القوائم المعلبة
هناك ابتسامة أسميها "ابتسامة البدايات".. تشع في اليوم الأول بالعمل، ولقاء الحب الأول، ودهشة اكتشاف الأشياء لأول مرة. ملامحها مختلفة، تقف على أطرافها أحلام ما قبل البدء، بها الكثير من الأسئلة المؤجلة، ولا أُطر لجنونها. طريقها الأوحد المخاطرة، والتجريب.
أسوأ ما يقوم به أي أحد، تجاه شخص ما، هو محاولة تقييمه أو التقليل مما يفعل، ومحاكمة نتائج طريقته بالحياة، دون معرفة التحديات التي يخوضها، أو المعارك التي مر بها. الأسطح لا تعبر عن العمق أبدًا.
يمكن القول إن المشكلة الأساسية في حيوات كل الناس، جميعهم بلا استثناء، البحث الدائم عن الرضا التام عن ذواتهم في دواخل غيرهم.. الركض المستمر من أجل هذا التمام، الذي لن يحدث، ويضيع فرصة الركون للذات، والفوز بالحياة كما يجب.
إن التحدي الرئيس، الذي نقاومه دون وعي منا، هو تجاوز القوائم المعلبة، ما يجب وخلافه.. تعريف الافتراضات والضرورات، وتوزيع معايير الجمال، ورسم خارطة إجراءات الحياة، كما لو كانت خطة تنفيذية لعملية إخلاء، أي خلل في خطواتها يعني الموت.
يقول "بوب مارلي": "أنا على يقين أن هذا يحدث مرة واحدة في حياة كل منا أن تعثر على شخص يقلب حياتك رأسًا على عقب، تفتح قلبك وتخبره بأشياء لم تذكرها لروح أخرى يلتهم ما تقوله بنهم، بل ويرغب في سماع المزيد. تشاركه آمال الغد، الأحلام التي لن تتحقق، الأهداف التي لم تنجز، الإحباطات العديدة التي ألقتها الحياة في طريقك. وعندما تمنحك الحياة شيئًا رائعًا، تفقد الصبر ولا تطيق الانتظار فتعدو إليه لتخبره به، لأنك تدرك روعة أن تشاركه هذه اللحظة، لا يشعر بالحرج أن يبكي معك حال تألمت، أو أن يشاركك الضحك عندما تسخر من نفسك.. لا يجرح مشاعرك، أو يجعلك تشعر بعدم الجدارة، لكن بالأحرى يجمع شتاتك، يلفت انتباهك لما فيك من تميز وبهاء لا يمارس عليك أي ضغوط، فقط تنعم بالهدوء في وجوده".. والسلام.
مشاركة الخبر: القوائم المعلبة على وسائل التواصل من نيوز فور مي