الملك سلمان.. عقد زاهر من التقدم والرقي
شكّلت العشرة أعوام التي نحتفل بذكراها اليوم على تولي خادم الحرمين الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- سدة الحكم، عقداً زاهراً من التقدم والرقي للوطن، في جميع الاتجاهات، حيث قالت رئيسة مركز تاريخ الطائف د. لطيفة بنت مطلق العدواني: "تمُثل الذكرى العاشرة لبيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره- قيمة وطنية غالية، خاصةً في قلوب شعبنا السعودي، فهي تُجسد دوام الاستقرار والرخاء والتطوير والتحديث الشامل في كافة المجالات، حيث لم يكن ليتحقق كل ذلك بدون الجهود والتضحيات التي بذلت في منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في توحيد المملكة منذ 94 عاماً"، مبينةً أنه شهدت بلادنا المباركة النهضة الكبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين في كافة الجوانب العلمية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت الساحة الثقافية السعودية هي واحدة من تلك الجهات التي شهدت تحولات فكرية وثقافية كبيرة جداً منذ عشرة أعوام، حيث أدركت القيادة الرشيدة أن القيمة الوطنية والثقافية هي العمق الحقيقي للثقافة والتي تُمثل الاهتمام بالموروث الثقافي الاجتماعي والتاريخي، وتشجيع أفراد المجتمع من المبدعين والأدباء وأصحاب المواهب الفنية على الارتقاء بالإبداع الفني والأدبي من منطلق الخصائص الثقافية للمجتمع العربي السعودي.
بُعد جديد
وأوضحت د. لطيفة العدواني أنه "أدركت قيادتنا الرشيدة أهمية الحياة الثقافية في المجتمع حيث وجّه الملك سلمان -حفظه الله- على الاهتمام بتعزيز دور الثقافة وأهمية الحفاظ على التراث التاريخي؛ فمنذ بدايات عمله السياسي والإداري أميراً لمنطقة الرياض، كرس جهداً كبيراً من وقته الثمين بالاهتمام بتطوير القواعد الأساسية للثقافة وأدرك أهمية وقيمة الاهتمام بالتراث التاريخي، ووجه بضرورة تعزيز التطوير الشامل والتحديث المتواصل في مجالات الإعلام والثقافة"، مضيفةً أنه "يُعرف عن خادم الحرمين حبه الشديد للثقافة والتاريخ، حيث تحققت إنجازات كبيرة في عهده في المجال الثقافي، فأنشأت وزارة الثقافة، وجاءت رؤية المملكة 2030 لتعطي للحياة الثقافية بُعداً جديداً لم يكن له نظير من قبل، فأنشأت هيئة الترفيه السعودية والتي من بين أهم برامجها تعزيز الدور المحوري للثقافة وتعزيز الهوية الوطنية من خلال الاهتمام بالفرد والمجتمع"، مشيرةً إلى أنه اهتم الملك سلمان بدارة الملك عبدالعزيز وعمل على تطويرها، حتى أصبحت مركزاً بحثياً وتاريخياً ومعرفياً عالمياً يحفظ تاريخنا الوطني المجيد.
شعر عربي
وذكرت د. لطيفة العدواني أن خادم الحرمين -حفظه الله- أسّس أكاديمية الشعر العربي، ورعايتها من قبل وزارة الثقافة، كذلك رعايته لتأسيس المكتبات العامة مثل: الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مضيفةً أنه اهتم منذ بداياته الأولى في معترك الحياة السياسة بالانفتاح الثقافي وتشجيع الباحثين والباحثات على التميز العلمي في مجال تأصيل الدراسات التاريخية، حيث أطلق منذ زمن بعيد منحة وجائزة الملك سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، مبينةً أنه كان تأسيس "مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية" تأكيداً على أهمية البُعد الثقافي في رؤيته، حيث أسس هذا المجمع للمساهمة في نشر اللغة العربية وثقافتها في مختلف بقاع العالم والعمل على نشر الثقافة العربية والتعريف بها تعريفاً مبني على أسس علمية ومنهجية، مشيرةً إلى أنه أصدر الملك سلمان أمراً ملكياً يتضمن اعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية والتي تأتي امتداداً لأعمال الخيرية والإنسانية بهدف تعزيز الاستدامة في مجال التوسع والتطوير الحضري والتوسع في المشروعات الثقافية التي تحفر وتشجع على الإبداع والمعرفة والاستثمار في الإنسان، وتنمية ثقافته واعتزازه بهويته.
