رياحينُ غُرّةِ الدّهْر
عادتْ رياحينُ روحي بين أنفاسي
مُذْ عُدْتَ لي يا هوَى بالي وإيناسي
يا غُرَّةَ الدَّهْر في عَيْنِ الكمالِ إذا
هلَّتْ بحُسْناكَ بُشْرَى فضْلِكَ الرّاسي
صَوْتُ المُصَلِّيْنَ في سَمْعي وفي خَلَدي
يُدْني خُشُوْعي ويُنْهي قَرْعَ أجْراسي
ما زِلْتُ أُطْريْكَ في مِرآةِ ذاكِرَتي
وأحتَفي كُلَّما شَرَّفْتَ قِرطاسي
ودَّعْتُكَ العامَ بالدَّمْعِ الحَثَيْثِ وقَدْ
كان الأسى مُوْغِلاً في عُمْقِ إبلاسي
ودَّعْتُ سلْوَى فؤادي ثُمَّ أرَّقني
طولُ المدَى بين إخفاقي وَأوْجاسي
واليوم ها أنتَ يا شَهْرَ الصِّيامِ تَفِي
بالوَعْدِ مُسْتَنْطِقاً شِعْري وإحساسي
أشْعَلتَ ليلَ الدُّجَى فارْتَدَّ مُنْبَثِقاً
بالصُّبْحِ غَضَّ الصِّبا في ثَوْبِ أعراسِ
تأتي وقَدْ كادتِ الدّهياءُ تَقْذِفُني
من شُؤمِها في لظاها دُوْنَ مِتْراسِ
تأتي كما أنتَ بالغُفْرانِ ، مُكْتَسِياً
بالنُّوْرِ ، تَتْلُوْ بيانَ الذِّكْرِ للنّاسي
أقْبِلْ فَدَتْكَ الرُّؤى إنْ لَمْ تكُن فرِحَتْ
شَوْقاً لرُؤياكَ في مُسْتَحْسَنِ النّاسِ
غيثاً تُرى في بقاع الجدْبِ مُنْهَمراً
تُحْييْ ثَرَى كلِّ قلْبٍ بينَ أرماسِ
إنْ كانَ قَدْ لَجَّ في ليلِ السُّرى فغَوَى
حتّى هَوَى ثُمَّ أمْسَى قَيْدَ أرْجاسِ
ربّاهُ خُذْ من دُمُوْعِي ما يُرَجِّحُني
عن عَثْرَتي فوْقَ منْجَى سِتْركَ الكاسي
وارفُقْ بِحَالي فإنّي جئتُ مُعْتَرِفاً
بالذّنْبِ أُدْلي بعُذْري بَعدَ إفْلاسي
أسْهَبْتُ في غَفْلَتي والحَقُّ يَطْلُبُني
عبْرَ النّعُوشِ التي تمضي بأجناسي
حتى متى يَفْسحُ المَكْتُوبُ في أمَلي ؟
والوَقتُ أمْضى من البتّارِ للراسِ
إنْ لَمْ أجِدْ في ذَرَى عُلْياكَ مَغْفِرَةً
أهْلَكْ بما كانَ مِنْ نَفْسِي وَوِسْواسِي
مِنْ ذاتِكَ اللُّطْفُ يُرجَى كلّما عَلِقَتْ
بالوَحْلِ نفْسي وباتتْ مَطْلَبَ الباسِ
لا غَيْرَ رُحماكَ فيما قد خلا ومَضَى
أو ما سَيأتي على قَدْرٍ ومِقْياسِ
شاعر وكاتب سعودي عائض الثبيتي * -مشاركة الخبر: رياحينُ غُرّةِ الدّهْر على وسائل التواصل من نيوز فور مي