صدمات الطفولة
يعتبر البعض فترة طفولته منبعاً للذكريات الأليمة، فبعض التصرفات التي قد يتعرض لها الطفل بدءاً من المنزل والأصدقاء، ثم رفاق المدرسة والمعلمين مثل الكلمات القاسية أو التنمر أو حتى الشجار والضرب قد تترك أثراً سلبياً في نفسيته، وفي الحقيقة أن هذه الصدمات قد تؤثر على طريقة تعامله مع نفسه أو الآخرين في المستقبل، وقد أشارت الكثير من الدراسات الحديثة إلى أن تعرض الطفل إلى الصدمة النفسية في مستهل حياته قد يعيق نموه وتطوره الجسدي والنفسي، وحذر باحثون في علوم الأسرة الآباء والأمهات من تفويت الكثير من الأوقات الثمينة، التي يمكن قضاؤها مع الأبناء بسبب طغيان التقنيات الحديثة، التي بدأت تقوض العلاقات الأسرية، وتقلص من دورها في عملية التربية للطفل، ووفقاً للأبحاث التي أجريت في هذا المجال فإن الذكريات التي يخزنها الطفل في ذهنه، والتي تجمعه بوالديه وأشقائه في مرحلة الطفولة المبكرة تولد لديه القدرة على تنظيم عواطفه وطريقة تفكيره، وغرس تلك الذكريات في الأبناء عن طريق التواصل اليومي مع العائلة له أهمية في تشكيل الروابط العاطفية والأسرية، حيث إن الأطفال الذين يمضون أوقاتاً طويلة مع آبائهم تزداد قدرات تحصيلهم التعليمية، وتكون لديهم روابط وعلاقات ناجحة مع الآخرين.
لذلك لا بد من الاهتمام بالصحة النفسية للطفل لما لها من تأثير إيجابي، حيث تسهم بتطور نموه الاجتماعي والنفسي بالنصح والإرشاد، للخروج من موقف أو حدث مر بنا، كما يجب على الأهل أن يكونوا على استعداد تام للاستماع والإنصات، وإظهار الاهتمام لما يقوله الطفل ومراقبة تعبيراته الجسدية واللغوية، وضرورة تعزيز الوعي الجسدي لديه، حيث غالباً ما يربط الأطفال بين مشاعرهم وأجسادهم، وبذلك يمكن للأهل أن يكونوا قريبين من أطفالهم، وإيجاد طقوس وأماكن آمنة، يمكن للطفل التعبير فيها عن نفسه واستكشاف مشاعره، فالعلاج النفسي يمكن أن يسهم في مساعدة الأطفال والمراهقين في تخطي الصدمات النفسية.
مشاركة الخبر: صدمات الطفولة على وسائل التواصل من نيوز فور مي