سدرة القرية النائية
الإهداء: إلى الدكتور صلاح سالم الذي أخذني مرة أخرى بسيارته وصولًا إلى سدرة القرية النائيةْ.
سحب، تتنزل بالغيث هذا الأصيل، الضباب امتداد للسفر الذي بطيئًا يسير بنا، بذات اليمين وذات الشمال نرى اخضرار الحقول، وزخات لون الحياة تكتب أروحنا، وتلقي تراتيل قرآنها برؤية آفاقنا الشاسعةْ.
سحب تثاقل بالغيث، لجل عينيك تنساب فينا، لماذا التساؤل (متى وا راعية….) وها هي ذي تمطر الآن، تغازل هذي الزروع، القمح والبر، والشجر الذي تتراقص أغصانه بإيقاع نشوتنا الباسقةْ.
مطر والضباب طريق الكلام الذي يدغدغ فينا مشاعره وهو يؤدي طقوس تنزله لأعماق هذا الثرى، ونحن نردد أغنيات الصريمي الفتيح الفضول، فمن أجل عينيك نسقي الورود، ومن خضبان نتذوق ريق الغواني، ونسأل (لين شتسافر وا عندليب.. تذر شبابك) لتحرق أحلامك الهاربةْ.
مطر خفيف الوقع، يسارًا وقفنا، نزلنا ندغدغ شجيرات وادي الضباب بلمس شفيف الصدى والنظر، وفي بؤرة الاخضرار المسافر فينا كنا نوثق فيها الصور، صور الماء والخضرة الناعمةْ.
غيث يظل مستمسكًا بسحاب الضباب، والسندوتش جفاف يشطر الجوع نصفين، بين اخضرار الضباب (وشوكة حل البلاد التي لا تحل أو تزول) بطياتها الأعين الواهيةْ.
(غيث) ينام إلى جانبي، لا طعم للقات، فقد أخذ الجو جو الضباب مذاقي الشهي من ورق القات، في اللحظة الفارقةْ.
كأن الزمان توقف في سماء الضباب، حين عاد مرورًا به بعد يومين قال لي صاحبي في رسالته العاجلةْ.
قلت الاتصال ضعيف، والاشتهاء مثير فمن يأخذ من لوعة القلب نظرات الطريق إلى ضفتي الجمال في الخطوة القادمة.
بعد يوم الرسالة تلك أجبت بصورة غيث السماء الذي روى أوردة الزرع وأنساب ملء النخاع إلى سدرة القرية النائية.
* شوكة الحل: تشير إلى الأرض الجدباء التي لا تنبت سوى الأشجار الشوكية التي تبقى مكانها.
القرية 18/8/24مشاركة الخبر: سدرة القرية النائية على وسائل التواصل من نيوز فور مي