المسجد النبوي الشريف.. منارة العلم الأولى وأول مدرسة في الإسلام
كان المسجد النبوي الشريف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين بمثابة الجامعة الأولى –وحتى يومنا هذا- مكانًا للتوجيه والتربية والتعليم، يقصده كل طلاب العلم، كما يقصده المسلمون للعبادة والتوجه إلى الله عز وجل، وهو محل تشاور المسلمين وتناصحهم فيما بينهم، وكان مكان اجتماع المسلمين وتعارفهم وتفقد أحوالهم، وهو وسيلة إعلامية حيث تُلقى فيه البيانات الحكومية، وفيه يعرف المسلمون ما جد من أحداث في المجتمع، وكان مقرًا للقضاء، ومركزًا للقيادة العسكرية، وعقد الألوية للجيوش المجاهدة في سبيل الله، ومكانًا للضيافة واستقبال الوفود القادمة على رسول الله. كما كان رسول الله إذا صلى الصبح توجه إلى موضع الأسطوانة المسماة اليوم (أسطوانة التوبة) ويجتمع حوله الصحابة، ويحدثهم إلى طلوع الشمس، كما تفرغ بعض فقراء المسلمين لطلب العلم في المسجد النبوي وتمركزوا في موضع الصفة التي بناها رسولنا لهم. ولم يقتصر التعليم على الرجال فقط، بل كان للنساء نصيب في التعليم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بتعليمهن حيث خصهن ببعض مجالسه ومواعظه، وكن حريصات على حضور مسجده صلى الله عليه سلم، كما طلبن منه صلى الله عليه وسلم تخصيص يوم لهن. ويعتبر تعليم النساء في المسجد النبوي بمثابة التعليم النظامي للمرأة والتي لها خصوصيتها في التعليم بعيدًا عن الاختلاط فقد اتخذن لهن موقعًا معينًا مقرًا للتعليم. أما عن المواد التعليمية في عهده صلى الله عليه وسلم فكان القرآن الكريم، وكافة العلوم الشرعية، وعلم القراءة والكتابة، وعلم الآداب والأخلاق، وعلم التاريخ والجغرافيا، وعلم الأنساب، والفصاحة والبلاغة، والشعر والأدب، والحساب والإحصاء، واللغات الأجنبية والترجمة، وغيرها، وهي مواد شاملة لأنها مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنته، واختلفت أماكن تعليمها فلم تقتصر على المسجد النبوي الشريف فقط، بل بالأسواق والمساجد، ودور العلم، وغيرها.
*باحثة دكتوراة
في التاريخ
مشاركة الخبر: المسجد النبوي الشريف.. منارة العلم الأولى وأول مدرسة في الإسلام على وسائل التواصل من نيوز فور مي