الحديدة تغرق وسلطات نهب الواقع غائبة
سبتمبر نت/ تقرير – توفيق الحاج
منذ يومين تعيش محافظة الحديدة كارثة طبيعية مدمرة تمثلت في سيول وأمطار غزيرة أسفرت عن أضرار بالغة في الاروح والممتلكات والثروات، وتعالت أصوات الأهالي طلبا للمساعدة جراء تلك السيول التي أخذت كل ما في طريقها ضمن مسار الأودية وعلى ضفافها، لاسيما منازل التهاميين البسطاء في ريفي الحديدة وحجة والتي تتكون من القش وما يسمى محليا “العشش”.
فبسبب المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة، اجتاحت السيول المناطق السكنية والزراعية، مما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية وفقدان المزارع والثروة الحيوانية والنباتية لم ترد بعد أرقام بشأن عدد الضحايا، الا ان مصادر تتحدث عن أضرار بالغة وقرى كاملة جرفتها السيول، وخسائر في الممتلكات بما فيها المواشي (الأغنام والضأن والأبقار) التي يعتمد عليها أبناء الريف التهامي مصدرا لعيشهم ضمن تربيتهم المواشي وفلاحة الأرض.
كارثة إنسانية
وتشير التقارير الأولية التي توضح حجم الأضرار والخسائر غياب تام لسلطات النهب الواقع وكل ما يتناقله الناشطون والاعلاميون مجموعة صور ومقاطع فيديو تظهر أضرارا بالغة وخسائر كبيرة وكارثة إنسانية تعرض لها سكان ريف محافظة الحديدة هذه المنشورات والصور تظهر أضرارا تفوق التوقعات، حيث تسببت السيول في تدمير الطرق والجسور والمباني السكنية، وجرفت منازل وحيوانات وأسر وأثرت بشكل كبير على المحاصيل الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي في المنطقة.
أسباب مناخية
التحليل العلمي لهذه الكارثة يشير إلى أن التغيرات المناخية تلعب دوراً أساسياً في تفاقم هذه الكوارث فالارتفاع في درجات الحرارة العالمية يزيد من تبخر المياه، مما يؤدي إلى زيادة في حجم الرطوبة في الغلاف الجوي. هذه الرطوبة تُساهم في حدوث أمطار غزيرة وشديدة عند تجمعها في السحب. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات والتوسع العمراني في تغيير نمط تدفق المياه وزيادة سرعة تدفق السيول، مما يزيد من الأضرار أضف إلى ذلك، فإن ضعف الأنظمة البيئية والتخطيط العمراني في المناطق المنكوبة يعزز من تأثير الكوارث.
إن تقليل المخاطر الناتجة عن هذه الظواهر يتطلب استراتيجيات شاملة تشمل تحسين إدارة الموارد المائية، وتطوير بنية تحتية مقاومة للتغيرات المناخية، وتوعية المجتمع بأهمية التكيف مع التغيرات البيئية. كما يلزم تعزيز الجهود الدولية والمحلية لمكافحة التغير المناخي والحد من تأثيره على المجتمعات الضعيفة.
تخاذل رسمي
المتابع لواقع وحركة كارثة السيول والأمطار التي ضربت محافظة الحديدة يجد تخاذلا رسميا من قبل السلطات في الاستجابة للأزمة.
فقد أسفرت الأمطار الغزيرة عن دمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمباني والمزارع، مما فاقم من معاناة السكان المتضررين وتشردت عشرات الاسر وظلت في العراء تصرخ وتستغيث ولا مغيث.
كما كشف هذا الوضع استهتار سلطات النهب الواقع مليشيا الحوثي بحجم الكارثة وحضرت الى اذهان كل اليمنيين سرعة مشرفي وعناصر المليشيا للنهب والسلب والبسط مقارنة بسرعة تدخلاتها للإنقاذ والمساعدة.
مديرات متضررة
وتركزت الأضرار وفقا للمصادر في مديريات، التحيتا والقناوص وزبيد وبيت الفقيه والزيدية وباجل والمراوعة، وامتدت إلى مديريات ميدي وحيران الساحليتين في محافظة حجة.
وجراء امتداد الاضرار واتساعها أكد محافظ الحديدة المعين من الحكومة اليمنية “الحسن طاهر” قال إن الأمطار تسببت في أضرار كبيرة وهدمت وجرفت عشرات المساكن والمزارع والمواشي وألحقت أضرارا كبيرة في الممتلكات خاصة في المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي.
