الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة وكيف تم حظره بقرار روسي

الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!

تم نشره منذُ 2 اسبوع،بتاريخ: 01-05-2024 م الساعة 12:55:02 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2084133.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : المشهد اليمني

لفت نظري بالأمس وأنا أواصل إعداد كتابي ( 15 عاما مع الشيخ الزنداني ـ قصص لم تنشر ـ مواقف مؤثرة ـ أحداث هامة ). العديد من القصص والمواقف التي رواها لنا الشيخ الزنداني في ذكرياته عن أحداث اليمن ، وهي أحداث لها دلالات هامة ، وقد أحببت هنا أن أورد بعض القصص والأحداث ، ثم أعلق عليها بعد ذلك .
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني ـ رحمة الله تغشاه ـ ( .. هناك شهادة لابد أن أسجلها هنا وهي: أن أغلب ضباط ثورة 26 سبتمبر 1962م كانوا من البعثيين ، ولكن البعثيين يومذاك كانوا خيرة شباب اليمن تدينا ، وأعرف بعضهم ما كان يخرج من بيته إلا متوضئ والمصحف في جيبه ، والآن بعضهم من رموز الحركة الإسلامية المعاصرة .
لقد دخلوا البعث بحسن نية ، وأشترط المصريون أن يكون عبدالرحمن البيضاني نائب رئيس الجمهورية وبالفعل تم هذا.
وقدمت مصر بقيادة جمال عبد الناصر الدعم العسكري الكبير للثورة اليمنية ، وأول عمل لعبد الرحمن البيضاني أنه تخلص من الثوار البعثيين الذين قاموا بالثورة ، حيث صفاهم من الجيش وحاربهم لأن البعثيين في سوريا انفصلوا عن مصر بعد توحدهم معها لثلاث سنوات.
وكانت لعبد الرحمن البيضاني تصرفات هوجاء نفرت القبائل من الثورة ودفعتها دفعا إلى التمرد عليها.!
وقد أنكشف دور البيضاني عقب الثورة ، فهو يريد بقاء الحرب على الثورة لكي يبقى الجيش المصري والدور المصري المتمسك به كنائب للرئيس .!
ولذلك عندما عقد " مؤتمر عمران " كان من أهم قراراته سحب الجنسية اليمنية عن الدكتور عبد الرحمن البيضاني ، وسأضرب أمثلة على التصرفات الهوجاء لبعض الضباط المنتمين للثورة :
لقد كان هناك ضابط اسمه " هادي عيسى " وكان يدير قوات الحرس الوطني في العرضي ، وكان في السجن مجموعة من رجالات الإمام أحمد حميد الدين ، وبعض من اشتبهوا بهم ومن ضمنهم شيخ فاضل وعالم جليل اسمه حسين الويسي فكان ينادي عليهم فنادى :
ــ حسين الويسي.
فصاح من داخل السجن:
ــ حاضر وخرج.
وكان معناها انه سيخرج ويعدم فقالوا لهادي عيسى:
- ولكن هذا ليس من ضمن من حكمت المحكمة بإعدامهم فقال:
- قد اسمه خرج.!
وأيضا خرج أحد الضباط الأحرار وكان نائب الحاكم العسكري المصري إلى أرحب وكان يتعامل بعجرفة مع المواطنين ويصرخ فيهم:
ــ أنت ملكي من الملكيين.
ــ هاتوا الملكيين.
ووضع بعض المشايخ تحت جنازير الدبابات حيث دهس 11 من كبار رجالات أرحب بجنازير الدبابات.!
فتجمع أبناء أرحب وقالوا:
ــ لا حل إلا بالمواجهة المسلحة.
وحدثت مواجهات دامية بين الجيش والقبائل ، وكان كثيرا من الناس نتيجة لهذه المظالم والاختلالات والممارسات الخاطئة يفزعون إلى الأستاذ القاضي محمد محمود الزبيري ـ رحمة الله تغشاه ـ ، ولما رأى الأستاذ الزبيري أنه لا يستطيع أن يداوم في وزارة التربية والتعليم لأن حل قضايا ومشاكل الناس تعوقه عن ممارسة عمله كوزير للتربية والتعليم " المعارف " سلم سيارة الحكومة وتنازل عن راتبه الذي تكفل به الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي كان يعتبره كأبيه وكان أصغر منه سنا وكثير من الناس لا يعرفون هذه الحقائق والمعلومات ).

• عن التنظيم الشعبي وسبب إيقافه

يواصل الشيخ الزنداني سرد الأحداث فيقول : ( .. كان حتى بعض الضباط يأتون إلى الأستاذ الزبيري ويشكون له من الوضع والممارسات الخاطئة ويطلبون مشورته ، وقرر مجلس رئاسة الثورة أن يؤسس تنظيما حزبيا لحماية الثورة في أوساط الشعب ، ليكون هذا الحزب " حزب الثورة " ولأنهم يدركون أنه لا يستطيع أحد إقناع الناس سوى الزبيري عينوه مسئولا عن هذا الحزب ، وهذا طبعا بعد ستة أشهر من الثورة فجمع العلماء من محكمة الاستئناف ومن الجامع الكبير بصنعاء ومن غيرهم فاجتمعوا في جامع قبة المهدي ، وكنت ترى رموز العلماء وقادة العلم في صنعاء يلتفون حول الأستاذ الزبيري الذي أخبر العلماء بأنهم قيادة هذا " التنظيم الشعبي" وأعضاء التنظيم الشعبي المصلون في المساجد ومقراتنا المساجد ، وكنت معه ، وكان يمر إلى الحارات ويطلع على أحوال الناس ، وكلف العلماء بدروس في المساجد وعمل مسابقات بين المساجد ، وقرروا في التنظيم الشعبي تنظيف المساجد وإنارتها ، وشق الطرقات ، وإقامة مدارس ومستشفيات ، ومدارس تحفيظ القرآن للبنين والبنات.
كما قرروا من يشرف على الطلاب في المساجد والأعمال الخيرية ، والإصلاح بين الناس وإنهاء النزاعات والخصومات ، وهي جهود شعبية مثمرة.
وذات مرة جاءتنا شكوى بأن هناك اعتداءات على المقابر وخصوصا التي بجوار البنك المركزي ، فالبعض ينبشون القبور ويبنون عمارات مكانها فقررنا الخروج في مسيرة كبرى ، وخرجت صنعاء عن بكرة أبيها ، وتقدم العلماء المسيرة ومعهم المجارف وآلات الحفر وبنوا سورا على المقابر .
وبلغ الرئيس السلال الخبر فجاء على عجل ، ورأى جموع هائلة ، ورأى الأستاذ الزبيري ومعه المجرفة وهو يحفر ، وكذلك العلماء ، وأذكر منهم: العلامة محمد بن محمد المنصور ، والعلامة حمود عباس المؤيد ، والشيخ عبد القادر بن عبد الله رحمة الله تغشاهم جميعا ـ وغيرهم من كبار العلماء ، وتلقفت القبائل تجربة التنظيم الشعبي في صنعاء ونحت هذا النحو ، ولكن الحزب الشيوعي في اليمن ، وكان كغيره من الأحزاب ينشط بشكل سري يبدو أنه أشتكى إلى روسيا من هذا النشاط وقالوا لهم :
ــ إذا بقى هذا التنظيم الشعبي في اليمن فلن يبقى لنا وجود أو أثر ، فتدخل السفير الروسي ، وأتصل بقائد القوات المصرية في اليمن وأبلغه ضرورة وقف التنظيم الشعبي ، وبدوره أبلغ السلال الذي أرسل رسالة إلى الأستاذ الزبيري تتضمن توجيهات صارمة بوقف كل أنشطة " التنظيم الشعبي "فكانت صدمة كبيرة جدا ، ولم نكن حينها نعرف من الذي وراءها).

وتعليقي على ما سبق :
1ـ يتضح لنا من هذه القطوف من الذكريات العديد من الدلالات الهامة ، كما يتبين لنا منهج الشيخ الزنداني في الإنصاف ، فالشيخ سجل شهادة نادرة بأن العديد من ضباط الثورة ورجالها كانوا من البعثيين ، تكمن أهمية هذه الشهادة كونها تأتي من شخصية يمنية عرفت تاريخيا بأنها من أبرز خصوم البعثيين والناصريين واليساريين في اليمن.
ولم يكتف الشيخ بشهادته عن دورهم الفاعل بالثورة بل لقد وصفهم بأنهم " من خيرة شباب اليمن تدينا ، وأن بعضهم ما كان يخرج من بيته إلا متوضئ والمصحف في جيبه " .
لقد تعرض الشيخ الزنداني للكثير من الأذى والحملات الإعلامية المغرضة من قبل الكثير من البعثيين ، ولكن هذا الإيذاء لم يمنعه من تسجيل شهادة حق عن خصومه .

2 ـ لقد كان الشيخ الزنداني ـ رحمة الله تغشاه ـ شاهدا على فرض مصر لعبد الرحمن البيضاني الذي أثار النعرات الطائفية والقبلية ، وشاهدا على دور مصر بالانحراف بالثورة اليمنية عن الكثير من أهدافها الحقيقية ، وفرض الكثير من القرارات الخاطئة ، ولكن الشيخ أشاد بمصر ودورها الكبير في دعم الثورة اليمنية.
كما كشف الشيخ عن وجود ضباط من المصريين يحبون اليمن بالفعل حتى أنه عند حديثه عن " مؤتمر عمران " تحدث عن ضابط مصري كان حاضرا في المؤتمر وحين رأى القرارات التي صدرت عنه تأثر جداً وقال:
ــ اليوم ولدت اليمن.
يقول الشيخ: بعدها لم نر ذلك الضابط ، لقد أختفى تماما .!

3 ـ من الإنصاف الذي تحلى به الشيخ أنه ذكر بعض الأخطاء التي ارتكبت باسم الثورة ومنها : القتل العشوائي ، كما حدث مع العلامة حسين الويسي رحمه الله وغيره ، وكما حدث مع استفزاز القبائل وقتل بعضهم في أرحب ، وغيرها من الممارسات الخاطئة .

