تونس الغرفة البرلمانية الجديدة هل تحقق العدالة التنموية المفقودة

تونس: الغرفة البرلمانية الجديدة هل تحقق العدالة التنموية المفقودة؟

تم نشره منذُ 1 شهر،بتاريخ: 05-04-2024 م الساعة 11:26:23 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2060944.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

 

صادق مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على النتائج الأولية لانتخابات أعضاء المجلس الوطني للجهات والأقاليم وأعلن عن تركيبة الغرفة البرلمانية الثانية التي ستضم 77 عضوا بصفة أوّلية.

وصعد أعضاء المجلس الوطني للجهات والأقاليم بعد انتخابات دارت في الجهات والأقاليم قادها المترشحون بوعود تحسين معيشة المواطنين وتحقيق مشاريع معطلّة وتحفيز استثمارات في بلد لا يزال يعاني من نسبة نمو ضعيفة لم تتجاوز 0.4 بالمائة وفق أحدث البيانات الرسمية.

وحسب مهام مجلس الجهات والأقاليم التي حددها الدستور ستشارك الغرفة البرلمانية الجديدة في المصادقة على موازنة الدولة ومخططات التنمية الجهوية والإقليمية والوطنية لضمان التوازن بين الجهات والأقاليم.
كما يمارس مجلس الجهات والأقاليم صلاحيات الرقابة والمساءلة في مختلف المسائل المتعلقة بتنفيذ الميزانية ومخططات التنمية.
ويعلق تونسيون على مجلس الأقاليم والجهات الآمال في تحقيق العدالة في التنمية بين مختلف محافظات البلاد والمشاركة في إعداد مخططات إقليمية تنصف الجهات الأقل حظا في التنمية.
وقاد المترشحون حملاتهم الانتخابية للحصول على عضوية في الغرفة البرلمانية الجديدة بوعود الدفاع عن مصالح جهاتهم وجلب المستثمرين وتحسين البنى التحتية وتوفير مواطن الرزق للعاطلين عن العمل.

وتزامن استكمال مسار المجلس مع معهد الإحصاء الحكومي عن مؤشرات سلبية تعلّقت بهبوط نسبة النمو إلى 0.4 بالمائة سنة 2023 وارتفاع البطالة إلى نسبة 16.4 بالمائة خلال الربع الأخير من السنة ذاتها فضلا عن توسع الفقر إلى نسبة 16.6 بالمائة.
ويقول الخبير في التنمية حسين الرحيلي إن مركزة القرار التنموي ومسك السلطة الرئاسية والتنفيذية بزمام كل المبادرات قد يجعل دور الغرفة التنفيذية هامشيا رغم منحها نظريا على مستوى الدستور مسؤولية القرار التنموي في البلاد.
وأكد الرحيلي في تصريح لـ"العربي الجديد على محافظة السلطة سواء ممثلة في رئيس الدولة أو الحكومة على كامل قرارات إصدار المبادرات التشريعية وضبط الموازنات ما يجعل للمجلس الجديد هامش تحّرك ضيقا في تحقيق الوعود الانتخابية التي قدمها الأعضاء لناخبيهم في مختلف جهات البلاد.
ويرى الرحيلي أن منوال خلق الثروة يحتاج إلى دراسات اجتماعية وجغرافية في تجميع العناصر التي تخلق التكامل بين المحافظات.
وتابع: "السلطة تعيد إنتاج منوال التنمية القديم بطرق مختلفة"، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى نفس النتائج، وهي فشل البلاد في خلق الثروة وإحداث نمو اقتصادي مستدام ومتوازن بين مختلف الجهات.
وخلال السنوات الماضية تأثر الاقتصاد التونسي بمجموعة من التحديات، منها زيادة عجز الميزان التجاري، وانعدام الوصول إلى التمويل الدولي مما جعل تمويل الدين المحلي أمرا صعبا.
وتعاني تونس من فوارق اقتصادية متزايدة تصب في مصلحة المناطق الساحلية التي تشكّل أكثر من 80 في المائة من المدن، وتستحوذ على 90 في المائة من مجموع الوظائف.

