رفح مخيمات النزوح ورحلة البحث عن الأمان المستحيل

رفح.. مخيمات النزوح ورحلة البحث عن الأمان المستحيل

تم نشره منذُ 2 شهر،بتاريخ: 04-03-2024 م الساعة 05:28:03 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2032417.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحوّلت رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع إلى ما يشبه مخيّماً كبيراً للنازحين من مناطق أخرى من القطاع المحاصر والمستهدف، وقد ظنّ الفلسطينيون المهجّرون أنّ في هذه المدينة الحدودية مع مصر قد يجدون شيئاً من الأمان.

وتُعَدّ رفح من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة راهناً، بعد إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان خانيونس في الجنوب وسكان شمالي القطاع على النزوح إليها بذريعة أنها منطقة آمنة.  

لكنّ السؤال يُطرَح: هل رفح آمنة بالفعل؟ فالتهديدات الإسرائيلية تتصاعد حدّتها في ما يخصّ هجوما محتملا على رفح، وسط مناشدات دولية رسمية وأخرى صادرة عن الأمم المتحدة ووكالاتها وكذلك عن منظمات إنسانية وحقوقية، بعدم الإقدام على تلك الخطوة الكارثية. 

وتأتي تهديدات إسرائيل بشنّ هجوم على رفح، في حين تلازم طائرات الاستطلاع الأجواء، ناشرةً الرعب والتوتّر وساط النازحين في المخيّمات. أزيز تلك المسيّرات وحده كفيل بإثارة الخوف. 

ويعاني النازحون الفلسطينيون في المخيّمات التي نُصبت في رفح أشدّ معاناة، فظروفهم قاسية والتحديات كبيرة، في حين أنّ البرد قارس في مثل هذا الوقت من السنة، والظلام حالك في الليل.

ومع غروب الشمس، يتفاقم الوضع في المخيمات، إذ يتسلّل البرد القارس إلى داخل الخيام الصغيرة مستهدفاً أجسادهم التي لا تغطّيها إلا ملابس خفيفة أو مهترئة.

يُذكر أنّ البرد يفاقم إنهاك أجساد الفلسطينيين المهجّرين، نتيجة قلّة الغذاء والمياه والتهجير المتكرّر والصدمات والضغوط النفسية، علماً أنّ هؤلاء يبحثون عن أمان مفقود في ظلّ الحرب الإسرائيلية المستمرّة الماضية في تدميرها من دون قيود، في حين أنّها لا تلتزم بتحذيرات ولا بقانون إنساني.

وتتجمّع العائلات الفلسطينية النازحة في المساء حول موقد أُشعلت النار فيه بجوار الخيام. ويرنو أفرادها، في محاولات يائسة، إلى تدفئة أجسادهم المنهكة، فترتفع ألسنة اللهب الحمراء وسط الظلام المسيطر على المكان، لتبعث شيئاً من الدفء والأمل في نفوس النازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية.

كذلك يعاني النازحون من نقص في الأغطية والملابس الثقيلة ووسائل التدفئة التي يحتاجونها لمواجهة الأجواء الشتوية وظروف الطقس الصعبة، وهو أمر يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية وتعقيدها.

ويتشارك النازحون وأطفالهم، في أثناء تجمّعهم حول النار، أطراف الحديث وضحكات خافتة، في محاولة لنسيان مرارة الظروف القاسية والمخاوف الشديدة.

ويمكن للمراقب أن يلحظ كيفية بحث أفراد العائلة الواحدة، بعضهم في أعين بعض، عن أمل وسط واقعهم المرير، فيما يحاولون جاهدين تقديم دعم معنوي بعضهم لبعض.

ويحلم النازحون بوقف الحرب الإسرائيلية المدمّرة وانتهاء هذا الكابوس المستمرّ لليوم 150، حتى يتمكّنوا من العودة إلى منازلهم أو إلى مناطقهم السكنية على أقلّ تقدير.

ناصر الخطيب (46 عاماً) هُجّر من حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة (شمال) برفقة عائلته المؤلّفة من ثمانية أفراد. يخبر: "خرجنا من منزلنا من دون ملابس ثقيلة"، مؤكداً أن "الأوضاع صعبة ومأساوية، الأمر الذي يدفعنا إلى إشعال النار لتدفئة أطفالنا".

