مسرح محفوظ عبد الرحمن.. رصد الواقع الاجتماعي وتنبأ بالثورة
تمر اليوم الذكري السابعة على رحيل الكاتب والسيناريست الكبير محفوظ عبد الرحمن، إذ رحل عن عالمنا في 19 أغسطس عام 2017، عن يناهز 76 عاما، ترك اسمه مسجلًا على أعمال فنية ذات طابع خاص بها، في التليفزيون والسينما وأيضًا المسرح، ولكنها حملت فكر وفلسفة كاتب يرتبط كما لم تغب كتابته عن خشبة المسرح، إذ قدم العديد من الأعمال أبرزها "حفلة على الخازوق"، و"عريس لبنت السلطان" و"الحامي والحرامي"، و"كوكب الفيران"، و"السندباد البحري"، و"محاكمة السيد م"، وكثير من العروض التي شملت خشبة المسرح المصري والكويتي.
وبحسب الناقد الراحل عبد الغني داود في كتابه "الأداء السياسي في مسرح محفوظ عبد الرحمن" فأن أعمال محفوظ عبد الرحمن المسرحية تؤكد على تسييس المضمون وهي ليست بمعزل عن الواقع فمادة مسرحياته ذات طابع سياسي وتقدم نوعا مختلفا من العلاقة مع شيء مختلف عن السياسة. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة عشر فصلا يتناول فيها المؤلف بالنقد والتحليل هذه اللمحة السياسية في أعمال محفوظ مثل "الفساد السياسي من الداخل في "حفلة على الخازوق" والعودة إلى المسرح، و"كوكب الفيران" وتجربة الكتابة بالعامية وشكل آخر من أشكال الغزو الخارجي، "محاكمة السيد ميم" وقدر الزعيم المحبوب، "الحامي والحرامي" والجوهرة المكنونة، كما يتناول اللغة والبناء المسرحي عند محفوظ، وأخيرا لماذا الأداء السياسي في مسرح محفوظ عبد الرحمن؟”.
براعة محفوظ عبد الرحمن جعلته يتنبأ بقيام ثورة 25 يناير من خلال إحدى مسرحياته "بلقيس"، حيث وصف الراحل "بلقيس" بأنه هي مصر التي تاهت، وتزامن توقيت العرض الذي جاء بعد الثورة كحدث ثقافي مهم لأنه عالج ما حدث فعلا في ثورة 25 يناير معالجة فنية دون مباشرة أو ارتباط مباشر بالأحداث لأنها كانت معدة قبل ذلك بسنوات وكان يجهز للعرض خلال يناير قبل الثورة، وكانت إنتاج المسرح القومي وبطولة رغدة.
جدير بالذكر أن الراحل كتب 10 مسرحيات قدمت على مسارح الدولة، حيث قدمت له فرقة "المسرح القومي" قدمت له مسرحيتين فقط هما: "ما أجملنا" من خلال نادي المسرح المصري (عام 1981)، و"لقيس" (عام 2011)، ويعد المسرح الحديث أكثر الفرق انتاجا لنصوصه حيث قدمت له مسرحيات: "كوكب الفيران" (1986)، "عريس لبنت السلطان" (1987)، "الحامي والحرامي" (1989)، كما قدمت له فرقة "المسرح المتجول" مسرحيتي: "احذروا" (1984)، "محاكمة السيد ميم" (1987)، وكذلك قدم مسرح الطليعة مسرحيتي: "احذروا" (1995)، "ما أجملنا" (1999)، والمسرحية الأخيرة قام بتقديمها مسرح الشباب أيضا (2008)، كما قدم مركز الهناجر للفنون مسرحية "عريس لبنت السلطان" (2001).
مشاركة الخبر: مسرح محفوظ عبد الرحمن.. رصد الواقع الاجتماعي وتنبأ بالثورة على وسائل التواصل من نيوز فور مي