ويكشف تحليل الجغرافيا الاقتصادية لتونس عن ظاهرة التمدين الناجمة إلى حد كبير عن تركّز الأنشطة ومصادر الرزق في المناطق الساحلية الأكثر ديناميكية، لا سيما في إقليم تونس الكبرى، في حين أن المناطق الداخلية لا تزال ذات طابع ريفي بالكامل وتسيطر عليها إلى حد كبير أنشطة الزراعة وتربية المواشي.
وحسب بيانات رسمية، تتركّز معدلات الفقر العليا في الأرياف، لا سيما تلك الواقعة في الشمال الغربي والجنوب الغربي أين يصل معدل الفقر إلى 33 بالمائة في بعض المناطق التي اندلعت منها الثورة على غرار تالة من محافظة القصرين.
وعلى النقيض، تُسجَّل نسبة الفقر الدنيا في إقليم تونس الكبرى، حيث تبلغ 4.6 في المائة في العاصمة تونس، و5.6 في المائة في بن عروس، و7 في المائة في أريانة.
ويقول الباحث في السياسات الاقتصادية بمركز "مالكوم كارنيغي" للشرق الأوسط حمزة المؤدب في تصريح لـ"العربي الجديد": لا يقتصر إحراز التقدّم على تحقيق نمو اقتصادي سريع، بل يتطلّب عملا جماعيا يهدف إلى تحسين جودة التعليم، وتعزيز إنتاجية العمل، ورفع مستوى الابتكار والأبحاث والتنمية، وبشكل عام الارتقاء في سلاسل القيمة العالمية.
ويعتقد المؤدب أن تحقيق هذه الإصلاحات صعب على المستوى السياسي، ويستلزم توافر درجة عالية من الثقة بين جميع مكوّنات الوطن الواحد، إلى جانب التنسيق السياسي الفعّال والقيادة السليمة.
وخلال عام 2023، تعثّرت عملية النمو في تونس، ما فاقم الأداء الاقتصادي المتردّي الذي تسجّله البلاد منذ فترة طويلة، وهكذا غرقت تونس في ركودٍ اقتصادي مُقلِق تزامن مع ارتفاع معدّلات التضخم.
كذلك كبّلت الاختلالات الكبيرة في المالية العامة قدرة الحكومة على إطلاق مشاريع جديدة وقد يتدهور الوضع المالي في تونس بشكل إضافي نتيجة تراكم المتأخرات وتنامي عبء الديون المضمونة من الحكومة، ما أدى إلى تراجع قدرتها على تحريك عجلة الاستثمار العام في المناطق الأقل تنمية.

مشاركة الخبر: تونس: الغرفة البرلمانية الجديدة هل تحقق العدالة التنموية المفقودة؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

3 إصابات في غارة إسرائيلية على بعلبك اللبنانية وحزب الله يقصف مقر قيادة فرقة الجولان

3 إصابات في غارة إسرائيلية على بعلبك اللبنانية وحزب الله يقصف مقر قياد...

الآن

أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بإصابة ثلاثة لبنانيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر الاثنين بلدة السفري في...

مماطلة نتنياهو

مماطلة نتنياهو

الآن

مماطلة...

عربي21 ترصد عمليات نزوح واسعة من مناطق شرق رفح شاهد

عربي21 ترصد عمليات نزوح واسعة من مناطق شرق رفح شاهد

الآن

تهديدات الاحتلال وإلقاؤه منشورات من الجو بشأن الإخلاء والعملية العسكرية خلقت أجواء من الخوف والذعر في صفوف المدنيين...

فتح تنفي معارضة السلطة لإطلاق سراح القيادي مروان البرغوثي

فتح تنفي معارضة السلطة لإطلاق سراح القيادي مروان البرغوثي

منذُ 1 دقائق

موقع ميدل إيست آي البريطاني نقل عن مصادر مطلعة تأكيدها بأن مسؤولين كبارا في السلطة طلبوا عدم الإفراج عن...

عاجل| الأجهزة الأمنية تكشف تفاصيل جواسيس يعملون لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني
عاجل| الأجهزة الأمنية تكشف تفاصيل جواسيس يعملون لصالح الولايات المتحدة...
منذُ 3 دقائق

عاجل الأجهزة الأمنية تكشف تفاصيل جواسيس يعملون لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان...

قوات العدو تقتحم طولكرم وتحاصر متطوعين للهلال الفلسطيني داخل منزل وسط نزوح للمواطنين
قوات العدو تقتحم طولكرم وتحاصر متطوعين للهلال الفلسطيني داخل منزل وسط ...
منذُ 4 دقائق

اقتحمت قوات العدو الصهيوني طولكرم ومخيماتها منذ فجر اليوم الاثنينوقامت بمحاصرة مجموعة من المتطوعين لدى الهلال الاحمر...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد

فيزيا وعسل للينا خوري رمية نرد باحتمالات لانهائية
ارتفاع أسعار النفط بعد قرار سعودي وتراجع احتمالات وقف الحرب على غزة
رفح تحتضن عروض رسوم متحركة لحظات من السعادة لأطفال النزوح
اللعب بالنار في مصر