يضيف الخطيب أن "البرد شديد ولا خيار لدينا سوى موقد النار". ويشير إلى أن عائلته تعاني كما آلاف العائلات في قطاع غزة من نقص في المال والغذاء.

بدوره، هُجّر فايز حسنين (41 عاماً) من مدينة غزة، ليستقرّ راهناً في مدينة رفح. يقول: "عائلتي مؤلفة من ستّة أفراد ولا أملك أغطية ولا فرشا في الخيمة. لذلك نلجأ إلى تدفئة أنفسنا بحرق الخشب والكرتون".

ويتمنّى حسنين أن "تنتهي الحرب ونعود إلى بيوتنا سالمين، فقد أرهقتنا أيام الحرب ولا نعرف مصيرنا بعد". ويحكي كيف يجلس مع أفراد عائلته في ساعات المساء أمام خيمتهم، فيتسامرون ويضحكون قليلاً لـ"نسيان آلام خلّفتها الحرب، فيما النار مشتعلة في الموقد".

يُذكر أنّ رفح تُعَدّ، في الوقت الراهن، المنطقة الأكثر اكتظاظاً في العالم، بحسب بيانات للأمم المتحدة، ولا سيّما أنّها تؤوي أكثر من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

(الأناضول، العربي الجديد)

مشاركة الخبر: رفح.. مخيمات النزوح ورحلة البحث عن الأمان المستحيل على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

تكريم الدفعة الأولى والثانية من خريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران

تكريم الدفعة الأولى والثانية من خريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران

منذُ 31 دقائق

كرمت قوات التعبئة العامة بمدينة عمران اليوم خريجي الدفعة الاولى والثانية من دورات طوفان الأقصى المستوى الأول من ابناء...

هل يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية في غزة

هل يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية في غزة

منذُ 31 دقائق

يرتكب جيش الاحتلال جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني ودفعت محكمة العدل الدولية...

كيف أصبحت إسرائيل منقسمة أكثر من أي وقت مضى

كيف أصبحت إسرائيل منقسمة أكثر من أي وقت مضى

منذُ 31 دقائق

قالت الكاتبة إن هوس الدولة لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي دفعها إلى انتهاك الحقوق المدنية للإسرائيليين أنفسهم بحجة...

إعدام سعودي لانضمامه إلى جماعة إرهابية الـ16 منذ بداية العام

إعدام سعودي لانضمامه إلى جماعة إرهابية الـ16 منذ بداية العام

منذُ 31 دقائق

أعلنت السلطات السعودية تنفيذ حكم الإعدام بحق سعودي بعد إدانته بارتكاب جريمة إرهابية والانضمام لتنظيم إرهابي ليصبح ال 16...

حقل ألغام الدحدوح يتحدث لـعربي21 عن مهنة الصحافة في غزة شاهد
حقل ألغام الدحدوح يتحدث لـعربي21 عن مهنة الصحافة في غزة شاهد
منذُ 31 دقائق

قال الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح لعربي21 صحيح أن الصحافة مهنة المتاعب ولكن عندما تكون في تغطية الحرب وتحت الحصار...

مناقشة سير العمل ومستوى الأداء بصندوق النظافة والتحسين بتعز
مناقشة سير العمل ومستوى الأداء بصندوق النظافة والتحسين بتعز
منذُ 34 دقائق

ناقش لقاء بمحافظة تعز اليوم برئاسة وكيل المحافظة عبدالوهاب الجنيد سير العمل ومستوى الأداء بصندوق النظافة...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد

أسيرة فلسطينية محررة الاحتلال فتشنا عراة وعذبنا وسرق ذهبنا
روسيا تعيد تشغيل مطار مدينة إيليستا لأول مرة منذ 2022
وزارة الصحة في غزة ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 29313 شهيدا و69333 إصابة منذ 7 أكتوبر تشرين الأول
ترامب يطلب إسقاط اتهامات التدخل بانتخابات جورجيا في عام 2020