الأحرى بك أن تلعن نفسك
كان أمام منزله جميل ونظيف، جراء رصف الجهات المعنية الأرصفة جوار المنازل بالبلاط المعتاد لرصف مثل هذه الأماكن.
وفي إحدى الأيام عاد وهو غاضب بعد تعبئة عدة أسطوانات غاز منزلي، وبدلا من إنزالها من على سيارته راح يرمي الأسطوانة بعد الأخرى متسببا في تكسير عدد من البلاطات دون أن يكترث.
وجد الأطفال مكانا يلعبون فيه لعبة رمي الزراقيف التي تتطلب وجود بقعة ترابية، ومع الأيام انقشعت بلاطة بعد الأخرى إلى أن تحول الرصيف عند مدخل البيت كله ترابي ، ومغاير لبقية نداخل المنازل بنفس الحارة.
جاء موسم المطر وتجمعت المياه وتحولت التراب إلى “خُلب” طين، وأثناء خروجه حاول القفز بعيد عن المياه المتجمعة فسقط وملابسه متسخة، غضب وراح يكيل اللعنات للدولة التي كما كان يردد لا تقوم بوظيفتها ورصف المكان.
استمر بسرد عيوب الدولة وتقصيرها في إصلاح الرصيف وعدم تأديتها وظفيتها في هذا المجال و…. إلخ، ودون أن يسأل نفسه لماذا فقط الرصيف الذي أمام مدخل منزله بهذا الحال فيما مداخل المنازل الأخرى لا يوجد مشكلة.
كنت أنظر إليه بتعجب وصمت، وأنا اقف بالجهة المقابلة له اشاهد ما يحدث، وفي الأثناء مر أحد جيرانه وهو يلعن الدولة، توقف جاره وبهدواء رد عليه أنت من تسببت لنفسك بهذا برمي أسطوانات الغاز المنزلي على البلاط وتكسيرها، والأحرى بك أن تلعن نفسك، لزم وهو غاضب وعاد نحو الداخل لتغيير ملابسه، زهو يلعن نفسه وجاره والدولة معا وأسطوانات الغاز.
عاد منزله وأنا أهز رأسي وأردد اللعنة على كل من يرمي أسطوانات الغاز المنزلي على بلاط الأرصفة في كل مكان وليس فقط مداخل المنازل.
The post الأحرى بك أن تلعن نفسك appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: الأحرى بك أن تلعن نفسك على وسائل التواصل من نيوز فور مي