الروتين اليوميُّ يمتصُّ المقتلة
عبورٌ
نمْ هناك
مُتمدِّداً،
كالعتْمِ في أُمسيةٍ
كالكلمةِ في ملامةٍ
كالعنقِ في طرْفِ العينِ،
نمْ هناك
منتهياً كأغنيةٍ
من الأناشيدِ إيّاها
كلسانٍ ينسحبُ بين الشفتين
نمْ هناك
كعُطلٍ بين زمنين
كرواسِبَ بين الرّحى
كعينٍ وحيدةٍ مع ضوءِ الشارع
نمْ واسترحْ
الغبارُ سيرسُم المخيّلة.
■■■
يباسٌ
كم حلماً فيك
أنت أيّها اليباسُ
الكأسُ تقتلُ الزمنَ
تحيلُه
مدرجَ نسيانٍ
مهجوراً
في العينِ
كطرفي كلمتين
مشحوذتين
البئرُ مالحةٌ
كلامٌ فصيحٌ فوق قبورٍ مجهولةٍ
الروتين اليوميُّ
يمتصُّ المقتلة.
■■■
سننتظر
ربّما سيأتي النسيانُ
مُكلَّلاً
كبوصلةٍ
ربّما تعودُ لنا القصيدةُ
تقولُ امضوا من هنا
ربما يصلحُ ما بقيَ
ليكون
أرضَ بور
نقفُ عليها
نعاينُها
كمشتلٍ للعيونِ
كخريطةٍ ينقصُها
حاملُها
كقُبلةٍ من الزمنِ
تُرِكَت في الذاكرةِ
سننتظر.
■■■
حُبّ
في كلِّ هذا
الصفصافةُ تظلِّلُني
وتُظلِّلُ حائطَ المنزلِ الفيكتوريّ المُجاورِ
مِئاتُ الأعوامِ من الحبِّ
بين هذين الشيئَين
وأنا أجلسُ كالزمنِ أسترقُ النظر.
* شاعر من لبنان
مشاركة الخبر: الروتين اليوميُّ يمتصُّ المقتلة على وسائل التواصل من نيوز فور مي