اقتصاد متنوع
وقال غازي القثامي -رئيس غرفة الطائف-: "إن المملكة سجلت أرقاماً غير مسبوقة في التنمية الاقتصادية تؤكد التطور الاقتصادي الذي تشهده وتسير عليه المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، ولعل آخر النجاحات الاقتصادية ما أعلنت عنه مؤخراً الهيئة العامة للإحصاء بتسجيل الصادرات غير النفطية شاملة إعادة التصدير ارتفاعاً بنسبة 19 % مقارنة بشهر يوليو 2023م وفي المقابل ارتفاع الصادرات الوطنية غير البترولية باستثناء إعادة التصدير إلى 6.5 %"، مضيفاً أن "التنوع الاقتصادي الذي تسير عليها حكومتنا الرشيدة متوافق مع رؤية 2030م، فنلاحظ جلياً تنوع مصادر الدخل الوطني والعمل على تخفيف الاعتماد على البترول عن طريق زيادة مساهمة القطاعات الإنتاجية الأخرى في الإنتاج المحلي، فاقتصادنا اليوم –الذي كان يعتمد بنسبة 90 % وربما أكثر على النفط- أصبح متنوع الدخل من صناعة السياحة إلى الترفيه إلى عدد من المشاريع التنموية الكبيرة، التي تمثل مصدراً مهماً للدخل"، مشيراً إلى أن الحديث هنا ليس استرسالاً أو إنشائياً، فحديث الاقتصاد حديث أرقام، وهو ما سجلته الميزانية العامة للدولة من انخفاض في العجز المالي في الميزانية، وكذلك تراجع نسب البطالة، حيث سجلت في المملكة أدنى مستوى تاريخي لها في عام 2024م، ناهيك بعد كل ذلك فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 بمدينة الرياض، والذي يؤكد قيمتها ومكانتها الاقتصادي في العالم.
مسيرة تنموية
وتحدث عبدالكريم الذيابي -نائب فرع هيئة الصحفيين بالطائف- قائلاً: "إنه يحتفي السعوديون والمقيمون بهذه الذكرى الغالية على قلوبهم، وهم يلمسون مراحل المسيرة التنموية الحافلة في جميع المجالات، ومن بين هذه المنجزات الكبرى، التطوّر الإعلامي لترسيخ مكانة المملكة كدولة مؤثرة ومنفتحة على العالم، ولحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بالإعلام فقد أصدر أمراً ملكياً في 17 رمضان 1437هـ، بإنشاء وزارة بمسمى وزارة الثقافة، وفصلها عن وزارة الإعلام، وتعديل وزارة الثقافة والإعلام لتكون وزارة الإعلام، ما يعكس اهتمامه -حفظه الله- بهذا القطاع المهم، لمواكبة النهضة الحضارية الشاملة، التي تشهدها المملكة في كل القطاعات انطلاقاً من رؤية 2030، لأهمية الصناعة الإعلامية المنافسة بما يحقق المساهمة الاقتصادية وزيادة حجم القطاع، وتنويع المحتوى ورفع جودته، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المملكة محليًا، وإقليميًا، وعالميًا"، مبيناً أنه ظلت الرياض خلال السنوات الماضية إحدى العواصم الكبرى في التأثير الإعلامي حول العالم من خلال إقامة العديد من الملتقيات والفعاليات الإعلامية وما تحظى به هذه المناشط من زخم كبير للمهتمين بالإعلام وصناع المحتوى.
ساهم بتنويع مصادر الدخل وخفّف الاعتماد على البترول
استضافة إكسبو
وأكدت د. نوف الغامدي -عضو مجلس إدارة المركز الوطني للدراسات والبحوث- على أن أهم الإنجازات الاقتصادية خلال 2024 فوز المملكة باستضافة إكسبو وانعكاساته على جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل، والأثر الاقتصادي المتوقع يتمثل في مليون وظيفة، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 50 ملياراً، وتعتبر هذه الفعالية العالمية منصة للتبادل الثقافي والابتكار، ويأتي فوز المملكة بها كخطوة مهمة نحو تعزيز التنمية وتسليط الضوء على التقدم الاقتصادي والاجتماعي، مما تعكس هذه الاستضافة التزامها الراسخ بتحقيق التنمية المستدامة وتطلعها للمستقبل، وستكون منصة لعرض التقدم في مجالات متعددة، من التكنولوجيا إلى الثقافة، مما يعكس التحول الشامل في هيكل الاقتصاد الوطني كرؤية مستقبلية للتنمية، مشيرةً إلى أن استضافة إكسبو 2030 تعد خطوة نحو تعزيز السمعة الدولية للمملكة حيث ستتيح هذه الفعالية العالمية للعديد من الدول التفاعل والتعرف على الإنجازات والتقدم الذي حققته المملكة في مختلف المجالات، وهو ما قد يسهم في تعزيز التعاون الدولي وجذب الاستثمارات وتعزيز السمعة الدولي، وأبانت أن فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 يُسهم في تقوية القوة الناعمة، وتطوير مشروع الاستثمار الرياضي، وسيفيد القطاع الخاص بشكل مباشر جراء ارتفاع الطلب المتوقع على منتجات وخدمات الشركات الكبرى كشركات الكهرباء، الحديد، الأسمنت، صناعات الألمنيوم والبلاستك والخدمات التقنية والفنية.