في السياق دعا وكيل وزارة الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية “عبداللطيف الفجير” المنظمات الإغاثية والإنسانية إلى التدخل الفوري والاستجابة لمناشدات أبناء تهامة المتضررين من تدفق السيول التي هدمت مساكنهم ومزارعهم وجرفت مواشيهم نتيجة هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها الحديدة.
وكيل محافظة الحديدة “وليد القديمي” في تدوينة له على حسابه في منصة “إكس” قال: إن محافظة الحديدة شهدت أمطارا غزيرة وفيضانات أسفرت عن خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وشدد على أن إغاثة المتضررين في المديريات المنكوبة أصبحت ضرورة بالغة وكبيرة وماسة تستدعي تحركا جماعيا من كل الأطراف.
مناشدات الإنقاذ
هذا ودعا مكتب الوحدة التنفيذية بمحافظة الحديدة، جميع الشركاء الدوليين والمحليين والجمعيات والمؤسسات الخيرية ورجال المال والاعمال وفاعلي الخير، إلى سرعة إغاثة المتضررين من الأمطار الغزيرة التي ضربت مديرتي “حيس والخوخة” جنوب الحديدة.
وأوضح مدير الوحدة التنفيذية بالمحافظة جمال مشرعي، ان تدفق الأودية والسيول وبغزارة ألحق أضرارا بالغة في مخيمات ومساكن النازحين وممتلكاتهم، وتضرر البنية التحتية والمزارع ونفوق المواشي.
وأكد ناشطون على منصات التواصل أن السيول تهدد الجميع في الحديدة، والمأساة في اتساع، في ظل انعدام جهود الدفاع المدني وغياب الإنقاذ وسط تهدم المساكن، مناشدين سلطات مليشيا الحوثي التي استغلت سكان تهامة حتى العظم مطالبين ضرورة مجابهة هذه الأوضاع ومساعدة الناس هناك.
وذكر الناشطون أن مليشيا الحوثي منذ بدء الهدنة نهبت تريليونا و600 مليار ريال عوائد ميناء الحديدة المنكوبة، وهناك قيادات وشركات حوثية، استباحت أراضيها بغطاء الاستثمار، وضمن نهب منظم وعسكرة ممنهجة للمحافظة، ورغم هذا النهب لا تقوم بواجبها تجاه المواطنين و مهمتها فقط النهب .
مخاوف كبيرة
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة جراء السيول وما خلفته، تزداد المخاوف من تواصل الأمطار التي قد تفاقم الأزمة الإنسانية ومعها تتسع رقعة المناطق المتضررة، لاسيما وقد طال مناطق شمال غربي تعز أيضا جانب من هذه السيول، إلى جانب انعدام أو محدودية الجهود الإغاثية لإنقاذ ومساعدة الأهالي في ريف يفقد كثيرا من الخدمات الأساسية أصلا على مدى السنوات السابقة.
إن الكارثة الانسانية في الحديدة تستدعي الحاجة الملحة لتدخلات عاجلة من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية. يجب على هذه المنظمات أن تنشط بسرعة لتقديم المساعدات الإنسانية الأساسية وتوفير الدعم اللوجستي والإغاثي وتقديم مساعدات طارئة تشمل الإمدادات الغذائية والمياه والملابس والمأوى المؤقت، فضلاً عن دعم الرعاية الصحية لمواجهة تفشي الأمراض والأوبئة الناتجة عن تلوث المياه وجثث الحيوانات ومخلفات السيول، كما ينبغي تحسين استراتيجيات الإنذار المبكر وتوفير التدريب للسكان المحليين حول كيفية الاستجابة لحالات الطوارئ.
يجب على المجتمع الدولي الضغط على السلطات المحلية لتسريع استجابتها وتوفير الدعم اللازم، مع التأكيد على أن هذه المنطقة تعد منطقة منكوبة تحتاج إلى اهتمام عاجل ومكثف.
ظهرت المقالة الحديدة تغرق وسلطات نهب الواقع غائبة أولاً على سبتمبر نت.مشاركة الخبر: الحديدة تغرق وسلطات نهب الواقع غائبة على وسائل التواصل من نيوز فور مي