عن أدب الاختلاف بين الزنداني وجار الله عمر

عن (أدب الاختلاف) بين الزنداني وجار الله عمر

تم نشره منذُ 1 اسبوع،بتاريخ: 27-04-2024 م الساعة 07:58:43 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2080787.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : هورايزونس
كتب: أنور العنسي

من الأمانة في ذمتي كصحفيٍ متقاعد، أن أروي، بإخلاصٍ وتجرد، وقائع مدهشة قد لا يعرفها كثيرون عن العلاقة المتضادة سياسياً، وشبه الطبيعية إنسانياً بين الراحلين، الشيخ عبدالمجيد الزنداني واليساري المثقف (الفقيه) جار الله عمر ، وأناشد كل من بقي على قيد الحياة وكان شاهداً على هذه الوقائع أن يدلي بدلوه.

في إحدى المرات دعاني القيادي اليساري الجهبذ جارالله عمر إلى غداءٍ ومقيل في منزله وجدت نفسي معه، خلال الغداء والمقيل لوحدنا، وكان هو نفسه من يقوم على خدمتنا.

من الواضح ان الرجل الذي كان يتعامل معي كصديق، وينظر إليَّ كصحفيٍ (مهم ومؤثر) كما قال، لم يكن يريد من دعوته لي وحديثه معي استمالتي إلى موقفه خلال الأزمة السياسية الناشبة مطلع تسعينيات القرن الماضي بين شريكَيْ قرار الوحدة اليمنية، بل أن يضعني في صورة ما يَعتقد أنها (حقائق) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التعاطي الإعلامي مع تلك الأزمة.

المهم ، إستمر حديثنا بعض الوقت بعد أن أديت صلاة المغرب معه، لكن ما أثار استغرابي أنه بعد ذلك نهض ودعاني إلى مرافقته لأداء صلاة العشاء مع بعض (الأبناء الطيبين) في مسجد جامعة (الإيمان) القريبة من منزله.. اعتذرت بلطفٍ، واستأذنته بالإنصراف، وأنا في حيرةٍ من أمر هذا اليساري العتيد، متسائلاً في نفسي كيف يذهب إلى مكانٍ لطالما كان موضع انتقاد من قِبله ورفاقه، بل واتهاماتٍ بالتشدد.

كان لـ (أبو قيس) يتمتع بقدرٍ عالٍ من المرونة والدهاء السياسي ما جعلني أميل إلى الاعتقاد أنه ربما كان يعمل، بمبادرةٍ شخصيةٍ منه، على (تنوير) إن لم يكن (ترويض) من يتصور أنهم محرومون من ذلك، ويحتاجون إليه ، خصوصاً في تلك المرحلة العصيبة من تاريخ البلاد.

وعندما اغتيل جار الله عمر على يد أحد المتشددين، ويدعى (علي السعواني) دعاني الشيخ عبدالمجيد الزنداني إلى لقاء في (جامعة الإيمان) المثيرة للجدل، مع بعض طلبتها الذين قال إنهم “كانوا يؤدون أحياناً صلوات العشاء والجمعة جماعةً مع الشهيد” المغدور أبي قيس!

كانت تلك على ما بدى لي محاولة من الزنداني وطلابه لنفي علاقتهم بـ (القاتل) الذي وصفه تلامذة الزنداني بأنه كان طالباً فاشلاً ومتطرفاً وقد صرفته الجامعة نظراً لتشدده.

أثنى الزنداني وطلابه على جارالله، ودانوا اغتياله، نافين بشدة أي علاقة لهم أو لشبخهم وجامعتهم بمرتكب تلك الجريمة السياسية الشنعاء.

كنت حزيناً على صاحبي.. وللحق أقول إن الزنداني دافع عني بقوة أمام نفرٍ من مرافقيه المسلحين وبعض الحاضرين الذين استفزّتهم أسئلتي، قائلاً لهم “هذا صحفي محترف، وهذه وظيفته” وأضاف “لقد طرح عليَّ الأسئلة.. أسئلة الناس التي أود الإجابة عليها”.

الواقع أن (السعواني) قبل اغتياله جارالله بعدة أشهر ، كان قد أرسل إليَّ شقيقه،، ليسلمني شريط فيديو يتضمن تسجيلاً له في خطبة له بأحد المساجد، وهو يطالب بمحاكمة الرئيس الراحل (علي عبدالله صالح) بتهمٍ لم يكن من بينها أنه تحالف مع (الاشتراكيين) في مشروع الوحدة، بل بالفساد وغير ذلك.

