 1872 من أب مصري وأم من أسرة تركية، كان أبوه إبراهيم أفندي فهمي مهندسًا يُشرِف على قناطر ديروط حيث وُلِد حافظ، وتُوفِّي وحافظ في الرابعة من عمره، فكفله خاله محمد أفندي نيازي، وعاش في كنفه عيشة الطبقات المتوسطة التي كانت أقرب إلى الضيق منها إلى اليسار، فأحس حافظ منذ صباه بما تُعانيه الطبقات الشعبية من جهد ورقة حال، ولما ظهرت مواهبه الشعرية كان الترجمان الصادق الأمين لهذه الطبقات.

تلقى التعليم الابتدائي وجزءًا من التعليم الثانوي، ولكنه لم يُتِمه، وانتقل مع خاله إلى طنطا، وكان مهندس تنظيم بها، وانقطع حافظ وقتًا عن متابعة التعليم، واتجهت نفسه إلى الأدب والشعر.

ووفقا لكتاب عبد الرحمن الرافعى شعراء الوطنية فقد اشتغل حافظ إبراهيم وقتًا وجيزًا بالمحاماة بطنطا، ولكنه لم يستمر فيها؛ إذ لم يجد من نفسه ميلًا إليها لما كانت تقتضيه من دأب على العمل المتواصل وهو لم يكن يميل إلى التقيد بمثل هذا الدأب بل كان كالطير ينطلق مُغرِّدًا بين مختلف الأشجار والأغصان.

فكَّر في أن يكون ضابطًا بالجيش؛ إذ كانت الحياة العسكرية مما يستثير في نفسه روح الشعر والخيال، أو لعله أراد أن يُقلِّد البارودي في نشأته العسكرية، فالتحق بالمدرسة الحربية بالقاهرة، وتخرَّج منها سنة 1891 ضابطًا برتبة ملازم ثانٍ، وكان إذ ذاك في سن العشرين تقريبًا، وانتظم في حملة السودان بقيادة اللورد كتشنر سردار الجيش المصري وقتئذٍ، ولما انتهت الحملة بانفراد الإنجليز بحكم السودان عافت نفسه البقاء في ربوعه، فالتمس إحالته إلى المعاش، وأُجيبَ طلبه وعاد إلى مصر، وغشي مجالس الشعراء والأدباء والعلماء، وأفاض فيها من شعره وأدبه، فتألَّقَت شاعريته، وعرف له معاصروه فضله ومكانته في عالم الأدب والشعر، وإذ كان الشعر لا يُدِر عليه ما يحفظ مكانته من الوجهة المادية فقد عيَّنه أحمد حشمت وزير المعارف في سنة 1911 رئيسًا للقسم الأدبي في دار الكتب المصرية، وظل بها إلى فبراير سنة 1932  إذ أُحيلَ إلى المعاش لبلوغه السن القانونية، وتُوفِّي يوم 21 يوليو سنة 1932.

كان حافظ شاعرًا بطبعه، ظهرت مواهبه الشعرية وهو في السادسة عشرة من عمره، لم يتلقَّها عن مُعلِّم أو أديب، ولا تعلَّمها في المدارس التي انتظم بها، بل كانت وحي الإلهام والسليقة، فكان يقول الشعر وهو في هذه السن المُبكِّرة، ويأخذ نفسه بالمطالعات الشعرية ويحفظ قصائد فحول الشعراء المُتقدِّمين، واشتدت به الرغبة إلى محاكاتهم في جيد الشعر، فواتته سليقته الشعرية وساعدته على تحقيق رغبته، وبذَّ مع الزمن أولئك الشعراء، وبلغ الذروة في عالم الشعر والأدب.

أضفَت الوطنية على شعر حافظ هالة من العظمة والمجد؛ فقد كان بلا مراء خير ترجمان للشعب في أحاسيسه وآماله، وخير مُواسٍ له في مآسيه وآلامه، وتغنى بمصر والنيل في قصائده الغُر، ولعل بقاءه في السودان عدة سنين، ومشاهدته غدر الإنجليز هناك، وتدابيرهم في تحقيق أغراضهم الاستعمارية، قد زاده سخطًا على الاستعمار واستمساكًا بوحدة وادي النيل، وتجلَّت هذه المواهب في شعره في شتى المناسبات حتى سُمِّي بحق «شاعر النيل»، وهو إلى جانب ذلك شاعر الوطنية والاجتماع والأخلاق، كان لا يفتأ يدعو قومه إلى التمسك بالأخلاق في جهادهم للحرية؛ إذ يرى الأخلاق قوام الجهاد الصحيح، وبلغت دعوته إلى الأخلاق حد التقريع في مخاطبته لبني وطنه ومجابهتهم بالحق الصريح.

وحافظ وإن كانت ثقافته شرقية إلا أنه قد تعلَّم الفرنسية على كِبَر، واقتبس من الآداب الفرنسية ما استطاع أن يقتبسه، وساعده ذكاؤه وألمعيته على محاكاة الشعر الغربي أحيانًا، وكان يميل إلى التجديد في شعره.

ولقد نجح حافظ في أن يرتفع بشعره في كثير من المواطن إلى التجديد واقتباس المعاني والأفكار والأساليب الحديثة، فزاد شعره طلاوة ورنينًا موسيقيًّا حبَّباه إلى النفوس وجعلا بعض قصائده أشبه بالأغاني والتغاريد.

مشاركة الخبر: ذكرى ميلاد حافظ إبراهيم.. شاعر النيل رفض المحاماة وأحب مجالس الأدب على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

مصدر لـسبوتنيك المرتزقة الأجانب يرفضون القتال من أجل أوكرانيا

مصدر لـسبوتنيك المرتزقة الأجانب يرفضون القتال من أجل أوكرانيا

منذُ 55 دقائق

صرح فلاديمير روغوف عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه رئيس الحركة الشعبية نحن مع روسيا بأن المرتزقة الأجانب يرفضون بشكل...

هل هالشي طبيعي السؤال اللبناني الملح

هل هالشي طبيعي السؤال اللبناني الملح

منذُ 58 دقائق

تعرض في العاصمة اللبنانية مسرحية هل هالشي طبيعي من كتابة فادي صبيح وبطولة طلال الجردي وزياد عيتاني وإخراج رياض...

السعودية الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللائي يقدن السيارات

السعودية الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللائي يقدن السي...

منذُ 1 ساعة

أعلن الأمن العام السعودي إلقاء القبض على شخص لمخالفته نظام مكافحة جرائم المعلوماتية وذلك بعد أن ظهر في مقطع يهدد فيه...

هيئة المعابر في غزة توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى قطاع غزة

هيئة المعابر في غزة توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى ...

منذُ 1 ساعة

هيئة المعابر في غزة توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى قطاع...

جيش الاحتلال يعلن مقتل جنديين بهجوم حزب الله بمسيرات على المطلة
جيش الاحتلال يعلن مقتل جنديين بهجوم حزب الله بمسيرات على المطلة
منذُ 1 ساعة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء مقتل جنديين بانفجار طائرة مسيرة أطلقها حزب الله على مستوطنة المطلة أمس...

الذاكرة السورية أضخم قاعدة بيانات منذ الثورة
الذاكرة السورية أضخم قاعدة بيانات منذ الثورة
منذُ 1 ساعة

أطلق المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أمس الاثنين منصة الذاكرة السورية التي وثقت وجمعت مئات آلاف المواد منذ...

widgets إقراء أيضاً من اليوم السابع ثقافة وفن

علماء الآثار يكشفون عن وجه امرأة نياندرتال عمرها 75 ألف عام
565 عاما على رحيل النحات الإيطالى دوناتيللو صاحب أشهر تمثال لـ داود
الأربعاء المقبل غربان لا تأكل الموتى للزميلة دعاء البادي بنقابة الصحفيين
رحيل الباحث السوري محمد مروان مراد صاحب كتاب جواهر البيان العربى