الطبيب المغربي زهير لهنا من شمال غزة كأنه يوم القيامة

الطبيب المغربي زهير لهنا من شمال غزة: كأنّه يوم القيامة

تم نشره منذُ 2 اسبوع،بتاريخ: 20-04-2024 م الساعة 07:01:34 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2074630.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

كشف الطبيب المغربي زهير لهنا (58 عاما) عن حجم الصدمة من الدمار الذي عاينه في شمال قطاع غزة، مُشبّهاً ما رآه بـ "يوم القيامة"، بعد تمكّنه رفقة وفد طبي يقوده من الوصول، أول من أمس الخميس، إلى مستشفى كمال عدوان، حيث كابوس المعاناة الذي لا ينتهي والأوضاع الأكثر إيلاماً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

الوصول إلى شمال غزة 

وقال لهنا لـ"العربي الجديد": "صدمتنا كانت كبيرة من هول المشاهد وكأنّه يوم القيامة، كل المنازل مُدمّرة بشكل كلي أو جزئي، سيارات وشاحنات وشوارع مدّمرة. الحجر والشجر يحكيان ما وقع للناس هناك". ويتابع الطبيب المغربي الذي يقود أول فريق طبي يصل إلى شمال غزة منذ عزل المنطقة عن بقية القطاع: "الرحلة إلى الشمال صعبة وخطيرة جدا لأنك تمر في أماكن أصبحت خالية من السكان وكلها مدمرة. فضلا عن خطورة الوضع الأمني لاسيما بعد استهداف جيش الاحتلال نشطاء أجانب يعملون في منظمة "المطبخ المركزي العالمي". كانت لحظات صعبة عشناها عند الحاجز الذي أقامه الجيش الإسرائيلي، حيث كان جنديان يوجهان بندقيتهما من طراز M16 نحونا، ما أدخل الخوف إلى قلوبنا لأنه يمكن لأي جندي إسرائيلي إطلاق النار ببساطة دون أن يحاسب".

ويضيف: "يدرك كل من يدخل إلى غزة أنه يخاطر بحياته، لكننا نؤمن بالقضاء والقدر، وأن الشهادة هي شرف لنا. أتينا إلى مستشفى كمال عدوان للتخفيف عن أهالي قطاع غزة ومد يد العون إليهم، وهذا أقل واجب تجاه الشعب المضطهد والمظلوم".

"طبيب الفقراء"

وكان الطبيب المغربي الذي اختار منذ 25 عاما أن يضع خبرته الطبية في خدمة ضحايا الحروب في العالم من الكونغو مرورا بأفغانستان وسورية ووصولا إلى فلسطين (4 مرات إلى الضفة الغربية ومثلها إلى قطاع غزة) قد تمكن، في 20 يناير / كانون الثاني الماضي، من الولوج إلى القطاع لتقديم يد العون إلى شعب أعزل يواجه آلة القتل والتهجير والتجويع.

ولما يقارب الشهر كان لهنا الملقب بـ"طبيب الفقراء" شاهداً من خلال عمله التطوعي بالمستشفى الأوروبي بخانيونس وبمستشفى الأم والطفل برفح، على جزء مما يعيشه الشعب الفلسطيني من جحيم ومعاناة حرص أشد الحرص على نقلها إلى العالم. وبينما كانت تجربته في جنوب غزة هي الأصعب التي عاشها خلال رحلاته الطبية في مناطق النزاع على مدى ربع قرن، حمل الطبيب المغربي روحه وقاده ضميره الإنساني هذه المرة إلى مستشفى كمال عدوان الواقع بين منطقتي بيت لاهيا وجباليا، لعله يُرمّم بعضا من جراح أهل شمال القطاع، بعدما تمكنت منظمة "رحمة" العالمية من الحصول على ترخيص لمدة أسبوع واحد للعمل هناك.

يقول: "لم يكن السفر إلى قطاع غزة سهلا، لكن رغبة قوية في العودة كانت تتملكني منذ نهاية رحلتي الأولى في يناير الماضي. سعيت جاهدا لتحقيق تلك الرغبة، وقد يسر الله الأمر بالانضمام إلى وفد طبي يتكون من عشرة أطباء (ضمنهم مغربيان اثنان إلى جانب أطباء من الأردن ومصر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا). عدت إلى القطاع تحقيقاً لوعد قطعته للناس في غزة ولإيماني أنه من الإجحاف ألا نمد يد العون لأهالي القطاع والتخفيف عنهم ولو بالقليل في ظل حجم  المأساة التي يعيشونها. لذا كان قراري هو تسخير تجربتي في العمل الإغاثي لمواجهة الحدث الجلل الذي يقع على أشقائنا".

