هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية

هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟

تم نشره منذُ 1 اسبوع،بتاريخ: 07-05-2024 م الساعة 11:30:37 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2089169.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : المشهد اليمني

تمكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمهارة وصبر ومرونة من تخطي ومواجهة الكثير من العواصف التي تعرضت لها بلاده طيلة السنوات الماضية، وفي الوقت ذاته حقق من الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية ما لا يمكن حتى لمتذمر إلا الإعجاب بها وخصوصاً الذين يعرفون تفاصيل المجتمع السعودي.

لقد كان الأمر شديد التعقيد والحساسية في توقيته وأدواته، ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع إبحاراً سلساً لمسار الإصلاح الذي اختطه ولي العهد السعودي، واحتاج معه إلى كسر جدران الكثير من المناطق العازلة التي كانت قد ترسخت كقواعد ومنهج لتسيير المجتمع.

وهكذا تمكن من تفجير الطاقة الشابة والإيجابية الكامنة في الأعداد الهائلة من الخريجات والخريجين وصاروا جميعهم أدوات النهضة السعودية المقبلة والتي تظهر ملامحها في المشاريع التنموية والعمرانية الهائلة بتمويلاتها وطموحاتها، والمشاركة الفاعلة في كل قطاعات المجتمع.

ترافقت التحولات الأساسية التي غيرت وجه المجتمع السعودي مع عزيمة وإصرار على تعزيز الدور الخارجي والانخراط الكامل في الشأن الإقليمي والدولي بما يتناسب مع حجم المملكة الاقتصادي وهي المنتج الأكبر للنفط عالمياً في منظمة "أوبك"، وحجمها المعنوي وهي التي تقوم على حماية وخدمة الحرمين الشريفين.

"جوهرة التاج"

وفي وقت تصاعدت بسرعة مذهلة مكانة ولي العهد داخلياً وإقليمياً ودولياً، كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب وبعده الرئيس الحالي جو بايدن تسعيان دونما كلل لفتح أبواب السلام بين الدول العربية وإسرائيل، وإذا أخذنا في الاعتبار عوامل القوة والجغرافيا والسياسة والاقتصاد فمن المنطق أن يصبح اتفاق السلام مع الرياض هو "جوهرة التاج" التي تتمنى واشنطن الاستحواذ عليها لما لها من تأثيرات جذرية ستحدث تغييرات في البنية السياسية في الشرق الأوسط والعالم.

ظلت الإدارات الأميركية المتعاقبة تنشر وتستغل القلق من النظام الإيراني، وهي التي أسهمت في إسقاط حليفها "شرطي الخليج" شاه إيران. ولم يكن النظام الجديد في طهران حساساً تجاه الشكوك التي رافقت حضوره وما أثاره من المخاوف بتصريحات بعض قياداته عن تصدير الثورة الإسلامية إلى الخارج، والتي تبدلت تدريجاً إلى تدخلات فاضحة في أكثر من بلد عربي، ورافق كل ذلك عدم التفاته إلى أهمية طمأنة الجيران وإبداء حسن النوايا.

كانت تصرفات إيران وتصريحات مسؤوليها محفزة لانبعاث خلافات مذهبية أججت مشاعر الغضب والقلق ضدها، وهنا كانت الولايات المتحدة وبالطبع إسرائيل تتبعان كل هذا وتعمدان إلى ضمان عدم التهدئة، وجعلتا من التطبيع طوق نجاة افتراضي من أخطار النظام في طهران، بينما الجميع يدرك أن الإدارات الأميركية لا تمانع من إقامة علاقات مع النظام الإيراني وأنها تتحاور معه وتفاوضه علناً وسراً، وهي قد بذلت الكثير من الإغراءات والتسهيلات التي التقطتها طهران ولن تكتفي بها قبل أن تحصل على قنبلتها النووية التي تشير التقارير إلى اقترابها من إنتاجها.

حجر الزاوية

إن قضية السلام التي تعتبرها واشنطن حجر الزاوية في تحديد مواقفها في الشرق الأوسط زادت أهميتها بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لأنها أظهرت هشاشة نظريات "الجيش الذي لا يُقهر" وأن "الجدار الفاصل" يشكل حماية لأمن إسرائيل، فكان الرد الأميركي هو أن الحل لكل ما يجري ولضمان عدم تكراره هو الاندفاع نحو السلام مع الرياض وهي تدرك أنه إذا ما تم ذلك فإن كثيراً من الدول العربية ستتأثر بالتوجه السعودي وإنها حتماً ستتبعه.

