حصار بيت حانون تهجير جديد للأهالي بعد عودة مؤقتة

حصار بيت حانون... تهجير جديد للأهالي بعد عودة مؤقتة

تم نشره منذُ 1 اسبوع،بتاريخ: 17-04-2024 م الساعة 04:08:43 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2071730.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

أجبر الاحتلال الإسرائيلي العائلات التي عادت إلى بلدة بيت حانون في قطاع غزة بعد الهدوء النسبي، على التهجير مجدداً، وسط اقتحامات واعتقالات وقصف، علماً أنه كان قد دمر أكثر من 90 في المائة منها.

مرة جديدة، نزح سكان بلدة بيت حانون بعد تجديد قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية على البلدة، والتي تعدّ أول منطقة طاولها الاحتلال، محدثاً دماراً هائلاً فيها، باعتبارها أقرب البلدات إلى السلك الفاصل مع الاحتلال، واستغل عودة بعض النازحين من شمال القطاع إلى البلدة وإقامة معظمهم في مدرستين هما الوحيدتان الناجيتان من القصف الإسرائيلي وسط منازل دمرها بالكامل. 
بدأت الحملة العسكرية منذ مساء الاثنين الماضي، حين راوغ الاحتلال النازحين وسكان البلدة وحاصرهم من كل المناطق المؤدية إلى مخارجها، خصوصاً عند مدرسة تؤوي النازحين، وهي مدرسة مهدية الشوا الحكومية التي تضم مئات النازحين. لكن بعد حصار مشدد وتحقيقات واعتقالات، أجبروا على الخروج سيراً على الأقدام، ومعظمهم من النساء والأطفال.
وتعتبر بلدة بيت حانون إحدى أكثر البلدات والقرى التي تعرضت لتطهير عرقي، وتتجاوز نسبة التدمير فيها، استناداً إلى تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي، بعد انسحاب قوات جيش الاحتلال منها قبل شهر، أكثر من 90%. دمّر الاحتلال كافة الشوارع والمنازل والمتاجر والأسواق، ويُعد سكانها الأكثر تهجيراً في معظم محافظات القطاع.
كانت مدارس بيت حانون التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومدرسة مهدية الشوا الثانوية للبنين ومدرسة غازي الشوا، هي الأمل الأخير أمام سكان البلدة للبقاء فيها، بعد عودتهم عقب الهدوء النسبي فيها في فبراير هذا العام. جلسوا في فصولها على أن يبقوا بالقرب من منازلهم المدمرة كجزء من صمودهم. لكن جيش الاحتلال حاصر البلدة وتقدمت جرافاته ودباباته نحو مدارس الإيواء في بيت حانون وحاصرت المدارس التي تضم الآلاف. كما أنشأ مركز تحقيق ميدانيا خلف مدرسة مهدية الشوا على وجه الخصوص، وطلب من الجميع الخروج تحت تهديد السلاح. وأجبرت النساء على خلع الحجاب، وجُرّد الرجال من الملابس، وأجبرت كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح، فيما اعتقل عدد من الشبان.
من بين النساء إيمان المصري، وهي من سكان البلدة وتعد عائلتها من أكبر العائلات. تشير إلى أنها نسيت عدد مرات النزوح، لكثرتها. بداية، نزحت إلى مدينة غزة ومجمع الشفاء الطبي ثم إلى عدد من مدارس منطقة حي النصر والرمال والعودة، وعادت إلى بلدة بيت حانون مطلع الشهر الحالي. تقول إن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي يشبه سيناريو مجمع الشفاء الطبي الذي فاجأ النازحين فيه، لكنه طلب منهم عدم العودة إلى بلدة بيت حانون. وحتى اللحظة، لا تعرف أعداد المعتقلين من رجال العائلة، مشيرة في الوقت نفسه إلى اعتقال اثنتين من نساء العائلة مع الرجال، وتشدد على أن الجميع كانوا مدنيين.

توجّه سكان البلدة إلى مدارس في مخيم جباليا، وآخرون إلى مدارس على مقربة من منطقة الصفطاوي في الشمال، بالإضافة إلى حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، وهو الحي الأقرب إلى شمال القطاع. وتقول المصري لـ"العربي الجديد": "بحثنا كثيراً في المدارس حتى نبقى آمنين. بسبب شدة الخوف الذي عشناه، بحثنا عن مدارس بعيدة عن الشوارع العامة، خوفاً من أن يقتحم الاحتلال المدارس فجأة كما حصل معنا".
تضيف: "كنت أمشي وأبكي بسبب ما عشناه. كان لدى سكان بلدة بيت حانون أعمالهم، كحالنا نحن المزارعين. كنا نملك قطعتين من الأرض الزراعية، وقد دمرهما الاحتلال بالكامل كما دمر بيوتنا. لاحقنا إلى المدرسة التي كنا نحتمي فيها، وهدد بإعدامنا. نحن الآن نازحون من منطقتنا إلى منطقة أخرى، وأخاف أن أعود إلى البلدة فأجدها رماداً بعدما تركناها ركاماً". 

