رفع الوعي ودعم المزارعين في الطائف

تتمتع المملكة بتنوع جغرافي فريد ومساحات زراعية خصبة تنتج أنواع المحاصيل، وفي ظل التوجه لتحقيق الاستدامة وزيادة الإنتاج لضمان مستقبل زراعي مزدهر حقق القطاع الزراعي تقدم استثنائي نتيجة للاهتمام الكبير من الدولة ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة التي وفرت حزمة كبيرة من المُمكنات لتطوير القطاع الزراعي الركيزة الأساسية في التنمية الاقتصادية. وتعتبر محافظة الطائف واحدة من أهم المناطق الزراعية المنتجة لمجموعة واسعة من المحاصيل الفريدة من نوعها ونتيجة للدعم اللامحدود تبوأت مكانة بارزة على خارطة المناطق الزراعية وتنشط في احتضان المهرجانات بدعم وزارة البيئة والمياة والزراعة لتعزيز الثقافة الزراعية ودعم المزارعين في تسويق منتجاتهم وتبادل الخبرات. وعلى ضوء مهرجان مزارعي الورد الطائفي الذي يهدف إلى دعم المزارعين وتشجيعهم قال لـ"الرياض" مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الطائف المهندس هاني بن عبدالرحمن القاضي: تبرز جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في عدة فروع منها الإرشاد الزراعي الذي يهدف لرفع مستوى الوعي وتنمية المهارات للمزارعين بطرق إكثار وإنتاج محاصيل عالية الجودة واتباع المعاملات الزراعية الجيدة بشكل عام في الزراعة والثروة الحيوانية والأراضي والثروة السمكية، مضيفاً أن الوزارة وفرت فرق متكاملة بكوادر مؤهلة للتوعية والإرشاد لدعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. وأضاف بحسب الإحصائية الرسمية عدد مزارع الورد بلغ 910 مزارع وتنتج سنوياً 550 مليون وردة ويختلف الإنتاج بين عام وآخر حسب الظروف المناخية، فيما بلغ عدد المعامل تقريباً 70 معملاً تنتج ماء ودهن الورد وغيرها من المنتجات التحويلية فيما بلغ حجم استثمارات الورد في المملكة 64 مليون ريال سنوياً.

فاكهة موسمية

وعن الفاكهة قال م. القاضي: تمتاز الطائف بالفاكهة الموسمية التي تسمى علمياً فواكه الأشجار المتساقطة الأوراق، وهي أشجار الفاكهة التي تسقط أوراقها في فصل الخريف وفي الشتاء تدخل فترة سكون كأغصان جرداء بدون أوراق، وعند حلول فصل الربيع تورق وتُزهر وتٌعطي الثمار حسب موسم كل صنف، مضيفاً أن المحافظة تشتهر بإنتاج 14 نوعا من الفواكة منها العنب والرمان والتوت والمشمش والحماط التين والعناب والسفرجل والخوخ، وهذه الأصناف خاصة بالطائف تجود في الأجواء الباردة ولا تنمو في المناطق الساحلية الحارة لعدم توافر البرودة اللازمة خلال السنة، لافتاً إلى أنها تنسب علمياً للمحافظة بمسمى "الطائفي" على سبيل المثال العنب الطائفي والرمان الطائفي والمشمش الطائفي.. الخ، ومن ضمنها التين الشوكي - البرشومي - الذي تجود به مزارع المحافظة، وهو شجيرات، ونوع من أنواع الصباريات وليس أشجار متساقطة الأوراق وجميعها تتميز بطعمها وشكلها المميز عكس الأصناف الخارجية المستوردة.

مرشدك الزراعي

وأكد م. القاضي على أن وزارة البيئة والمياه والزراعة من أولى الوزارات التي أطلقت الخدمات الالكترونية التي تتيح للمستفيدين الوصول لكافة الخدمات بسهولة، على سبيل المثال لا الحصر وفرت تطبيق "مرشدك الزراعي" الذي يقدم عدة خدمات تتيح للمزارع الاستعلام والحصول على المعلومات التي يريدها عن المحاصيل التي ينتجها، كما ويستطيع التواصل بالصوت والصورة بشكل مباشر أو من خلال الرسائل مع مختصين في الوزارة أو المنظمات الدولية مثل الفاو والجامعات المتعاونة مع الوزارة وطرح الاستفسار أو الاستشارة هذا من ناحية الارشاد، ومن ناحية الوقاية يوجد مركز "وقاء" وهو مختص بوقاية المزروعات والحيوانات ومكافحة الآفات الزراعية والأمراض الحيوانية، وحماية الصحة العامة من خطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ونواقل الأمراض من خلال الفرق المتخصصة مع توفير مختلف المواد الإرشادية المجانية للمزارعين.

إعادة تأهيل

وتابع م. القاضي: الوزارة أطلقت عدة مبادرات لبرنامج التحول الوطني 2020 لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومن أهم هذه المبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار، بهدف رفع كفاءة استخدام المياه في الأغراض الزراعية وتعزيز استدامة المياه ومحافظة الطائف ضمن هذه المبادرة بصفتها منطقة جبلية لوجود منطقة الهدا والشفا، إضافة إلى جنوب الطائف، مبيناً أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى والثانية ونحن بصدد المرحلة الثالثة نقدم الدعم والمساعدة للمزارعين في إصلاح وإعادة تأهيل وتجهيز المدرجات الزراعية وتوزيع شتلات وتمديدات للري الحديث وحفر أو تعميق أو تنظيف الآبار، كل هذه الخدمات تقدمها الوزارة مجاناً، مشيراً إلى أن حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة تقنية تجعل المزارع يستفيد من الأمطار والسيول الناتجة عنها لرفع كفاءة استخدام المياة للزراعة، حيث يتم جمع المياه في خزانات أنشأتها الوزارة وهذه من أهم الأسباب لعودة المزارعين الى مزارعهم؛ لأن المياه عنصر مهم في تعزيز استدامة المزارع وزيادة الإنتاج. ولازلنا نعمل على هذه المبادرة وهي من اهم واكبر المبادرات.

دعم مادي

وبخصوص برنامج التنمية الزراعية الريفية المستدامة "ريف" أوضح م. القاضي أنه يهدف إلى تحسين القطاع الريفي الزراعي، حيث تقدم الوزارة من خلال البرنامج دعم مادي شهرياً غير مسترد لصغار المزارعين ومربي الماشية والأسر الريفية وفق نتائج الأهلية ومعايير الاستحقاق، ويسهم هذا الدعم في تنمية أنشطتهم الزراعية بشقيها النباتي والحيواني وتحسين نمط الحياة، ويمكن للمستفيدين التسجيل وتقديم بياناتهم للحصول عليه، مختتماً أن منصة "نما" بوابة الخدمات الإلكترونية الموحدة لمنظومة وزارة البيئة والمياه والزراعة تتيح للمستفيدين أكثر من 260 خدمة إلكترونية في مختلف قطاعات الوزارة، يمكن للمستفيد الدخول عبر الموقع الإلكتروني والاستفادة من كافة الخدمات.

مشاركة الخبر: رفع الوعي ودعم المزارعين في الطائف على وسائل التواصل من نيوز فور مي