طلب مني شقيق السعواني الاحتفاظ بالشريط لاستخدامه في حال تم اعتقال شقيقه، وعندما استعرضت الشريط ايقنت أن السعواني شخص مضطرب وليس في كلامه ما يستحق أخذه على محمل الجد أو بعين الاعتبار ..

وعندما ازداد تهجم السعواني على (صالح) وحكومته تم اعتقاله وسجنه، ثم تم الإفراج عنه لمبرراتٍ لم أعلم عنها شيئاً، لكن الأرجح أن السلطات وجدت أنه يعاني من (لوثةٍ عقلية) لا تبرر بقاءه في السجن أمام الضغوط التي كانت تمارس على (صالح) لاحترام حرية التعبير، ويكفي أن يؤخذ من السعواني تعهدٌ بالكف عن مهاجمة رئيس الدولة وحكومته.

لكن الغريب أن السعواني خرج من السجن وقد انصب تركيزه على استهداف (الاشتراكي الكافر) بعد إلقاء الأخير (جارالله) خطاباً تصالحياً تاريخياً في مؤتمر ٍ عامٍ لحزب التجمع اليمني للإصلاح، في 28 ديسمبر 2002م ما تسبب في حرج سياسي بالغ للإصلاح والتباسٍ شديد لدى الجميع ، دولةً وأحزاباً ومجتمعاً، وتساؤلات عمن يكون المستفيد من هذا الخلط المعقد للأوراق في ذلك التوقيت الخطير ..

للقصة بقية لا يتسع لها مجال هذا المنشور ، لكن المؤكد في التحليل النهائي أن الثمن، الذي يدفعه الكثير من الزعماء والقادة ومشائخ الدين ودعاته وغيرهم، يصبح أكثر فداحةً عندما لا يدركون خطورة أن يتنامى من حولهم، من حيث يريدون أو لا يريدون، أنصار متشددون وخصومٌ متطرفون يقعون في أوهام ما يعتقدون ويتسببون في الكثير من الفِتَن والصراعات.

رحم الله الجميع، وعنده يجتمع الخصوم!

The post عن (أدب الاختلاف) بين الزنداني وجار الله عمر appeared first on بيس هورايزونس.

مشاركة الخبر: عن (أدب الاختلاف) بين الزنداني وجار الله عمر على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

توقف مؤقت في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة ومصادر توضح السبب

توقف مؤقت في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة ومصادر توضح السبب

منذُ 10 دقائق

قال مسؤولان أمريكيان لشبكة CNN الخميس إن هناك توقفا مؤقتا في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن...

🔴 مباشر محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن الكرة بالكامل في ملعب إسرائيل

🔴 مباشر محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن الكرة بالكامل في ...

منذُ 20 دقائق

انتهت أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة لوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة دون اتفاق فيما أعلنت حركة أن...

رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل المواليد

رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل المواليد

منذُ 23 دقائق

قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الخميس إنه يعتزم إنشاء وزارة جديدة لمعالجة حالة الطوارئ الوطنية المتمثلة في انخفاض...

ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسيطرة على معبر رفح

ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسيطرة على مع...

منذُ 31 دقائق

قال الجيش الإسرائيلي الخميس إن لديه الأسلحة التي يحتاجها لتنفيذ المهام التي يخطط...

سلوفاكيا تشهد ارتفاعا في دخول أوكرانيين فارين من التعبئة العامة
سلوفاكيا تشهد ارتفاعا في دخول أوكرانيين فارين من التعبئة العامة
منذُ 42 دقائق

أعلنت سلوفاكيا أن عدد الأوكرانيين في سن الخدمة العسكرية الذين يدخلون البلاد بطريقة غير شرعية قد زاد أكثر من الضعف خلال...

مركز الأمن البحري الدولي CIMSEC الغواصات المسيرة اليمنية تهديدا جديدا وصعبا للبحرية الغربية
مركز الأمن البحري الدولي CIMSEC الغواصات المسيرة اليمنية تهديدا جديدا ...
منذُ 44 دقائق

مركز الأمن البحري الدولي CIMSEC يمتد تأثير الغواصات المسيرة اليمنية إلى ما هو أبعد من الأضرار المحتملة للسفن الفردية ووجود ...

widgets إقراء أيضاً من هورايزونس

صنعاء على موعد مع المهرجان الوطني الأول لفاكهة المانجو الأحد المقبل
نماء للتنمية والتمويل الأصغر تختتم البرنامج التدريبي الثاني في تنمية المهارات الإشرافية والقيادية
الدكتور أحمد الصياد ورواية درويش صنعاء
صنعاء استعدادات لإقامة المهرجان الوطني الأول في اليمن لفاكهة المانجو