ومنذ أمس الجمعة، شرع الوفد الطبي الذي يتكون من أطباء في الجراحة العامة وجراحة العظام والعناية المركزة والتخدير والمستعجلات والجراحة النسائية والرعاية المركزة للخدج وحديثي الولادة، في إجراء تدخلات جراحية وعلاجية داخل مستشفى كمال عدوان.

بألم واضح يتحدث الطبيب لهنا عن الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة، واصفاً إياها بالصعبة جداً، ولافتاً إلى أن مستشفى كمال عدوان مملوء عن آخره مقارنة بمستشفيات الجنوب، ويضم إصابات خطيرة جداً. يقول: "وجدنا نقصاً كبيراً في كل شيء، خاصة في المستعجلات والطوارئ في المستشفى الذي كان قد خرج عن الخدمة لمدة وكان محاصراً منذ أربعة أيام. آثار القذائف والقصف العنيف ما زالت شاهدة على ما جرى هناك مع وجود مقبرة جماعية في ساحته. منذ وصولنا نسمع دوي القصف غير بعيد عنا مع وصول الجرحى والمصابين بعدد كبير إلى المستشفى الوحيد الذي يعمل في شمال القطاع".

ويضيف: "ما زالت القذائف بالمستشفى ومدمر بعض الشيء. بعد خروج الجنود والآليات الحربية، استخرج العاملون في المستشفى جثامين القتلى ودفنوهم في مكان آخر ثم رمموا ما يمكن ترميمه ليستمر العمل رغم الجراح. الأطباء والممرضون يصرون على العمل بأقل الإمكانات، لا استسلام ولا خنوع، هذا ما نراه في وجوه هذا الشعب ونستشفه من ملامحهم".

مشاركة الخبر: الطبيب المغربي زهير لهنا من شمال غزة: كأنّه يوم القيامة على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية

وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات والمعاه...

منذُ 48 دقائق

أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان أن الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية هى الذراع التدريبي...

مدبولي  الشغل الشاغل العمل على زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين القطاعين الخاص بالبلدين

مدبولي الشغل الشاغل العمل على زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين الق...

منذُ 48 دقائق

عقب المباحثات التي أجراها اليوم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور بشر الخصاونة رئيس وزراء المملكة...

نص + فيديو + جرافيك بيان القوات المسلحة اليمنية حول استهداف ثلاث سفن صهيونية في المحيط الهندي وخليج عدن

نص + فيديو + جرافيك بيان القوات المسلحة اليمنية حول استهداف ثلاث سفن ص...

منذُ 49 دقائق

أعلنت القوات المسلحة اليمنية صباح الخميس استهداف 3 سفن إسرائيلية ومرتبطة بالعدو الإسرائيلي في المحيط الهندي وخليج عدن...

تحذيرات أممية من إغلاق معبر رفح

تحذيرات أممية من إغلاق معبر رفح

منذُ 49 دقائق

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح الحدودي يمنع الأمم المتحدة من إدخال الوقود الذي...

صنعاء فعالية تأبينية لفقيد الوطن اللواء علي سالم الخضمي
صنعاء فعالية تأبينية لفقيد الوطن اللواء علي سالم الخضمي
منذُ 49 دقائق

صنعاء فعالية تأبينية لفقيد الوطن اللواء...

على هامش لقاءات الوحدة الوطنية
على هامش لقاءات الوحدة الوطنية
منذُ 50 دقائق

انقسم الوضع الفلسطيني عام 2007 بين سلطة فلسطينية بقيادة فتح تحت الاحتلال في الضفة الغربية وسلطة في قطاع غزة بقيادة حماس...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال يغتال العميد فايق المبحوح الذي يتولى التنسيق لإدخال وتأمين المساعدات إلى شمال غزة
المقاومة الإسلامية في العراق استهدفنا هدفا إسرائيليا حيويا في إيلات في الأراضي المحتلة بواسطة طائرتين مسيرتين
زعيم الحوثيين بلغت السفن المستهدفة 112 سفينة وكانت العمليات خلال هذا الأسبوع بـ10 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيرة
المنتخبات العربية نجاح كبير في كأس آسيا وفشل في أفريقيا