ناصر خسرو.. البخور الهندي والكافور والمسك تُبخر به المساجد في شهر الصوم
وصف الرحالة «ناصر خسرو»، الذي زار مصر في القرن الخامس الهجري الثريا التي أهداها الخليفة الفاطمي إلى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بأنها كانت تزن سبعة قناطير من الفضة الخالصة، وكان يوقد به في ليالي المواسم والأعياد أكثر من 700 قنديل، وكان يفرش بعشر طبقات من الحصير الملون بعضها فوق بعض.
وما إن ينتهي شهر رمضان حتى تُعاد تلك الثريا والقناديل إلى مكان أعِد لحفظها فيه داخل المسجد، كما أن الدولة في ذلك الوقت كانت تخصص مبلغـًا من المال لشراء البخور الهندي والكافور والمسك الذي يُصرف لتلك المساجد في شهر الصوم.
الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معـًا بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيرًا عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
وهناك قصة أخرى أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوسـًا لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا.
وفي صباح أول أيام رمضان يصعد المحتسب والقضاة الأربعة إلى القلعة لتهنئة «الباشا» الوالي ليخلع عليهم «قفاطين» كما جرت العادة.
وفي بيوت الأعيان، كانت لهم عادات وصدقات في ليالي رمضان يطبخون فيها الأرز باللبن، ويملؤون من ذلك قصاعـًا كثيرة ويوزعون منها على المحتاجين، ويجتمع في كل بيت الكثير من الفقراء فيوزعون عليهم الخبز ويأكلون ويعطونهم بعد ذلك دراهم، خلاف ما يوزع من الكعك المحشو بالسكر و«العجمية» وسائر الحلوى.
وفي زمن الحملة الفرنسية في مصر، وفي ليلة الرؤية كان قاضي القضاة والمحتسب ومشايخ الديوان يجتمعون ببيت القاضي «المحكمة» في بين القصرين.
وعند ثبوت الرؤية يخرجون في موكب يحيط بهم مشايخ الحِرَف و«جملة من العساكر الفرنساوية»، وتطلق المدافع الصواريخ من القلعة الأزبكية.
(الكتاب الذهبي / ياسر ثابت)
مشاركة الخبر: ناصر خسرو.. البخور الهندي والكافور والمسك تُبخر به المساجد في شهر الصوم على وسائل التواصل من نيوز فور مي