4 ـ تطرق الشيخ لقصة " التنظيم الشعبي " وقد كان تنظيما إسلاميا خالصا بعيداً عن السياسة ، تنظيم اتخذ من المساجد مقرات له ومن المصلين أعضاء فيه ، ولم يكتف ـ بحسب رواية الشيخ ــ بتدريس القرآن الكريم ، والاهتمام بالمساجد تنظيفا وإنارة ، بل تعدى ذلك إلى القيام ببعض مهام الدولة مثل : شق الطرقات وبناء المدارس والمستشفيات وغيرها من الخدمات ، إضافة إلى الإصلاح بين الناس وإنهاء النزاعات والخصومات.
وهذا يؤكد على مدى تنور قيادة هذا التنظيم وسعة أفقها ، كيف لا وهو تنظيم يقوده الأستاذ القاضي الزبيري ضمير اليمن الثقافي وأبو الأحرار والثوار ؟!
كما تؤكد هذه القصة على أن بداية التيار الإسلامي في اليمن الجمهوري كانت بعد أشهر من الثورة ، وكانت توجهاته العملية شعبية وخدمية وتعليمية واجتماعية تضع خدمة الناس وإصلاح ذات البين في رأس أولوياتها .

5 ـ الملاحظة الأخطر هنا هي أن هذه الذكريات كشفت عن تدخل روسي مصري أحبط تجربة " التنظيم الشعبي " رغم أنها كانت خدمية وتعليمية بعيدة كثيرا عن السياسة ، كما تحظى بالتفاف شعبي كبير ، ورغم هذا تم حظرها ، وهو ما يؤكد أهمية الإصلاح السياسي كمدخل للإصلاح الشامل ، فحتى لو كنت جمعية إسلامية خيرية بعيدة عن السياسة وتركز على تعليم الناس وتطبيبهم وخدمتهم وإصلاح ذات البين فإن قرارا من السلطة يهدم كل جهودك ويوقفها تماماً .!

6 ـ التدخل الأجنبي في اليمن قديم وهو أساس الكثير من المشاكل والمفاسد ، ومن أبرز عوامل تقسيم المجتمع والحيلولة دون نهضته وتطوره ، كما أن السلطة الضعيفة في المجتمع المنقسم لا خيار أمامها إلا : الرضوخ للضغوط والإملاءات الخارجية : أو اللجوء للشعب كما فعل الشهيد الزبيري في " مؤتمر عمران" بعد حظر " التنظيم الشعبي " . وهذه قصة أخرى سنتطرق إليها قريباً بإذن الله .

مشاركة الخبر: الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟! على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

تفاعل مع منشور للنفيسي حول قرارات أمير الكويت والتطبيع

تفاعل مع منشور للنفيسي حول قرارات أمير الكويت والتطبيع

منذُ 35 دقائق

تساءل الدكتور عبد الله النفيسي عن سبب إجراءات أمير الكويت الأخيرة واحتمالية ارتباطها بالتطبيع مع...

تونس توجيه باستدعاء سفراء أجانب احتجاجا على التدخل بالشؤون الداخلية

تونس توجيه باستدعاء سفراء أجانب احتجاجا على التدخل بالشؤون الداخلية

منذُ 40 دقائق

وجه الرئيس التونسي قيس سعيد السلطات المختصة باستدعاء عدد من السفراء الأجانب في تونس احتجاجا على التدخل الخارجي في شؤون ...

الجيش الأمريكي يعلن تدمير 4 مسيرات في منطقة خاضعة لسيطرة أنصار الله اليمنية

الجيش الأمريكي يعلن تدمير 4 مسيرات في منطقة خاضعة لسيطرة أنصار الله ال...

منذُ 1 ساعة

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية سنتاكوم اليوم الخميس تدمير 4 طائرات مسيرة في منطقة خاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله...

ماذا قال زوج ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز عن قضيتها ضد ترامب

ماذا قال زوج ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز عن قضيتها ضد ترامب

منذُ 1 ساعة

قال باريت بليد زوج ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز لشبكة CNN الثلاثاء إن هناك فرصة جيدة لمغادرة أمريكا إذا تمت...

800 ألف تونسي يترقبون زيادة المعاشات
800 ألف تونسي يترقبون زيادة المعاشات
منذُ 1 ساعة

تبحث سلطات تونس عن حلول لمعالجة ضعف معاشات المتقاعدين من القطاع الخاص عبر رفع سن التقاعد ليصل إلى 65...

صحيفة ٢٦ سبتمبر العدد ٢١٣٩
صحيفة ٢٦ سبتمبر العدد ٢١٣٩
منذُ 1 ساعة

تصفح صحيفة ٢٦ سبتمبر pdf ظهرت المقالة صحيفة ٢٦ سبتمبر العدد ٢١٣٩ أولا على سبتمبر...

widgets إقراء أيضاً من المشهد اليمني

تطور مفاجئ فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي
نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه
ترتيبات لجولة مفاوضات محتملة بين الشرعية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة
فضيحة تهز أوقاف صنعاء الحوثية من يقف وراء كبير السماسرة