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة تدمير مدرسة بيت حانون التابعة لوكالة "أونروا" شمالي قطاع غزة، بعد طرد النازحين منها قسراً، واعتبر أن ما حدث هو أحد أشكال التطهير العرقي الممنهج الذي يمارسه الكيان المحتل، عدا عن استخفافه بالأمم المتحدة وبكل الأعراف التي تُجرّم استهداف المدنيين ومراكز النزوح والمنشآت الأممية، فيما يخطط لتدمير مدارس أخرى أخليت في البلدة.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال يسعى إلى إفراغ مدينة بيت حانون والمنطقة الشرقية من جباليا شمال غزة من سكانها بالكامل، لضمان تواجد آلياته العسكرية فيها. ورُصد تواجد المركبات العسكرية وسط إجبار كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح منها واعتقال عدد من الشبان، وسط قصف عنيف. حتى اللحظة، تتواجد الآليات العسكرية بالقرب من منطقة أبو صفية شرق جباليا وبيت حانون، لمنع أي فرصة لعودة النازحين.
تذكر علا أبوحاطوم، وهي من سكان البلدة، أن الاحتلال لم يدخل مباشرة إلى المدرسة في البداية. وعبر مكبرات الصوت، كان ينادي على الشبان للخروج إليهم بشكل منفرد، علماً أن البعض كان مصاباً ولم يتمكن من التحرك وبقي في المدرسة ينطق الشهادتين. كان الأهالي يتوقعون أن يقتلهم الجيش. اعتقلوا الرجال وطلبوا من النساء السير إلى مصير مجهول".
تتابع أبوحاطوم في حديثها لـ"العربي الجديد": "جُرّد الشباب من ملابسهم أمامنا بصورة قاسية ومحزنة، وأوعز للنساء والأطفال بالتحرك جنوباً خارج البلدة تحت تهديد السلاح الذي كان مصوباً نحونا، بسبب رفض بعض النساء الخروج من دون الرجال. حققوا مع أطفال ذكور وإناث يبلغون من العمر 13 عاماً لمدة نصف ساعة، ثم سمحوا لهم بالمغادرة معنا". 

وتوضح أن "من معنا من النساء توجهن جنوباً سيراً على الأقدام نحو مدرسة في مخيم جباليا"، لافتة إلى أن النازحين لم يتمكنوا من حمل الطعام الذي اشتروه قبل التهجير أو الفرش التي اضطروا إلى تركها في المدرسة، وقد علموا أنها دمرت بالكامل. 
من جهته، خضع أحمد حنون (19 عاماً) للتحقيق مع الاحتلال، وقد سُئل كثيراً إذا رأى أحداً يحمل السلاح أو قنابل في المنطقة، وهُدّد من الجندي في حال لم يخبره الحقيقة، خصوصاً بعدما أجاب أن جميع من في المدرسة وهم من سكان البلدة لا يملكون أسلحة، ويريدون العيش بأمان وانتهاء العدوان". يقول لـ"العربي الجديد": "اعتقلوا عدداً من النساء، منهم سيدة لم تتحدث معهم ولم تردّ على أسئلتهم حول أبنائها وزوجها. كانوا يدخلون 5 أفراد معاً، وقد اعتقلوا الكثير من الشبان وسمحوا لعدد قليل فقط بالنزوح جنوباً، وشددوا على ألا نعود مهما حصل إلى البلدة".
يضيف حنون: "لا أعرف أين نذهب. وصلنا إلى مدرسة في بلدة جباليا رغماً عن الخطر القائم في الشمال. أردنا التواجد بالقرب من بلدتنا، حتى لو كانت مدمرة وكذلك منزلنا. بالنسبة إليّ، التهجير في البلدة أفضل من أي مكان آخر. أشعر بالحنين إلى المنزل".

مشاركة الخبر: حصار بيت حانون... تهجير جديد للأهالي بعد عودة مؤقتة على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

بنك مصر يشارك الاطفال احتفالهم بيوم اليتيم في 15 محافظة

بنك مصر يشارك الاطفال احتفالهم بيوم اليتيم في 15 محافظة

منذُ 48 دقائق

انطلاقا من دور بنك مصر الرائد في مجال المسئولية المجتمعية ودوره في خدمة المجتمع ولكونه جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع...

وزير الإسكان يزور مصنع شركة Hydroo الأسبانية لبحث موقف تصنيع منتجات الشركة محليا

وزير الإسكان يزور مصنع شركة Hydroo الأسبانية لبحث موقف تصنيع منتجات ال...

منذُ 48 دقائق

زار الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية يرافقه الدكتور أسامة حمدي مستشار وزير الإسكان...

نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ حاشد هراش

نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ حاشد هراش

منذُ 48 دقائق

بعث نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام الدكتور قاسم محمد لبوزة برقية عزاء ومواساة في وفاة الشيخ حاشد عبدالله قايد هراش عضو...

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34535

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34535

منذُ 49 دقائق

أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 34535 شهيدا غالبيتهم من الأطفال...

الجامعات الأمريكية والمفارز الأمنية العربية
الجامعات الأمريكية والمفارز الأمنية العربية
منذُ 49 دقائق

نزار السهلي...

اختراق في تشخيص سرطان البروستاتا مع تجنب أخذ الخزعات غير الضرورية
اختراق في تشخيص سرطان البروستاتا مع تجنب أخذ الخزعات غير الضرورية
منذُ 49 دقائق

خلص الباحثون إلى أنه تبين أن اختبار البول MyProstateScore 20 MPS2 يقلل بشكل كبير من خزعات البروستاتا غير الضرورية مع توفير كشف دقيق ...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد

حسين أكبري موسوي كان دبلوماسيا والمحلق الثاني بالسفارة الإيرانية وكان يملك جواز سفر دبلوماسي وإقامة دبلوماسية في سورية
كتائب القسام تمكنا من قنص جندي صهيوني شرق حي التفاح بمدينة غزة
حسين أكبري الصهاينة بهذه الجريمة اعتدوا على أمن سورية أيضا لأن تأمين أمن الدبلوماسيين يقع على عاتق الدولة المضيفة
كتائب القسام دمرنا 4 آليات لجيش الاحتلال بقذائف الياسين 105 في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة