سوق العمل الأميركية تواجه تحديات صعبة في 2024
سلطت دراسة جديدة الضوء على مستقبل سوق العمل في الولايات المتحدة، حيث أظهرت علامات مثيرة للقلق في ما يخصّ نقص العمالة وتزايد الدعاوى القضائية المرفوعة في أماكن العمل، خلال العام الحالي، الذي سيشهد قبل نهايته انتخابات الرئاسة الأميركية.
وقال أندرو كرابوتشيتس، الرئيس التنفيذي لشركة RedBalloon المعنية بتسهيل توظيف العمالة في الشركات المسؤولة، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية إن التقرير يتحدث عن صعوبات جمّة، يتوقع أن تتعرض لها سوق العمل الأميركية في 2024، ما قد يجعلها واحدة من أكثر السنوات التي نشهدها تحديًا.
وأضاف: "هناك الكثير من العوامل المختلفة التي تؤدي إلى ذلك، حيث نرى الأن انخفاضًا في عدد السكان، وتقاعد جيل الطفرة (Baby Boomers)، بالإضافة إلى قوة عاملة من الجيل الأصغر (جيل Z) التي تذهب إلى مكان العمل بلا إنتاجية". وأشار إلى وجود ارتفاع كبير في حجم الدعاوى القضائية التي كان محلها الشركات الأميركية خلال الفترة الأخيرة.
التقرير الذي حمل عنوان "2024: سوق العمل الأصعب"، والذي صدر يوم الاثنين، فنّد العوامل التي تساهم في تزايد تحديات سوق العمل الأميركية، موضحاً أن الوضع الذي تواجهه الشركات الأميركية يمكن تلخيصه بوجود عدد أقل من الأشخاص بشكل عام، وعدد أقل من الأشخاص في سنّ العمل من الراغبين فيه، والمزيد من حالات التقاعد، وعدد أكبر من الباحثين عن عمل الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية، بالإضافة إلى زيادة واضحة في الدعاوى القضائية المتعلقة بالعمال ضد أصحاب العمل.
وجاء من ضمن العوامل المساعدة على تفاقم الأوضاع التطور الديمغرافي في العمالة القابلة للتوظيف، حيث أشارت الدراسة إلى أن انخفاض النمو السكاني يقترن بعدد متزايد من جيل الطفرة المتقاعدين، ما يترك القوة العاملة للاعتماد على المزيد من جيل الألفية والجيل Z.
ومع ذلك، لاحظت الدراسة أن هناك سبعة ملايين شخص في سنّ العمل ينبغي أن يكونوا "قادة في سوق العمل" ولكنهم عاطلون من العمل أو لا يبحثون بنشاط عن عمل، ما يترك "فجوة ضخمة".
وقال كرابوتشيتس: "الرجال في سنّ العمل، الذين تراوح أعمارهم بين 25 إلى 65 عامًا، هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن يشاركوا في سوق العمل ويقودوا اقتصاداتهم، وشركاتهم، ومجتمعاتهم. ولسوء الحظ، فإننا نرى أن الكثير منهم لا ينخرطون في سوق العمل".
ويمثل العاملون من الجيل Z إشكالية جديدة لأصحاب العمل. ويقول كرابوتشيتس إن السبب في ذلك قد يعود إلى أن هؤلاء تربوا على وسائل التواصل الاجتماعي. وتعتقد مجلة فوربس أن متوسط الوقت الذي يمضيه الشخص من الجيل Z على وسائل التواصل الاجتماعي لا يقلّ عن أربع ساعات يوميًا، ما اعتبرته سبباً في تشوه رؤيتهم للواقع. وأوضحت الدراسة أن القوى العاملة من الجيل Z يجري تعريفها من خلال التنقل المتكرر بين الوظائف، وتحديات الصحة العقلية، ورغبتهم في البقاء على الهامش.
ووجد استطلاع أجرته RedBalloon في مارس/ آذار 2024 أنه من بين أصحاب الأعمال المشاركين، قال 68% إن الجيل Z هم الموظفون "الأقل موثوقية"، وقال 64% إن الجيل Z من المحتمل أن يسبب الانقسام والسمية في مكان العمل. لكن العامل الأكثر إثارة للقلق في دراسة RedBalloon الشاملة كان ارتفاع الدعاوى القضائية المتعلقة بالعمل.
وقال كرابوتشيتس: "يمكنك أن ترى الشركات التي تنفق مبالغ هائلة من المال على التعامل مع الدعاوى القضائية الجماعية التي يرفعها الموظفون، سواء كانت تتعلق بالهوية الجنسية، أو على أساس العرق، وكلها أشياء تمتص الفرح والإنتاجية من مكان العمل، وتجبر أصحاب العمل على قضاء الكثير من الوقت والطاقة في محاربة دعوى قضائية أو المشي على قشر البيض في مكان العمل حتى لا يواجهوا دعاوى قضائية".
وشدد كرابوتشيتس على "الإحصائيات الأكثر إثارة للصدمة" التي كشف عنها التقرير، وهي أن 75% من أصحاب العمل قالوا إنهم تعاملوا مع دعوى قضائية على مدى السنوات الخمس الماضية. وقال كرابوتشيتس: "أنت تفكر في التكلفة، ليس فقط التكلفة العقلية، ولكن التكاليف الحقيقية بالدولار والسنتات لهذا النوع من التأثير بمكان العمل. إنه ليس بالأمر الجيد بالنسبة إلى أميركا". وبينما يرسم التقرير مستقبلًا قاتمًا لعام 2024، فإنه يقدم أيضًا حلًا لأصحاب العمل، ممثلًا في "تغيير الاستراتيجية والتكتيكات". ويقول كرابوتشيتس: "إذا كنت صاحب عمل، فأنت بحاجة إلى تغيير الطريقة التي تقوم بها بالتوظيف. لم يعد سوق العمل عبارة عن آلة بيع يمكنك فقط أن تستثمر فيها وتخرج موظفًا رائعًا".
مشاركة الخبر: سوق العمل الأميركية تواجه تحديات صعبة في 2024 على وسائل التواصل من نيوز فور مي