خيارات سكنية
وذكرت د. نوف الغامدي أنه في سياق الإسكان، حقق القطاع العديد من الأرقام الرامية إلى تعزيز توافر الخيارات السكنية لمختلف فئات المجتمع، إذ استلمت 66 ألف أسرة سعودية منازلها، وأُطلقت أكثر من 24 ألف وحدة سكنية حتى نهاية شهر أغسطس، كما بلغت نسبة تملك المواطنين مساكنهم 63.74 %، محققة مستهدف عام 2023 البالغ 63 %، مقارنة بخط الأساس البالغ 47 %، ويبلغ المستهدف العام للرؤية 70 % بينما استفاد أكثر من 96 ألف مواطن من خدمات الدعم السكني للمنتجات السكنية، وقُدّر مجموع الدعم المالي لمستحقي الدعم 4.1 مليارات ريال سعودي، فيما تجاوزت نسبة المستفيدين من الإعانات المالية القادرين على العمل والمُمكِّنين مستهدف العام البالغ 32 % بقيمة فعلية بلغت نسبتها 32.3 % مقارنة بخط الأساس البالغ نسبته 1 %، يفصلها بذلك عن مستهدف الرؤية ما نسبته 6 %، مضيفةً أنه نتيجة للدعم والتمكين من الملك سلمان -حفظه الله- فإن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بلغت 34 %، مقارنة بخط الأساس البالغ 22.8 %، فيما يبلغ مستهدف الرؤية 40 %، وبلغ معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة 35.5 %، مبينةً أنه سجلت المملكة زيادة تاريخية في أعداد المعتمرين من الخارج، إذ بلغت 13.56 مليون معتمر، متجاوزةً مستهدف عام 2023 المقدر بـ10 ملايين، مقارنة بخط الأساس البالغ 6.2 ملايين معتمر، فيما بلغ المستهدف العام للرؤية 30 مليون معتمر، وفي الوقت نفسه بلغ عدد المتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من 131 ألف متطوع، متجاوزًا مستهدف العام البالغ 110 آلاف متطوع.
اهتمام متزايد
وقالت ريم البسام -باحثة في التراث الثقافي-: "إن المملكة ليست حديثة عهد بالاهتمام بالثقافة والموروث، بل إن هذا الاهتمام كان ديدنها منذ البدايات، لكن شهدت الثقافة والموروث والتاريخ اهتماماً متزايداً في السنوات الأخيرة المترافقة مع فترة تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للحكم، ومن أبرز الأمور التي أحدثت فارقاً كبيراً هو تأسيس وإنشاء وزارة الثقافة لتكون واجهة للثقافة السعودية داخلياً وخارجياً وتكون الجهة المسؤولة عن دعم تطوير المجال الثقافي المحلي، وأحدثت الوزارة حراكاً ثقافياً عظيماً شمل جميع مناطق المملكة، وحرصت على دعم جميع القطاعات الثقافية بتأسيس هيئات ثقافية متخصصة تُعنى بالتراث، الأدب، المتاحف وغيرها كما كان لرؤية المملكة 2030 دور أساسي في تعزيز الثقافة ودعمها باعتبارها مرتكزاً للهوية ومن مقومات جودة الحياة للمجتمع السعودي وأحد الروافد المهمة للاقتصاد"، مبينةً أن ركائز رؤية المملكة ثلاثة: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح، وقد وصفت "المجتمع الحيوي" الذي تتطلع إليه أنه مجتمع يفتخر بإرثنا الثقافي والتاريخي تحت إطار الاعتزاز بالقيم والهوية الوطنية، ذاكرةً أن للأمر الملكي الذي يقضي باعتبار يوم 22 من شهر فبراير من كل عام ذكرى ليوم تأسيس المملكة، دور فاعل في ارتباط الشعب السعودي بماضيه العريق وجذوره ورغبته في استذكار ومعرفة ما كان عليه الأجداد في الماضي، وأسهم باعتزاز الشعب بأصالته وجذوره وارتباطهم الوثيق بالقادة منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون ولا يستغرب ذلك الاهتمام والدعم لكل ما يخدم تراثنا وتاريخنا وهويتنا فقد عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اهتمامه وعنايته ومعرفته بالتاريخ والتراث والثقافة خاصةً ما يتعلق في شبه الجزيرة العربية، ودعمه للمؤسسات والمشاريع والبرامج التي تسعى للحفاظ على التاريخ والتراث الوطني.
وتحدث عيسى القصير -باحث تاريخي- قائلاً: "إن الملك سلمان -حفظه الله- جمع الأعمال السياسية والإدارية في ريعان شبابه، وأصبح أميراً على منطقة الرياض، ونقلها إلى مصاف الدول الحضارية، ثم أصبح وزيراً للدفاع والطيران، ثم ولياً للعهد، مما أكسبه خبرة كبيرة في جميع المجالات الإدارية والسياسية للدولة، وعندما أصبح ملكاً عمّت إنجازات كبيرة ومشاريع تنموية أرجاء الوطن الغالي، وأصبحت المملكة من الدول العظمى تأثيراً على الساحة الدولية والعالمية.
اهتمام بالتراث السعودي وإيصاله للخارج د. لطيفة العدواني غازي القثامي عبدالكريم الذيابي د. نوف الغامدي عيسى القصيرمشاركة الخبر: الملك سلمان.. عقد زاهر من التقدم والرقي على وسائل التواصل من نيوز فور مي