ليستر سيتي.. تاريخ من التحديات ومخطط للنجاح بلمسات إيطالية
دوّن نادي ليستر سيتي الإنكليزي فصلاً جديداً من النجاحات في تاريخه المليء بالتحديات، بعد صعوده رسمياً إلى "البريمييرليغ"، إذ لم يدم غيابه عن دوري الأضواء سوى عام واحد، بفضل مخطط وضعه مدربه الإيطالي الشاب إينزو ماريسكا، وإجادته توظيف مجموعة من اللاعبين المتحمسين للعب ضد الكبار من جديد. ويحمل نادي ليستر سيتي قصصاً جميلة أبهر من خلالها العالم في السنوات الأخيرة، كما كان مصنعاً للاعبين المميزين، الذين صالوا وجالوا في الدوريات الأوروبية بعدما خطفتهم أندية شهيرة، فيما سجّل التاريخ محطات بقيت عالقة في ذهن عشاق كرة القدم، لا سيما التتويج بلقب "البريمييرليغ"، برفقة ثلة من النجوم، يتقدمهم الجزائري رياض محرز والإنكليزي جيمي فاردي.
ولم يقع ليستر سيتي في فخ الانتظار، ولعب دورة البلاي أوف (بطولة مصغرة يتواجه فيها أصحاب المراكز الثالث والرابع والخامس والسادس بنظام خروج المنهزم، وتنتهي بفوز فريق وحيد ببطاقة الصعود)، حيث ضمن الفريق عدد النقاط الكافي للصعود مباشرة بفضل 94 نقطة، وهذا قبل مباراتين على ختام دوري الدرجة الأولى، ومِن ثمَّ سينطلق مدربهم الإيطالي ماريسكا في التحضير للموسم الجديد مع الكبار مبكراً.
ليستر سيتي وتحديات يحفظها التاريخ
يواجه مشجعو نادي ليستر سيتي، دائماً، العديد من التحديات التي يحفظها التاريخ في مراحل مختلفة، ففي الفترة بين 1919 و1957، عانى الفريق حالة كبيرة من عدم الاستقرار، إذ وصفه متابعو كرة القدم الإنكليزية بالمصعد الكهربائي، لكثرة صعوده وهبوطه بين الدرجتين الأولى والثانية، ثم استقر ضمن الكبار بين فترتي 1957 و1978، وعادت معاناته بين عامي 1978 و1994، وكانت هذه المرحلة صعبة على الجيل الجديد، بسبب هبوط الفريق، رغم امتلاكه في صفوفه نجماً عالمياً هو غاري لينيكر.
وانتظر عشاق "الفوكسيز" إلى عام 1994 للعودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث بقي ضمن قائمة الفرق الكبرى حتى عام 2002، ليتلقى الفريق بعدها ضربة قوية، وتراجعاً غير مسبوق، قاده إلى دوري الدرجة الرابعة، قبل قدوم مستثمر حمل طموح المشجعين، وبذل مجهوداً كبيراً لمكافأتهم على وفائهم، وهو التايلندي فيشاي سريفادانابرابها، الذي تُوفيّ في حادث سقوط طائرة مروحية كانت تقله إلى ملعب كينغ باور ستاديوم عام 2018.
وضم ليستر سيتي في تشكيلته نجوماً عالميين لعبوا في صفوفه من قبل، ولعل أشهرهم أسطورة إنكلترا غوردون بانكس، وفرانك ماك لينتوك، وعدة أسماء كانت ضمن قائمة جيل 1963، مثل: كين كيوورث، ودايفي غيبسون وهاورد ريلي، حيث أُطلق عليهم اسم "ملوك الجليد"، بعد أن تألقوا في أشد فصول الشتاء قسوة على إنكلترا، وبلغوا نهائي الكأس آنذاك.
ولم يتوقف ظهور النجوم في ليستر سيتي عند هذه المرحلة فقط، إذ استمر مع مرور السنوات عبر تكوين بعض اللاعبين، مثل غاري لينيكر، ثم جيل 2016، الذي حقق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الوحيد بمجموعة من الأسماء، من بينهم رياض محرز، وجيمي فاردي، ونغولو كانتي، والحارس كاسبر شمايكل.
وكانت للمدرب الإيطالي إينزو ماريسكا كلمة السر في قيادة "الفوكسيز" إلى العودة بقوة وبسرعة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ لم يلزمه الكثير من الوقت ليشكّل قائمة متكاملة حققت النجاح، وذلك عبر الاعتماد على الأسماء القديمة، مثل فاردي وإيهناتشو، وبعض الأسماء المتميزة، مثل: كونور كودي ويانيك فيسترغارد، ليؤكد بذلك نجاح المدربين الإيطاليين في ليستر سيتي، حيث سبق ماريسكا المدرب الإيطالي الشهير كلاوديو رانييري، وهو صاحب الإنجاز الأكبر عندما حقق لقب "البريمييرليغ"، عام 2016.
مشاركة الخبر: ليستر سيتي.. تاريخ من التحديات ومخطط للنجاح بلمسات إيطالية على وسائل التواصل من نيوز فور مي