في لقاء خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض رداً على تعليق للصحافي الأميركي توماس فريدمان عن دور إيران وما إذا كانت ستواصل تصرفاتها المربكة في المنطقة، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن المملكة تعمل على تهدئة الأوضاع واستقرار المنطقة وإنها تعمل مع جميع الجيران على ذلك. وأضاف أن إيران تبعث برسائل طمأنة للجميع وإذا ما اقترن ذلك بالأفعال فإن الرياض لا تشعر بأي حاجة للقلق.

ضمانات حقيقية

إن الواقع الذي يعرفه الجميع هو أن الرياض ليست مندفعة نحو السلام من دون ضمانات حقيقية وجادة للشعب الفلسطيني أولاً، فقد دعمت قضيته منذ عهد الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، ولم يتخل أي حاكم تلاه عن مبدأ الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وعلى رغم كل الضغوط الأميركية فإن المملكة لم تذعن مع ما رافقها من محاولات ابتزاز لم ولن تفلح، لأن دورها الرائد والقائد مرتبط في كل حين بقواعد الحكم فيها والتي لا تتعامل إلا مع ما يعود بالنفع على شعبها وعلى محيطها الذي لا تستطيع ولا تريد أن تتخلى عنه.

يدرك ولي العهد السعودي أن السلام مع إسرائيل مصلحة أميركية وغربية في المقام الأول، وأنه ضرورة لهما، قبل أن يكون ضرورة لبلاده لأنها قادرة على تنويع مصادر نمائها وعلى أن تعيش في محيط غير معاد لها ولا تشعر بقلق وجودي يجبرها على الابتعاد عن أسس الحكم فيها وقواعد سياساتها العربية والإسلامية.

لن تتمكن واشنطن من الدفع برغبتها في السلام بمجرد التهديد وإرسال المسؤولين كباراً وصغاراً، فالمملكة محصنة ضدها بما تمتلكه من التجارب والخبرات، وبما عندها من المرونة والقوة التي تحمي قواعد استقرار الحكم والمجتمع.

*إندبندنت عربية

مشاركة الخبر: هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

الثقافة الفلسطينية تعلن القائمة الطويلة لجائزة كنفاني بينهما مصريون

الثقافة الفلسطينية تعلن القائمة الطويلة لجائزة كنفاني بينهما مصريون

منذُ 49 دقائق

أعلنت جائزة غسان كنفاني للرواية العربية والتي تنظمها وزارة الثقافة الفلسطينية عن القائمة الطويلة للجائزة بدورتها...

استشاري كبار السن لا يشعرون بالعطش بسهولة لهذه الأسباب

استشاري كبار السن لا يشعرون بالعطش بسهولة لهذه الأسباب

منذُ 49 دقائق

كبار السن هم الفئة الأكثر تضررا في ظل اشتداد موجات الحر قبل قدوم الصيف رسميا فارتفاع درجات الحرارة يؤثر عليهم بالسلب...

رئيس الوزراء يتابع مع رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ملفات العمل

رئيس الوزراء يتابع مع رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ملفات العمل

منذُ 49 دقائق

التقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة السيد وليد جمال الدين رئيس...

يوفنتوس يعلن رسميا عن اسم مدربه الجديد خلفا لأليغري

يوفنتوس يعلن رسميا عن اسم مدربه الجديد خلفا لأليغري

منذُ 51 دقائق

كشف نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم بشكل رسمي اليوم الأحد عن اسم مدربه الجديد الذي سيقود فريق السيدة العجوز خلفا...

الاحتلال يستهدف محاولات ضبط الأمن وسط غزة تنفيذ عمليتي اغتيال
الاحتلال يستهدف محاولات ضبط الأمن وسط غزة تنفيذ عمليتي اغتيال
منذُ 51 دقائق

يواصل جيش الاحتلال الإسرائليي استهداف أي محاولة لإعادة ضبط الأمن في قطاع غزة عبر اغتيال مسؤولي الأمن وعناصر الشرطة ضمن...

تكريم حافظات القرآن في المغرب رد على مدعي الحداثة أم ترسيخ لهوية المنطقة شاهد
تكريم حافظات القرآن في المغرب رد على مدعي الحداثة أم ترسيخ لهوية المنط...
منذُ 51 دقائق

حضور حافظات القرآن الكريم اللافت وتكريمهن أتى في معرض الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بمدينة أكادير حيث رفعن كذلك أكف...

widgets إقراء أيضاً من المشهد اليمني

الطيران الأمريكي يستهدف قيادي في الحشد الشعبي ببغداد والتخوفات تطال الحوثيين بصنعاء تفاصيل
اشتعال حريق في سفينة شحن تجارية بعد اصابتها بصاروخ حوثي ومغادرة طاقمها
قد تكون القاضية الكشف عن تحركات عربية ودولية في عدن وضربة غير متوقعة للمليشيات
أول دولة عظمى تبدي تأييدها لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر