بسبب عسكرة إيران ومليشياتها للبحر الأحمر.. صيادو الحديدة يتحولون إلى فرائس للأساطيل الأجنبية في المياه اليمنية

سبتمبر نت:

 

ازدادت ظروف صيادي محافظة الحديدة تعقيدًا، مع إصرار مليشيات الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران، على عسكرة مياه البحر الأحمر، وحرمانهم من مزاولة أعمالهم التي باتت تشكل خطرًا على حياتهم.

وأصبح عشرات الآلاف من صيادي المناطق الساحلية الغربية الممتدة على شواطئ البحر الأحمر، يقاسون معاناة الظروف البائسة في ظل انقطاع مصادر دخلهم، واضطر الكثير منهم إلى خوض المغامرة والدخول إلى مياه البحر الأحمر، دون التعمّق.

الحوثيون يفخخون السواحل تحسبًا لتقدم بري

وقال مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة علي الأهدل لـ”26 سبتمبر”: إن الصيادين في محافظة الحديدة يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية، وأصبحوا بين مطرقة التضوّر جوعًا مع أولادهم، أو مواجهة مصير مجهول جراء العمليات الإرهابية التي تقوم بها مليشيات الحوثيين في البحر الأحمر.

مشيرًا إلى أن غالبية سكان محافظة الحديدة، تقوم معيشتهم على مهنة الاصطياد، والآن بات نحو 60% منهم يعاني ظروف البطالة والبقاء في المنزل، بسبب عدم مقدرتهم على الذهاب إلى البحر، في ظل التهديدات القائمة.

وذكر الأهدل أن مليشيات الحوثيين الانقلابية لجأت مؤخرا إلى تفخيخ السواحل بالألغام البحرية، خشية وقوع هجوم برّي، وقامت بنثر الألغام على نحو عشوائي، وهو ما يضاعف من حجم المخاطر بالنسبة للصيادين البسطاء.

وقال: إن المليشيات عمدت على تثبيت ألغام بحرية في مواقع مهمة، مثل قبالة ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى وميناء الصليف، وملأتها بالألغام، في حين تنتشر القطع البحرية والفرقاطات والسفن الحربية الدولية في المياه الدولية وذلك ما يعقّد من مهمة الصيادين.

وأشار علي الأهدل، إلى وجود مناطق خاضعة لسيطرة قوات خفر السواحل الشرعية، وقد لجأ بعض الصيادين إليها للتعويض، لكنها أصبحت الآن مزدحمة بشكل كبير جدا، ولم تعد الأسماك كافية.

ووفقًا لمعلوماته، فإن مليشيات الحوثيين الانقلابية تجبر الصيادين على تأجير قواربهم الخاصة، بهدف مراقبة السفن الدولية، في حين باتت الخزانات المخصصة لنقل الأسماك وتبريدها مليئة بالمتفجرات والعبوات.

وأكد مدير إعلام محافظة الحديدة، أن بعض صيادي الحديدة فضّلوا مغادرة المحافظة، بحثًا عن فرص عمل أخرى في محافظات جنوبية، مثل عدن وأبين، بل إن هناك من ذهب باتجاه المكلا بحضرموت، وإلى مناطق قرب الحدود مع سلطنة عمان الشقيقة.

وكيل قطاع الأسماك: 62 ألف صياد تعطلت أعمالهم

من جانبه، قال وكيل قطاع خدمات الإنتاج والتسويق السمكي في وزارة الزراعة والري والثروة السمكية غازي لحمر، إن أعداد صيادي البحر الأحمر تصل إلى 62 ألف صياد، ويشكلون 35% من انتاج الأسماك وتصديرها إلى الخارج، بمردود مالي يفوق 120 مليون دولار، وكل ذلك أصبح الآن غير متاحًا.

وذكر أن أضرار القطاع السمكي ممتدة إلى العام 2014، وتزداد وطأتها مع مرور كل عام، إلا أن الأحداث الأخيرة زادت الأوضاع سوءً بالنسبة للصيادين والقطاع السمكي بشكل عام في البحر الأحمر.

وكشف لحمر لـ”26 سبتمبر” عن تعرض القطاع السمكي بسبب حرب انقلاب مليشيات الحوثي إلى أضرار ودمار شبه كلي، تحديدا فيما يتعلق بالبنى التحتية، وأصيبت أجزاء كبيرة من أعمال وأنشطة القطاع بالتوقف التام، حتى أصبح الصيادين معرضين لأخطار مباشرة مؤخرًا، ومنهم من فقد حياته ومنهم أصيب وآخرين مفقودين، جراء الأوضاع الأمنية وزراعة الألغام البحرية.

موضحا أن الوزارة تعمل على التنسيق مع قوات خفر السواحل، التي تسيطر على أجزاء من الساحل الغربي للبلاد، لإيجاد آلية عمل مشتركة، لضمان وسلامة الصيادين وتنقلاتهم إلى مناطق آمنة، والوزارة تعمل مع الجهات ذات العلاقة لتقديم أوجه الدعم للصيادين، سواء من المنظمات الدولية أو من المانحين الذين يقدمون قوارب ومعدات ومستلزمات الاصطياد، على أمل التخفيف من معاناتهم.

تراكمات سابقة تهدد حياة الصيادين

بدوره أكد وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي، أن هناك الكثير من الأضرار التي تعرض لها القطاع السمكي، وحالة الاستنزاف والتدهور الخطيرة على مدى السنوات الماضية.

وقال القديمي لـ”26 سبتمبر”: إن حجم التدهور يتضاعف الآن في ظل التوتر العسكري الجاري في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، ما يهدد آلاف الصيادين بالجوع والموت، وينذر بانهيار هذا القطاع الاقتصادي الحيوي والعاملين فيه.

مؤكدا أن الصيادين في الحديدة، يشكون اليوم من انعدام الأمان في البحر، وأن تحركاتهم أصبحت محدودة بالقرب من السواحل ولأوقات قصيرة جدًا، خاصة بعد نشر مليشيا الحوثي، ألغامًا بحرية مجددًا، في محاولة لمنع اقتراب قوات البحرية الأمريكية والبريطانية من السواحل اليمنية في نطاق سيطرتهم.

ظهرت المقالة بسبب عسكرة إيران ومليشياتها للبحر الأحمر.. صيادو الحديدة يتحولون إلى فرائس للأساطيل الأجنبية في المياه اليمنية أولاً على سبتمبر نت.

مشاركة الخبر: بسبب عسكرة إيران ومليشياتها للبحر الأحمر.. صيادو الحديدة يتحولون إلى فرائس للأساطيل الأجنبية في المياه اليمنية على وسائل التواصل من نيوز فور مي