جيش الاحتلال يزعم حدوث "أخطاء" أدت لاستهداف عمال الإغاثة في غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنّ التحقيق في مقتل عمال الإغاثة في غزة، ليل الاثنين الثلاثاء، بغارة جوية إسرائيلية، خلص إلى حدوث خطأ في تحديد الهوية، و"أخطاء" في اتخاذ القرار، معلناً أن الهجوم يخالف الإجراءات القياسية للعمليات، ولفت إلى أن قائداً افترض خطأ أنّ مسلحين من حركة حماس كانوا في مركبات منظمة المطبخ العالمي المركزي التي استهدفتها الغارة.
وأكد التحقيق أنّ "الغارات على المركبات الثلاث تم تنفيذها في انتهاك خطير للأوامر ولإجراءات العمليات القياسية للجيش الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنه سيتم توبيخ ضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية، كما ستتم إقالة قائد كتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ورئيس أركان الكتيبة برتبة كولونيل. وأضاف الجيش: "سنتعلم الدروس من الواقعة ونأخذها في الاعتبار في العمليات الجارية"، متحدثاً عن أن استنتاجات التحقيق تشير إلى أنه كان بالإمكان منع وقوع الحادث، متابعاً: "نقر بحصول سلسلة أخطاء فادحة في قصف العاملين الإنسانيين في غزة".
"جريمة حرب"
ويأتي هذا في وقت اعتبر فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن مهاجمة الأشخاص المشاركين في تقديم المساعدات الإنسانية أو المواد المستخدمة في ذلك قد تشكل جريمة حرب. وذكر المتحدث باسم المكتب جيريمي لورانس أن "مهاجمة الأشخاص المشاركين في المساعدات الإنسانية أو المواد المستخدمة في ذلك قد تشكل جريمة حرب... وكما قال المفوض السامي مراراً، يجب وضع حد للإفلات من العقاب".
وليل الاثنين الثلاثاء، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة تابعة لمنظمة المطبخ العالمي المركزي في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط سبعة شهداء، وفق المنظمة.
وأكدت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ مقراً في واشنطن في بيان، "مقتل سبعة عناصر من فريقنا بضربة نفذتها القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة"، موضحة أن القتلى "من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة"، وأحدهم "يحمل الجنسيات الأميركية والكندية والفلسطينية".
مذكرة احتجاج بولندية لسفير إسرائيل
وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن نائب وزير الخارجية البولندي أندريه سيجنا ه تقديم مذكرة احتجاج لسفير إسرائيل بسبب مقتل موظف إغاثة بولندي في غزة، قائلاً إنّ السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني اعتذر ولن يتم طرده. وأضاف: "المعلومات المقدمة حتى الآن ليست مرضية، ولكننا نرى تغيراً في اللهجة"، مطالباً باتخاذ إجراءات تأديبية بحق الجنود المسؤولين، مشيراً إلى رغبة بلاده في أن يشارك الادعاء البولندي في التحقيق في إسرائيل.
وطالبت منظمة المطبخ المركزي العالمي، أمس الخميس، بفتح تحقيق مستقل بمقتل موظفيها. وأفادت المنظمة، في بيان، بأنها طلبت من أستراليا وكندا وأميركا وبولندا وبريطانيا الانضمام إليها للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل من طرف ثالث في الهجوم، والتأكد مما إذا كانت الضربات قد نفذت بشكل متعمد.
وفيما تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي البحث عن ذرائع تبرّر من خلالها استهداف موظفي الإغاثة السبعة، بالادعاء أنه كان "غير مقصود" و"عن طريق الخطأ"، إلا أنه يُستشفّ من معلومات أوردتها صحيفة هآرتس أن الجريمة حصلت مع سبق الإصرار والترصد، وتمت بإطلاق ثلاثة صواريخ على القافلة، حتى عندما حاول بعض أفرادها إنقاذ زملائهم، وهو ما عبّر عنه أيضاً مؤسس المنظمة خوسيه أندريس بالقول إن الاستهداف كان "ممنهجاً".
ودفعت الضغوطات المتزايدة على الاحتلال الإسرائيلي بعد الغارة إلى موافقته على إعادة فتح معبر بيت حانون (إيرز)، المؤدي إلى شمالي قطاع غزة، والاستخدام المؤقت لميناء أسدود لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، اليوم الجمعة. وأشار البيان إلى أن الحكومة وافقت أيضاً على توسيع دخول المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم.
وجاء القرار الإسرائيلي بعد مكالمة هاتفية سادها التوتر بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حذر فيها بايدن من تغيير حاد في سياسة بلاده تجاه الحرب في غزة. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن بايدن "أوضح أن سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بغزة سيحددها تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل"، بشأن وضع حد لأعمال القتل هذه ولتدهور الوضع الإنساني في غزة.
(العربي الجديد، رويترز)
مشاركة الخبر: جيش الاحتلال يزعم حدوث "أخطاء" أدت لاستهداف عمال الإغاثة في غزة على وسائل التواصل من نيوز فور مي