غزة: أمام خطر الجوع الذي يهدد الفلسطينيين...ما الذي نعرفه عن المساعدات الإنسانية حتى الآن؟
في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من نفاذ الوقت لتجنب المجاعة في شمال قطاع غزة، يبدو أن تغييرات طرأت في الساعات الأخيرة بشأن توصيل المساعدات إلى مدنيي القطاع المحاصر، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أن شاحنات تحمل مساعدات إنسانية دخلت الثلاثاء إلى شمال القطاع في إطار ما سماه "مشروعا تجريبيا للجيش".
اقرأ أيضا🔴 مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن عن "مشروع تجريبي" لإدخال مساعدات مباشرة إلى شمال غزة
المساعدات بحرا
بحرا، أقلعت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص الثلاثاء في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لنقل مساعدات إلى سكان غزة، تقول منظمات إنسانية إنهم على شفا المجاعة.
وعلى الرغم من الترحيب بالمشروع، قال مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة إنه لا يعوض نقل المساعدات الإنسانية برا من مصر والأردن.
وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإنه تمكن من إدخال أول قافلة مساعدات إلى مدينة غزة في شمال القطاع منذ 20 فبراير/ شباط.
وشوهدت سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل الطحين (الدقيق) والأرز والبروتينات. ويأتي معظم تمويل هذه المهمة من الإمارات، وتنظمها مؤسسة وورلد سنترال كيتشن ومقرها الولايات المتحدة.
وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، لكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتا أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلا على 320 كيلومترا إلى الشمال الغربي من غزة.
ومن قاعدة في فرجينيا في الولايات المتحدة، انطلقت الثلاثاء أربع سفن تابعة للجيش الأمريكي على متنها نحو مئة جندي وما يلزم من تجهيزات لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة يتيح توصيل مساعدات يحتاج إليها السكان بشدة.
اقرأ أيضامن هو مروان عيسى "رجل الظل" في حماس الذي تتحقق إسرائيل من مقتله؟
السفينة الأولى هي مركبة مائية ضخمة مطلية باللون الرمادي تعرف باسم سفينة الدعم اللوجستي، أبحرت ببطء من رصيف في قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة.
وتبعتها ثلاث سفن أصغر حجما ستبحر لنحو 30 يوما إلى شرق المتوسط لتنفيذ مهمة بناء الميناء الذي يندرج في إطار جهود تبذلها الولايات المتحدة لمساعدة غزة مع مواصلة إسرائيل تأخير وصول المساعدات برا.
الأمم المتحدة تستخدم طريقا بريا
الأمم المتحدة استخدمت هي الأخرى طريقا بريا جديدا الثلاثاء لتوصيل الأغذية إلى شمال القطاع للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الساحلي وسط مجاعة تلوح في الأفق.
في هذا السياق، قال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي استخدمت طريقا عسكريا إسرائيليا يمتد بمحاذاة السياج الحدودي لغزة للوصول إلى شمال القطاع.
وقالت شذى المغربي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج تمكن من تسليم مساعدات غذائية تكفي 25 ألف شخص إلى مدينة غزة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. وكانت هذه أول شحنة يرسلها البرنامج إلى شمال القطاع منذ 20 فبراير شباط. وأضافت المغربي أن هذا يثبت أن نقل الغذاء عن طريق البر لا يزال ممكنا.
مساعدات مغربية عبر معبر كرم أبو سالم
في خضم ضغوط يمارسها المجتمع الدولي لتنويع طرق توصيل الدعم الإنساني إلى القطاع الذي تهدده المجاعة، أعلن المغرب أنه أرسل الثلاثاء "عن طريق البر" 40 طنا من المساعدات عبر مطار تل أبيب.
وأفاد مصدر دبلوماسي مغربي بأن المساعدات الغذائية وصلت إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ونُقلت إلى معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة حيث أصبحت في عهدة الهلال الأحمر الفلسطيني.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية أنه "تم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف"، بتعليمات من الملك محمد السادس.
وشددت وزارة الخارجية المغربية في بيانها على أن "المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية عبر هذا الطريق البري غير المسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين".
"التجويع يستخدم سلاح حرب"
وأمام مجلس الأمن الدولي، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "التجويع يُستخدم سلاح حرب" في غزة. وأضاف جوزيب بوريل: "هذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، ليست فيضانا أو زلزالا بل من صنع الإنسان ... إذا كنا نبحث عن طرق بديلة للمساعدات، فذلك لأن المعابر البرية مغلقة بشكل مصطنع". وتقول هيئات الإغاثة إن إيصال المساعدات برا تعيقه إسرائيل عبر عمليات تفتيش تستغرق وقتا طويلا والقصف الذي يعرقل توزيعها.
ولا يعاني الغزيون ولا سيما في شمال القطاع فقط من النقص الحاد في المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فقد أدى الحصار والحرب إلى رفع أسعار القليل المتوفر منها. وقال طبيب الأسنان باهر حسونة النازح في رفح "حاجات كثيرة في السوق غير متوفرة، وحتى لو توفرت، فهي بأسعار فلكية".
وما زالت الكميات من المساعدات التي تصل إلى غزة شحيحة ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات القطاع، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون، مهددون بالمجاعة. وقد نزح 1,7 مليون جراء الحرب ويتجمع القسم الأكبر منهم قرب الحدود مع مصر في رفح، المهددة باجتياح بري، تعد له إسرائيل، وهو ما كرره الثلاثاء رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.
فرانس24/ أ ف ب / رويترز
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشتركابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24
مشاركة الخبر: غزة: أمام خطر الجوع الذي يهدد الفلسطينيين...ما الذي نعرفه عن المساعدات الإنسانية حتى الآن؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي