الكاتبة السياسية اللبنانية ليلى عماشا تكتب عن اليمن  أخ سخي لا يشبهه أحد

الكاتبة السياسية اللبنانية ليلى عماشا تكتب عن اليمن : أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد

تم نشره منذُ 1 شهر،بتاريخ: 27-03-2024 م الساعة 01:10:33 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2052254.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : الحقيقة . نت

 

اليمن: أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد قبل تسع سنوات، وبالرغم من فهم الناس لحقيقة العدوان ضدّ اليمن، ولطبيعته كجزء من المعركة الواحدة ضدّ الغطرسة الأميركية، عزّ على القلوب أن تكون الأداة المستخدمة ضدّ الأخ هي أخيه، في معايير الانتماء إلى أرض واحدة وقومية واحدة ودين واحد. ومع توالي السنوات وتوالي تكشّف الحقائق، لم يعد الجرح حتّى شكلًا جرحًا من “ذوي القربى”، فالمواجهة تواصلت وتكثّفت لتصبح مواجهة مباشرة مع الرأس المدبّر، ما أسقط “جنسية” الأدوات المستخدمة من حسابات الميدان. تسع سنوات متواصلة من الحصار القاتل، من منع الغذاء والدواء، من العدوان الوحشي، من انتهاك كلّ حقوق الإنسان، من ممارسة الإرهاب اليومي ضدّ شعب حرّ وبلاد عزيزة.. تسع سنوات واليمن ماردٌ يحمل جرحه ويقاتل.. يستولد العزم من القهر والقوّة من الحقّ والقدرة على المواجهة من الإيمان بالنصر، ويقاتل. تسع سنوات وأنصار الله في اليمن يكتبون التاريخ بالرصاص وبالدم، يذهبون في الحبّ إلى أقصاه فلا يلهيهم جرحهم الغائر عن جراح الأمّة، ولا يفقدهم الوجع وعيهم لطبيعة المعركة التي يخوضونها، وعزمهم على مواصلتها مهما كانت الأثمان باهظة، فهم يدركون جيّدًا منذ البداية أنّهم يدافعون عن الأمّة كلّها، وليس فقط عن عزّة اليمن. تسع سنوات لم يكترث فيها المعتدون بأي شرعة أو وثيقة حقوقية، دينية أو مدنية، عربية أو دولية، ولم يمنعهم لا جهد دبلوماسي ولا فضائح إعلامية ولا استنكارات شعبية من مواصلة الحرب على اليمن، بالرغم ممّا تكبّدوا من خسائر في العتاد والأرواح، حتّى انكشف للعالم أنّهم في ذلك ليسوا سوى مرتزقة يقومون بعمل محدّد كلّفهم به مشغّلهم الأميركي، والذي سعى إلى تدمير اليمن كي يزيد من استفراده بدول المحور المقاوم. بكلام آخر، ارتكب الأميركي عدوانه هذا كي لا يصل اليمنيون إلى يوم يمكنهم فيه منع بواخره وبواخر حلفائه وربيبته “إسرائيل” من عبور البحر الأحمر.. ويكفي أن نقرأ عن بأس اليمن في البحر الأحمر لنلمس حجم الفشل الأميركي وعجز عدوانه عن تحقيق أيّ هدف يُذكر، سوى ارتكاب المجازر وتدمير المنشآت والبنى التحتية وتجويع الأطفال في اليمن. منذ تسع سنوات إلى اليوم، وبحسب الأرقام التي تحدّث عنها السيد الحوثي، في أثناء خطابه يوم أمس، استهدف العدوان 2155 منشأة حكومية و417 مصنعًا، و397 ناقلة وقود و12534 منشأة تجارية، و484 مزرعة للدجاج والمواشي وأكثر من 10 ألف وسيلة نقل، وأكثر من 1000 شاحنة غذاء، و712 سوقًا مرتكبًا فيها مجازر جماعية. وبالرغم من كلّ ذلك، لم يتأخر أهل اليمن، أصل العروبة والعرب عن نصرة فلسطين: الحشود اليمنية التي تقف في يوم القدس العالمي من كلّ عام وحدها كفيلة بتظهير حقيقة اليمن التي تكبّد العدوّ مليارات الدولارات كي يخفيها، بالسلاح المعتدي وبالإعلام المكلّف ببثّ الدعاية المتواصلة حول العالم ضدّ أهل اليمن. منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، أخجَل اليمن كلّ أحرار العالم بمسارعته إلى دخول ساحة المواجهة المباشرة مع رأس الأفعى: استهداف السفن الأميركية والبريطانية المتجهة نحو فلسطين المحتلّة! ولو لم يقم اليمن بذلك فليس عليه لوم أو حرج، فهو البلد الواقع تحت نار عدوان لا يقل همجية عن العدوان الصهيوني على غزّة منذ سنين. مع ذلك، لم يتأخر اليمني عن نصرة أخيه، وعن تهديد رأس العدوان ومشغّله، وعن استهداف كلّ السفن الذاهبة إلى موانىء فلسطين كي ترفد العدوّ الصهيوني بما يحتاج لمواصلة عدوانه. فعلها اليمن من دون منّة، من دون شعور لدى أهله أنّهم يتفضّلون على أحد، على العكس، في كلّ أدبياتهم، الرسمية أو تلك الكلمات الصادقة التي نتابعها عبر منصات التواصل، يبلغ بهم التواضع والحياء حدّ أنّ كلّ ما يقومون به هو القليل من الواجب تجاه فلسطين. ذات مرّة، جمع أهل اليمن التبرعات المادية والعينية لإرسالها إلى غزّة. الخبر في ذلك اليوم لم يُقرأ إلّا بالدموع: أهل بلاد عزيزة مسّهم ضيم الحصار، جاعوا، عطشوا، مُنع عنهم الدواء، مُنعت عنهم المساعدات، عُزلوا، أُفقروا.. لكنّهم لم يفقدوا شيمة الكرم الأبيّ، فتقاسموا لقمتهم القليلة أصلًا مع أهل غزّة، ليس لشيء سوى أنّهم استحوا أن يكون في متناول أطفالهم قطرة ماء ليست في متناول أطفال غزّة.. بعد تسع سنين من العدوان الأميركي الصهيوني بيد عربية، تكثر الأخبار والمشاهد التي تحكي عن سخاء اليمن بحقّ الأمّة كلّها، ولا يمكن لمقالة أو كتاب أن يتسّع لسردها، ولكن كلّها تُقرأ، في عيون طفل يمنيّ حافٍ، مُنع عنه الطعام والشراب والدواء، يقف وقفة يعجز عنها رجالٌ كثر في بلادنا، ويلقي تحيّة حبّ ملؤها العزّة على الأمّة كلّها.

 

 

المصدر: موقع العهد :ليلى عماشا

The post الكاتبة السياسية اللبنانية ليلى عماشا تكتب عن اليمن : أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد first appeared on الحقيقة.

مشاركة الخبر: الكاتبة السياسية اللبنانية ليلى عماشا تكتب عن اليمن : أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

أسعار الدولار في مصر اليوم الأحد

أسعار الدولار في مصر اليوم الأحد

منذُ 36 دقائق

نقدم لكم خلال السطور التالية أسعار الدولار في مصر اليوم الأحد سعر الدولار فى البنك الأهلى المصرى 4781 جنيه للشراء 4791 جنيه...

أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الأحد

أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الأحد

منذُ 36 دقائق

نقدم لكم أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الأحد سجل سعر طن الحديد الاستثماري نحو 4264286 جنيه سجل سعر طن حديد عز اليوم...

أسعار الدواجن والبيض في مصر اليوم الأحد

أسعار الدواجن والبيض في مصر اليوم الأحد

منذُ 36 دقائق

نقدم لكم أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد والتي شهدت تغيرات كبيرة شهدت أسعار الدواجن اليوم في الأسواق هبوطا إلى نحو 74...

سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد

سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد

منذُ 36 دقائق

نقدم لكم خلال السطور التالية أسعار الريال السعودى فى مصر اليوم الأحد سعر الريال السعودى فى البنك الأهلى المصرى 1274 جنيه...

أسعار الريال القطري في مصر اليوم الأحد
أسعار الريال القطري في مصر اليوم الأحد
منذُ 36 دقائق

نقدم لكم خلال السطور التالية أسعار الريال القطري في مصر اليوم الأحد سعر الريال القطرى فى البنك الأهلى المصرى 1215 جنيه...

طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات كارثية
طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات كارثية
منذُ 44 دقائق

أظهرت لقطات التقطتها طائرة بدون طيار حجم الفيضانات الكارثية التي ضربت ولاية ريو غراندي دو سول...

widgets إقراء أيضاً من الحقيقة . نت

خلال جلسة استماع الكونغرس  الجيش الأمريكي يكشف حجم خسائره  وأعضاء الشيوخ يوبخون المسؤولين بالبنتاغون بعد استدعائهم خرجت حاملة الطائرات ايزنهاور والمدمرة كارني مطرودتين من البحر الأحمر وجنودنا في موقف لا يحسد عليه ومديرة المخابرات الوطنية الحوثيون يواصلون انتاج الطائرات المسيرة محليا وهجماتهم تصاعدت
مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي  اليمن أصبح قوة إقليمية يشار إليها بالبنان والتصعيد الجديد تحول استراتيجي في مسار المعركة مع العدو
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشيد بالتصعيد الرابع ضد العدو الصهيوني  الردود اليمنية أذهلت العالم بقوة تأثيرها وشجاعتها وجرأتها
مرحلة التصعيد اليمنية الرابعة أربعة عناصر وأربع دلالات